قال العميد محمود عيسى "اللينو"، أمين سر حركة فتح بالساحة اللبنانية، إن القضية الفلسطينية تمر بظروف معقدة وذلك بعد انسلاخ القيادة الفلسطينية عن الواقع السياسي، وعدم قدرتها على الانسجام مع الجماهير الفلسطينية في مخيمات اللجوء والشتات.
وأضاف عيسى، أن الواقع العربي ليس بأفضل حال من الوضع الفلسطيني وأنه لا يجوز تحميل الموقف العربي تبعات هذا التردي الفلسطيني.
وأوضح، أننا كفلسطينيين نحصد ما زرعته القيادة الفلسطينية من ترهل والتخلي عن أسباب القوة وتغيير العقيدة القتالية وفشل الدبلوماسية الفلسطينية في تحشيد دعم عربي دائم، بما يخدم القضية الفلسطينية على الساحة العربية والدولية.
وأرجع عيسى، السبب إلى الخلل في الرواية الفلسطينية التي تقدمها السلطة والمبنية على المصالح الشخصية الضيقة، الأمر الذي يعطي الآخرين البحث عن مصالحهم السياسية على حساب وحدة الموقف الفلسطيني.
وتطرق عيسى، إلى تقصير منظمة التحرير الفلسطينية في خدمة اللاجئين والمخيمات الفلسطينية في لبنان، وأنها تركتهم يعانون مصيرهم المجهول وذلك لانعدام وغياب الرؤية الموحدة في ادارة ملف اللاجئين في لبنان.
وذكر عيسى، أن أحد أهم أسباب الخروج من المأزق السياسي الفلسطيني وإن كان متأخراً هو تعديل الرواية الفلسطينية والتمسك بالمشروع السياسي المدعوم بكل أسباب القوة التي نمتلكها،
وقال، إن العالم لا ينظر أو يلتفت إلى قضايا هامدة، لذلك علينا الانطلاق نحو مشروع المواجهة الذي يضمن الحق الفلسطيني، وبتأكيد الدعم العربي رغم محاولات الولايات المتحدة الأمريكية سلخنا عن عمقنا العربي.
وأشارعيسى، إلى أن عمل التيار في الساحة اللبنانية، والتي تُجسد توجهات وتوجيهات قيادة التيار للحفاظ على المواقف الوحدوية ونسج علاقات وطيدة مع الفصائل الفلسطينية باستثناء من هم سبب مصيبتنا لتعنتهم وسد الأبواب ورفض المبادرات الإيجابية من جهتنا.
وأضاف، نحن كتيار قدمنا العديد من المشاريع الإغاثية لشعبنا في مخيمات لبنان وكنا مساهمين في بعض المشاريع التنموية في المخيمات، ولكن الحاجات المتزايدة داخل المخيمات، أكبر من قدراتنا وإمكانيتنا المتاحة، وذلك بحاجة إلى مزيد من الدعم خاصة في ظل هذه الظروف الحرجة التي يعيشها لبنان اقتصادياً والمخيمات على وجه التحديد.
وأكد عيسى، أن تيار الاصلاح الديمقراطي يعمل على صناعة رأي عام داخل المخيمات يؤكد على التمسك بالحقوق الفلسطينية وثوابت وأدبيات حركة فتح التي يجسدها التيار في ممارساته ومواقفه الوطنية، موضحاً أن الثوابت الفلسطينية تعطي دافعا لتطوير عمل التيار ونحن نسير في اتجاه صحيح وقاعدتنا الشعبية في اتساع ولنا حضورنا ولا يمكن تجاوزنا في أي محطة مفصلية.
ونوه عيسى، أن مفوضية الإعلام وكوادر التيار يتابعون عن كثب كل محاولات التضليل والتشويه التي تطال التيار ومؤسسة محمد دحلان، ونعمل على نشر مواقفه الجريئة بوجه الاحتلال والوحدوية باتجاه الداخل الفلسطيني ونعمل عل تعرية مواقف قيادة السلطة المفضوحة أصلا.
وقال عيسى، نسعى دائماً إلى الاتصال ببعض القيادات الفتحاوية النظيفة والمغلوب على أمرها ونتبنى أي موقف وحدوي وهذا ما تلاحظه مكونات العمل الفلسطيني والمراقبين اللبنانيين ويسجلوه لنا، فنحن جزء أصيل من حركة فتح لم ولن ننسلخ عنها وأنشطتنا العامة وفعالياتنا المرتبطة بمحطات حركية
وأضاف عيسى، أن ما حصل في مرفأ بيروت كارثة إنسانية وانطلاقاً من التآخي بين الشعب الفلسطيني ونظيرة اللبناني، كانت هناك دعوات من قبلنا لأبناء شعبنا وأبناء التيار للمشاركة في فرق الإغاثة والتبرع بالدم، وتميز الدفاع المدني الفلسطيني بالمشاركة والذي كان له بصمات إيجابية واضحة جعلته محط اهتمام وسائل الإعلام اللبنانية المختلفة كما كان هناك مشاركة واسعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في عمليات الإسعاف ونقل المصابين .
أردنا القول، إننا شعب يتمتع بروح إنسانية رغم الظلم الواقع علينا وبأننا نعيش آلام لبنان وأحزانه ونتمنى الخير لهذا البلد الذي استضافنا وبأن يحق لنا التمتع بحقوقنا السياسية والمدنية.