غزة – عمرو طبش : تشهد أسواق الأضاحي هذا العام وفرة في العرض وتراجعًا في الطلب رغما انخفاض الأسعار حيث اشتكى أصحاب مزارع الماشية في قطاع غزة من إقبال ضعيف على شراء الأضاحي مقارنةً بالعام الماضي.
وعبر عدد من التجار عن عدم رضاهم لحركة رواج الأضاحي، مرجعين ذلك إلى تردي الأوضاع الاقتصادية وانعدام القدرة الشرائية لدى المواطنين، واصفين حركة سوق الماشية قبيل أيام من عيد الأضحى بـ"الأسوأ" على الإطلاق.
وقال تاجر الماشية والخراف حسن عفانة لـ"الكوفية"، إن إقبال المواطنين على شراء الأضاحي ضعيف جدا هذا العام، وإنه يقتني عددا صغيرا من رؤوس الماشية هذا العام، نظرا لعدم وجود اقبال كبير من قبل المواطنين على الأضاحي.
وأشار إلى أنه "على الرغم أن الاقبال كان ضعيفا نوعاً ما في العام الماضي، إلا أن هذا الموسم يعد أسوأ من السيء، بسبب أزمة الرواتب الحالية التي يعاني منها الموظفون بشكل كبير، خاصة في ظل عدم انتظام الصرف.
وأوضح عفانة، أن أغلب المواطنين يحاولون البحث عن مزارع تقسط ثمن الأضحية لعدة أشهر، متابعاً أنه في حال إعطاء الزبائن الأضاحي بنظام التقسيط سيتعرض لخسارة كبيرة، خاصةً أنهم لا يلتزمون بدفع الأقساط في المواعيد المحددة، ولا يوجد مصادر دخل ثابتة لهم، بالإضافة إلى أن عدم انتظام صرف الرواتب في غزة يشكل كارثة حقيقية.
وأضاف، أن الكثير من الزبائن لم يُقدِموا شراء الأضاحي هذا العام، وكذلك الجمعيات الخيرية التي كانت تشتري عددا كبيار من المواشي لتوزيعها على الفقراء والمحتاجين كل عام، ولكنها لم تأخذ ذات الكمية هذا العام.
وأشار عفانة إلى أن ضعف الحركة الشرائية سيؤثر سلباً عليهم من خلال عدم قدرتهم على دفع أجورالعمال بشكل كامل، كما أنه مطالب بسداد الشيكات المتراكمة عليه لتجار المواشي والأعلاف، مبيناً أنه باع 300 رأس من المواشي في العام الماضي على الرغم من أن الوضع الاقتصادي كان صعباً، ولكنه هذا العام باع أقل من نصف هذا العدد.
وطالب الحكومة بأن ترحم التجار في دفعهم للضرائب بشكل دائم، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، موضحاً أن "الأبقار التي يفوق عمرها ثلاث سنوات يتم تغريم التجار بـ 1000 شيفل من قبل وزارة الزراعة"، مبيناً أنه دفع الأسبوع الماضي مخالفات لوزارة الزراعة تقدر بمبلغ 15 ألف شيقل.
وفي السياق ذاته قال العامل عبد أبو داوود، أحد العامين في مزارع المواشي إن الوضع حركة المواطنين على المزرعة ضعيف جداً، وإن معظم المواطنين يأتون إلى المزرعة فقط للمشاهدة دون شراء حصص من الأضاحي، على الرغم من رخص سعر المواشي هذا العام.
وتابع، أنه كعامل في المزرعة متضرر من كل شيء، خاصةً أن أجرته معتمدة على الحركة الشرائية داخل المزرعة، مبيناً أن صاحب المزرعة لا يستطيع توفير أجرته بشكل كامل نظراً لعدم انتظام حركة بيع المواشي.
وواصل، أنه يحاول بقدر ما يستطيع جلب الزبائن إلى المزرعة التي يعمل بها، ، حتى تتحسن الحركة الشرائية في المزرعة، وأخذ أجرته بشكل كامل.
أما الموظف خالد أبو ريحان، فيقول إنه اعتاد شراء أضحية كل عام، ولكنه سيمتنع عن ذلك هذا العيد بسبب سوء الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها، نتيجة عدم صرف الرواتب بشكل كامل ودائم، والتي فاقمت من تردي الأوضاع الاقتصادية بالقطاع.
وأكد، "للأسف لا أملك المال الكافي هذا العام للأضحية، إحنا بس نقدر نطعمولادنا، ولسا جاينا مدارس وجامعات مش قادرين نعيشهم، لو الله أفرجها على الحكومات من فوق وصرفوا الرواتب، كان الكل انتعش من المزارع للتاجر والعامل والموظف".
وأوضح أبو ريحان، أنه على الرغم من انخفاض سعر الأضحية هذا العام، إلا أنه لا يقدر على شرائها أبداً، حتى في ظل وجود نظام الأقساط لا يستطيع الشراء، لأنه لا يوجد راتب ثابت ليدفع الأقساط بشكل منتظم.
وطالب الحكومة، بضرورة الافراج عن رواتب الموظفين، وصرفها بشكل كامل وفي مواعيدها المحددة ليتسنى لهم شراء الأضاحي هذا العام، وتقوية الحركة الشرائية في الأسواق.
من جهته، قال المواطن محمد أبو عاشور، إنه في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وانتشار البطالة، وأزمة رواتب الموظفين وجائحة كورونا، عجز الكثير من المواطنين عن شراء أضحية هذا العام، مما أدى إلى ركود كبير في الحركة الشرائية، وتراجع الوضع الاقتصادي في قطاع غزة.
وأضاف، أن سعر كيلو اللحم هذا العام رخيص عن الأعوام الماضية، ولكنه في ظل عدم وجود أموال لديه لا يستطيع شراء أضحية هذا العام، مبيناً أن أزمة الرواتب في غزة انعكست بشكل كبير على قدرة المواطن على شراء احتياجاته، وبالتالي يصعب شراء الأضحية.