غزة- كتب عمرو طبش: في حالة غريبة من نوعها، ولد الطفل عبد الرحمن الغلبان "10 سنوات"، من سكان مدينة خانيونس، بنصف وجه وبدون عين يسرى ومجرى أنف وتشوه في الأذن اليسرى، بسبب تشوه خلقي أثناء الولادة.
لم تتوقف معاناة "الغلبان" عند هذا الحد، حيث عانى الويلات من حالات التنمر التي يتعرض لها ونظرة المجتمع السيئة التي شعر بها عند محاولته ممارسة حياتها الطبيعية، والاختلاط مع أقرانه من الأطفال.
مأساة ومعاناة
يروي المواطن عبد الله الغلبان تفاصيل معاناة ابنه عبد الرحمن لـ"الكوفية" أن طفله وُلد بتشوه خلقي "بنصف وجه"، لديه فقط عين واحدة، ومجرى واحد للأنف، موضحاً أنه يعاني الويلات يومياً من صعوبة النظر بعين واحدة، وضيق في التنفس، وضمور في الخد الأيسر، بالإضافة الى أنه يواجه صعوبة في النطق نتيجة التشوه الخلقي.
وأكد أن ابنه يعاني منذ لحظة ولادته، وذهب به إلى جميع المستشفيات، والمؤسسات الصحية، الجمعيات الخيرية في قطاع غزة لمساعدته في علاج ابنه واجراء العمليات اللازمة له حتى يعود بالشكل الطبيعي لأي طفل، ولكن لا حياة لمن تنادي.
وعود في الهواء
وأشار الغلبان إلى أن، "الكل يوعدني أنه حيساعدوا ابني، ولكن إليّ 10 سنوات ما استفدت منهم ولا شيء، لا مسؤول ولا وزارة صحة فادوني، الكل أجمع انه ابني بيحتاج الى مراكز متطور في الدول الأوروبية لإجراء العمليات اللازمة له، ولكن عندما أطالبهم بتحويل ابني الى تلك المراكز، الكل يتجاهل ولا يستجيبوا الى هذا الطلب".
أمل
ونوه إلى أنه يوجد حالة طفل ولد بتشوه خلقي في دولة أوروبية مشابهة لحالة نجله عبد الرحمن، حيث تم إجراء العمليات اللازمة لتلك الحالة، وتم تركيب عين صناعية، وفتح مجرى للأنف، وتنشيط الخط الذي يوجد فيه ضمور، وإعادة تأهيل النطق لديه، وبالفعل عادت جميع ملاحمه الطفولية كأي طفل عادي، متمنياً من وزارة الصحة الاهتمام بحالة طفله، لكي تعود ملامح طفله البريئة ويمارس حياته بشكل طبيعي كباقي الأطفال.
تنمر مجتمعي
وأكد أن المجتمع ينظر لحالة ابنه عبد الرحمن بنظرة سلبية، حيث أنه يتعرض لحالة من التنمر بشكل كبير من قبل الأطفال الذين يشاهدونه في الشارع، إذ انهم يرمون بعض الكلمات الجارحة عليه " يا أبو عين عورة، يلي فشي الك عين"، وهناك البعض من الأطفال يرفضون اللعب معه ويخافون منه، فأما عامة الناس ينظرون الى ابنه بنظرة استغراب.
تفوق دراسي
وتابع الغلبان أن تعامل ابنه مع أقرانه كان صعباً جداً، خاصةً في ظل عدم وجود أي صاحب له أو طفل يلعب معه ليمارس حقه كأي طفل في اللعب، مضيفاً أنه يعاني الويلات في المدرسة، نظراً لعدم وجود أي طفل يتقبله بأن يدرس معه أو بجانبه، ويرددون الألفاظ السلبية التي تجرح مشاعره، ولكن على الرغم كل ما يتعرض اليه ابنه، الا أنه يتفوق في الدراسة، ويطمح في الحصول على أكبر الشهادات.
وأوضح، أن حالة التنمر التي يتعرض لها ابنه، أثرت سلبياً على حياته، حيث أنه يرفض الخروج من المنزل مطلقاً، ويلعب على مدار الساعة على الجوال، وفي بعض الأحيان يلعب مع أشقاؤه، متابعاً "أنا بستغرب من حاجة وحدة هو انخلق من عند ربنا هيك، مش عارف ليش التنمر والغلط عليه"، متمنياً من أهالي الأطفال بأن يوعوا أبنائهم باحترام عبد الرحمن وأنه طفل مثلهم لا يختلف عنهم بأي شيء.
وبين أن ابنه يحتاج لإجراء عدة عمليات للوجه، منها زراعة عين صناعية، فتح مجرى الأنف لكي يستطيع التنفس بسهولة، تنشيط أعصاب الخد الأيسر، إعادة تأهيل النطق، وترتيب الأوتار الصوتية في مخارج الحروف، مطالباً المسؤولين وأصحاب القرار بالوقوف عند مسؤولياتهم تجاه حالة ابنه الانسانية، ومساعدته في اجراء العمليات اللازمة له.