غزة– عمرو طبش: يبدع الطفل عمرو صيام، من مخيم خانيونس في فنون الخدع البصرية وخفة اليد، مستخدما أدوات بسيطة من المنزل، بحركات وألعاب لا يتخيلها العقل استطاع صيام أن ينال إعجاب عائلته والأصدقاء من حوله، بأعمال الخفة التي يمارسها.
ورغم الواقع المؤلم الذي يعيشه الأطفال في قطاع غزة، إلا أنه كان يفكر مرارا وتكرارا في كيفية تنمية موهبته، فبدأ بإمكانيات بسيطة جديدة وبأدوات متوفرة في كل مكان لممارسة هوايته.
وقال الطفل عمرو صيام صاحب العمر الـ "16 عاماً" لـ"الكوفية"، إنه بدأ في تنمية موهبته في الخدع البصرية أو خفة اليد التي اكتشفها مؤخراً منذ ثلاث سنوات، من خلال شقيقه الأكبر محمد الذي كان مبدعاً في فن الخدع البصرية بشكل ممتاز، معتبرًا أنه مثله الأعلى في معرفة معلومات عن الخدع البصرية واكتساب خبرة كبيرة في هذا المجال.
وأكد أن طموحه لم يقتصر على تقليد شقيقه محمد، بل واصل تطوير موهبته من خلال البحث على اليوتيوب عن مهارات جديدة في فن الخدع البصرية، موضحاً أنه بدأ في تعلم الأساسيات في هذا الفن التي تعتمد على الرياضيات، والحركات السريعة، الذي مكّنه بعد ذلك من تقديم عروض في المهرجانات أمام المواطنين.
وأوضح صيام، أن فن الخدع البصرية هو عبارة عن خفة اليد، الإلهام، الوهم في الكلام، "تخلي الشخص يلي مقابلك يركز على شيء معين وأنت بالأصل بتعمل بشيء ثاني، من خلال التلاعب بالأشياء لتبدو وكأنها تظهر فجأة للمشاهد وتعتمد على الخداع البصري، بهدف الترفيه والتسلية".
وتابع، أن الخدع البصرية تحتاج إلى درجة كبيرة من السرعة والتركيز والذكاء، لكي يستطيع اللاعب خداع المشاهد، مبيناً أنها تعتمد على بعض الحركات الخاصة التي يقوم بها اللاعب، بالإضافة إلى الكلام وردة الفعل السريعة.
وشرح صيام، بعض الخدع التي يقوم بها، قائلًا "أول ما ببدأ في الخدع أقوم بتجهيز أوراق الشدة ومش بالضرورة يكون نوع معين لأنها بتعمد على خفة اليد، أعطي أي شخص حق الاختيار بكارت معين من الشدة، أخذه منه دون أن أشاهده وأضعه في الشدة ومن ثم أقوم بعمل حركات معينة وسريعة للتشتيت، ومن ثم يفاجأ الشخص أن الكارت الذي اختاره موجود في مكان معين".
وأشار إلى أنه يستخدم جميع الأدوات المتاحة في المنزل، نظرا لعدم توافر الأدوات الخاصة في قطاع غزة، مبيناً أنه كان يشتري بعض الأدوات البسيطة من مصروفه الخاص التجارية مثل، "علبة كولا، كروت شدة، أحبال".
ونوه صيام إلى أن لاعب الخفة لديه "أسرار مهنة"، وممنوع أن يعرف أي شخص شيئا من تلك الأسرار، حتى لا يستطيع كشف الخدع التي يقوم بها، مضيفاً أن لاعب الخفة كل اعتماده على تلك الأسرار، وفي حال اكتشاف الأسرار، تصبح الخدع بلا فائدة.
وأكمل، أنه في كل يوم يذهب إلى الشارع لتنفيذ الخدع البصرية أمام الأطفال والكبار، بهدف إدخال البسمة على وجوه الاطفال، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها سكان قطاع غزة.
وكشف صيام، أن أهم الصعوبات التي تواجهه تتمثل في عدم توافر الأدوات والمعدات الخاصة في فن الخدع البصرية في القطاع، بالإضافة إلى عدم وجود مؤسسات تدعم مواهب الأطفال في غزة وتقوم على تطويرها وتنميتها.
ويتطلع الطفل صيام إلى الوصول للعالمية، والمشاركة في معارض ومسابقات دولية ليمثل وطنه فلسطين، وتوصيل صوت الأطفال من أصحاب المواهب الذين لا يجدون من يرعاهم.