ثائر نوفل أبو عطيوي
الوعي عبارة عن محصلة تراكمية للمعرفة المطلعة ذات الثقافة المتسعة، وحالة شمولية للنضوج الكلي المستمر، وحالة تقييمية للتجارب والأداء والخبرات، التي تنم عن الشخصية الابداعية ذات الروح الابتكارية المتجددة، القادرة على الالمام بكافة التفاصيل المحيطة بالواقع والقراءة المستقبلية للقادم بكل تجرد وموضوعية.
الوعي هو روح الحياة والتكيف معها وفق معايير وضوابط لا بد أن تتوافق مع الذات نفسها ومع مجتمعها المحيط دون حواجز أو معيقات من أجل الوصول إلى الوعي المتكامل والتام، في رحاب الحياة التي تتطلب ادراكاً شمولياً وموقفاً ذات معنى ومغزى، حتى يكون للحياة روحاً لعناق عجلة الزمن ذات الوتيرة المتسارعة.
في حالة امتلاك زمام الوعي الحقيقي والشامل، يكون قد وصل الفرد والمجتمع إلى النموذج الأرقى والنبيل للمعنى الانساني للوجود، الذي تمكنه من ادارة حياته بكل حرية مطلقة ومسؤولية فاعلة، تأخذ بيده للخلاص والانعتاق من براثن قيد العبودية التي تعيق عملية الاستنهاض الفردي والتقدم الجمعي نحو شوق الحياة ومستقبلها الأجمل.
في غياب الوعي ... يموت الحي!، لأن غياب الوعي وفقدان النظرة العميقة لكافة الأمور والمجريات والأحداث المحيطة بالفرد والمجتمع، تجعل منه الأقرب للموت، ويحيا من أجل انتظار تصريح الدفن فقط، الذي ينتظر اجراءات المصادقة عليه، من أجل الاعلان عن حالة الوفاة رسمياً، فلهذا لا بد من الحث الإلزامي والدائم على الوعي باستمرار، لأنه العنوان الأهم لمعنى الحياة، التي ترفض الانهيار والاندثار.