غزة – عمرو طبش: بخطى ثابتة، مضت الطفلة سلوى شعت، في طريقها إلى خشبة المسرح لتقديم عرض خاص بها، خلال حفل تكريم أوائل الطلبة الذي نظمته عائلة شعت لتكريم أبنائها، لكن سرعان ما تحولت الابتسامة إلى حزن وألم، عندما ذكر مقدم الحفل اسم والدها الشهيد محمد شعت الذي صادف ذكرى استشهاده نفس اليوم، ذرفت الدموع من عينيها بصمت فور سماعها اسم والدها، فحاولت الطفلة إخفاء دمعتها البريئة بعلم بلادها "فلسطين".
لم تستطع الطفلة سلوى صاحبة الـ "10 سنوات"، أن تحبس دموعها وهي تحتضن العلم الفلسطيني، محاولة إخفاء مشاعر الشوق والحنين لوالدها فور سماع اسمه من مقدم الحفل.
التقطت عدسات المصورين مقاطع فيديو وصورا عفوية، أظهرت دموع سلوى الحارة على خديها، التي لم تكن مجرد صورة صامتة، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصورها التي أثارت مشاعر كل من تأملها.
الطفلة سلوى شعت، ابنة مدينة خانيونس، قالت لـ"الكوفية"، إنها كانت تقدم عرضاً حاملةً علم فلسطين خلال احتفال أقامته عائلتها لتكريم المتفوقين، متابعةً "فجأة اسمعت عريف الحفل وهو بيحكي اسم بابا الشهيد وثلاثة شهداء آخرين من العائلة، أول ما اسمعت اسمه صرت أبكي وأخبي دمعاتي خلف علم وطني".
وأوضحت، أنها شعرت بالخجل لحظة البكاء وخبأت دمعتها خلف العلم مباشرةً، حتى لا تفسد أجواء بهجة الحفل، وأنها شعرت بالاشتياق والحنين لوالدها خلال تكريم الطلبة المتفوقين، متمنيةً أن يكون والدها برفقتها في مثل هذه الاحتفالات ويشاركها أجواء الفرحة، مشيرة إلى أنها في كل زمان ومكان تسمع سيرة والدها، فتزداد فخراً به، وخاصة أنها ابنة شهيد.
وبينت سلوى، أنها نظراً لحبها الشديد وتعلقها بوالدها، بدأت بكتابة الشعر والرثاء فيه، موضحةً أنها تطمح إلى أن تصبح شاعرة في المستقبل، لتكتب عن الشهداء وألم الأيتام، مضيفة "كل شخص لديه حكاية، ولكن حكايتي غير عن كل الحكايات، كل يوم أنزف دموع عنك يا أبي، كل الحياة من دونك لا معنى لها ولا أمل للحياة، لأنني فقدت كل ما أملكه في الحياة، ومن لديه أب فهو يملك الحياة بأكملها، فالأب نعمة من الله عز وجل"، وأن والدها الشهيد هو الشخص الوحيد التي تعلقت به، معتبرة أنه السند والصاحب والأخ الذي كان ينصحها دائماً، إذ أنه كان يحلم دائماً وينتظر لحظة دخولها الروضة، متابعةً أن رحيل والدها ترك فراغاً كبيراً في حياتها.
أما والدة الطفلة سلوى شعت، فكشفت أن ابنتها تجلس كل يوم في غرفتها الخاصة وتبكي بكاءً شديداً على فراق والدها الذي ترك بصمة ألم بداخلها، مضيفةً أنه على الرغم من اهتمام جدها وجدتها وأعمامها بها لكن ذلك لم يعوضها فراق والدها، الذي تتذكره دائمًا سواء في لحظات الفرح والحزن، وتتمنى بأن يكون معها ليشاركها تلك اللحظات، مواصلةً أن سلوى دائما عندما تذهب لتسلّم شهادة التفوق من المدرسة تقول "نفسي بابا يكون معي ويستلم الشهادة معي ويحضني ويقول لي مبروك يا سلوى، ويلا شدي حيلك على أجيبلك كل حاجة بتتمنيها".
وأشارت الأم، إلى أن سلوى طفلة حساسة جداً، إذ أنها عندها ترى أي طفلة يتيمة تضمها إلى أحضانها وتقوم بمساعدتها وتوفير كل ما تحتاجه.
يذكر أن الشهيد محمد عبد الحميد شعت، والد سلوى، ارتقى بعد استهدفته طائرات الاحتلال الإسرائيلي في 24يوليو/تموز 2014 خلال العدوان على غزة برفقة 3 من أبناء خاله، في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.