غزة _ عمرو طبش: تهزم الفنانة الفلسطينية سوسن الخليلي صاحبة لـ"٤٢ عاماً"، إعاقتها برسم التراث الفلسطيني على الزجاج، الذي يعطي انطباعاً عند النظر إليه بأنه تطريز طبيعي، لكن برونق جمالي، تغلب عليه الألوان، والإضافات الفنية التي تبدع فيها.
موهبة
تقول الفنانة سوسن الخليلي لـ"الكوفية"، إنها تمتلك العديد من المواهب منها، الغناء، كتابة وإلقاء الشعر، واتقان مجموع من الحرف اليدوية، ولكنها أبدعت في الرسم التراثي، والفنون التشكيلية المختلفة، مثل الرسم على الزجاج، والنحت على الجبس، والحفر على الخشب، والتطريز الفلاحي.
وأوضحت أنها تعلمت التراث الفلسطيني في المدرسة، حيث أنها بعد فترة المدرسة استمرت في تطوير نفسها، من خلال مصروفها الخاص التي كانت تشتري مواد الخام به، مثل الأقمشة الفلاحي، والخيوط، والألوان، لتنتج المواد التراثية بالشكل الكامل للزبائن.
تراث بطريقة مبتكرة
ونوهت الى أنها وجدت الجميع يشتغل التراث الفلسطيني بالشكل التقليدي على الثوب، الحقيبة، الشال، ولكنها وجدت طريقة جديدة تميزها عن الآخرين في استخدام التراث الفلسطيني، ألا وهي رسم التراث على الزجاج ولكن بطريقتها الخاصة.
وبينت الخليلي أنها تقوم برسم خطوط التطريز التراثي الفلسطيني على الزجاج، وتضع أسفله قطعا قماشية خاصة بالتطريز، فيعطي انطباعا أولياً بأنه تطريز باستخدام الإبرة والخيط، ولكنه في الحقيقة رونق خاص بها بإضافات فنية لافتة.
وأكدت أنها نجحت في استخدام رسم التراث الفلسطيني على الزجاج، وانتاج العديد من اللوحات الزجاجية والفنية بعد عدة مرات من الفشل، نظراً لأن هذا الفن يحتاج الى دقة، تركيز، وصبر.
المشاركة في المعارض
وتابعت أنها بدأت في المشاركة بالعديد من المعارض المحلية والدولية، من خلال عرض منتوجاتها الفنية التي أبدعت فيها، مواصلةً أن جميع الزائرين للمعارض كانوا يقفون أمام زاويتها الخاصة، معتقدين أن أعمالها الزجاجية الفنية مطرزة بالخيوط، ولكن هذه اللوحات مرسومة بالرسم التراثي.
ونوهت الخليلي إلى أنها تعتمد على المعارض الدولية بشكل أكبر في توفير دخلها، نظراً لأن المعارض الفنية المحلية يكون الاقبال على ضعيف، خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها القطاع، والتي تجعل المواطن غير قادر على اقتناء لوحات فنية أصبحت أسعارها لا تناسب ميزانيته.
وقالت إن المعروضات والمنتجات التي تنتجها تباع بأضعاف ثمنها لدعمها، خاصةً أنها دائماً تنتج وتعمل المستحيل لكي تتغلب على جميع صعوباتها لخدمة المجتمع.
صعوبات
وكشفت عن أهم الصعوبات التي واجهتها، هي عدم قدرتها على توفير الألوان الزجاجية، نظراً لغلاء سعرها ووضعها الاقتصادي الصعب التي لا تستطيع شراء تلك الألوان دائما، بالاضافة الى أن هناك العديد من الادوات لم تكن موجودة في القطاع بفعل الحصار الاسرائيلي.
لا حدود للابداع
وأوضحت الخليلي أن "الابداع ليس له حدود، وبهيك احنا بنقدر نغير كسيدات من ذوي الاعاقة نظرة المجتمع السلبية تجاه أشخاص ذوي الاعاقة، انه احنا غير عن العالم، ويتعاطفوا معنا على اساس انه احنا عاجزين، ولكن احنا حاولنا أن نثبت احنا ناس مبدعين ومنتجين ولنا الحق في العمل والحياة".
وتهدف الخليلي من خلال رسم التراث الفلسطيني على الزجاج، بالتأكيد على ضرورة الحفاظ عليه على اعتبار أنه مكون أساسي من مكونات الحضارة والتاريخ الفلسطيني.
وتطمح بتمثيل أشخاص ذوي الاعاقة في المجلس التشريعي، حتى يستطيعوا انتزاع حقوقهم، خاصةً أن الحقوق لا تعطي بل تنتزع.