غزة ـ عمرو طبش: حولت الفنانة التشكيلية هبة أبو الكاس، مطبخ منزلها إلى ورشة فنية، لتوزع تشكيلة من أعمالها الفنية القديمة والحديثة محلّقة في فضاء خاص من إحساسها الفني، حيث أنها تتميز بصناعة أشكال فنية لافتة من عجينة السيراميك داخل ورشتها في مدينة غزة.
تروي الفنانة هبة أبو الكاس "21 عاما" تفاصيل قصتها لـ"الكوفية"، مؤكدة أنها استطاعت أن تبدع في الفن التشكيلي بعجينة السراميك من خلال مساق دراسي تلقته في الجامعة، التي بدأت من خلال بدخول هذا الفن والإبداع فيه، بالتعرف على أدواته والخامات المستخدمة في صناعة العجينة، التي تتكون من مادة لاصقة، ونشا، وكريم فازلين.
وتوضح، أنها اختارت فن التشكيل بعجينة السراميك، لتنتج قطعا فنية بشكل محترف، حتى يتسنى لها عرضها في الأسواق المحلية، لتكون أول فنانة تعرض هذا النوع من الفن بصناعة يدوية وليس مصانع، مشيرةً إلى أنها بعدما عرضت منتجاتها في الأسواق، ازداد الطلب عليها بشكل كبير، خاصةً أن عجينة السراميك لفتت انتباه الزبائن ونالت إعجابهم، لأنها تصنع بأشكال عديدة ومميزة.
وتنوه أبو الكاس إلى أنها تقوم بطبخ عجينة السراميك على النار في المنزل من خلال مادة لاصقة، ونشا، وكريم فازلين، حتى تصبح جاهزة للاستخدام وتشكلها بشكل لين حسب الشكل التي تريده على كاسة فارغة أو صحن، ومن ثم تترك ليومين حتى تجف وتصبح قاسية، مضيفةً إلى أنها تستطيع صنع أي شكل يريده الزبون مثل، رسوم متحركة، ورد، وكتابة الأسماء.
وتؤكد أنه ليس من السهل، أن يعمل أي فنان في هذا المجال، خاصةً أنه يحتاج إلى مهارات عالية، وإتقان، واحتراف، ودقة، مبينةً أنها لم تقتصر على العمل بعجينة السيراميك، ولكنها تتفرع في فنون الفن التشكيلي، منها فن التطريز الفلاحي والبرازيلي، والرسم، والحرق على الخشب، والكروشيه.
|وتتابع أبو الكاس، أن أسعار منتجات عجينة السيراميك تتراوح ما بين 15 إلى 20 شيقلا، منوهةً إلى أن عجينة الصلصال الحراري تكون أفضل من عجينة السيراميك في التشكيل على المنتجات وتعطي شكلا ورونقا وقيمة فنية عالية، ولكنها لا تستطيع العمل بها، كون سعرها أغلى بكثير من السيراميك، والكثير من الزبائن يفضلون الأرخص سعراً، بسبب أوضاعهم الاقتصادية.
وتقول، إن "عدم تقدير المجتمع بشكل عام للفن وتقدير قيمته المالية، واجهت صعوبة في ترويج منتجاتها لأنه الكل يريد المنتجات بشكل رخيص جداً"، مضيفةً أنها تواجه صعوبة في شراء المواد الخام، نظراً لغلاء سعرها، وفي بعض الأحيان لا تكون متوفرة في الأسواق.
وتطمح أبو الكاس إلى أن يكون لها ورشة خاصة، تلم بجميع المعدات والمواد الخاصة بالفن التشكيلي، لكي تستطيع العمل بداخلها، وتعرض أعمالها الفنية.
وتوجه رسالتها إلى كل المؤسسات والجمعيات التي تدعم المشاريع الصغيرة أو المواهب، بأن ينظروا إلى الطاقات الشابة والموهوبة الموجودة في قطاع غزة، وموهبتها بشكل خاص، لأنها موهبة قادرة على إنتاج، وتلبية طلبات المجتمع بأبسط الإمكانيات، مطالبةً بأن يدعموها بمشروع خاص لتكمل عملها الفني حتى تستطيع تنمية موهبتها، وأن تكون مصدر رزق لها.