رغم ما يعصف بها من شدائد على المستوى التنظيمي الداخلي، وعلى مستوى تراجع وفشل برنامج السلام والمفاوضات، الذي تبنته، وأصبح برنامج منظمة التحرير الفلسطينية.
ورغم الخسائر الوطنية كالاستيطان والقدس وتهديد الضم للغور، وعلاقات مرتبكة في السياسة الدولية العامة ومنظماتها والعلاقة البينية مع الدول، ورغم انقسام الوطن وتمرد حماس على سلطتها المركزية بعد فوزها بانتخابات التشريعي في العام 2006، ورغم كثير من الفشل على مستوى إدارة البلد وتفشي الفساد في مؤسسات حكم السلطة، والمحسوبية والفساد المالي والإداري بالذات، وقمع حرية الرأي، إلا أن:
حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح تظل الفصيل أو الحزب المتواصل الفعل في الخارطة السياسية الفلسطينية بلا انقطاع، وتبقى الحزب الأكثر قبولا بالجديد، والحزب الأكثر قبولا عربيا ودوليا.
فتح حتى في عصر ركودها تبقى لامعة لا تنطفئ، كما يحدث في العادة لأحزاب تتوارى خلف الركام بعد أن كانت متألقة في مراحل سابقة.
رغم تصاعد قوة حماس في العقدين الماضيين وحصولها على الأغلبية في المجلس التشريعي وخوضها ثلاث معارك قاسمة، وتقدم دور حماس الشعبي الذي سرعان ما تراجع لاحقا بفعل تورطها في إدارة شؤون الناس والحصار والحكم في قطاع غزة، ولكن استمرت فتح حركة كل الشعب، وها هم فتحاويو التيار الإصلاحي يلتقطون الراية لإصلاح حال فتح، واعادة تمركز الحركة كقائدة للمسيرة بعد تعزيل المهزومين الفاسدين، والفاشلين في إدارة قضيتنا وشؤون شعبنا .. وإن غدا لناظره قريب.