الضفة الفلسطينية: تمكن المزارعون الفلسطينيون في سهل القاعون بالأغوار الشمالية بمحافظة طوباس، من العبور إلى أراضيهم اليوم لأول مرة منذ 46 عامًا.
وأعلنت الهيئة العامة للشؤون المدنية، أنه ولأول مرة منذ عام 1974، سيكون باستطاعة أصحاب أراضي سهل القاعون في الأغوار الشمالية الدخول إلى أراضيهم اليوم الإثنين لزراعتها، بعد إصدار قرار بإخلائها من المستوطنين وإعادة الأراضي لأصحابها.
وأشارت أنه تم الاتفاق مع الجانب الإسرائيلي على فتح طريق وتأهيله بين قرية بردلة وسهل القاعون لاستعماله من قبل المزارعين، وسيتم العمل به قريبًا.
من جانبه قال مسؤول ملف الاستيطان في الأغوار معتز بشارات، "الاحتلال طرد أهالي سهل قاعون في عام 1974 وسيطر على هذه الأراضي وصادر كل شيء في المنطقة، و لم يكن بالشيء السهل إعادتها، خاصة أن حكومة الاحتلال كانت قد أعلنت أنها منطقة عسكرية مغلقة".
ولفت بشارات أن أراضي سهل القاعون تقدر بنحو 1380 دونمًا وهي ملكيات خاصة، وتعود لما يقارب 300 عائلة فلسطينية، وحولها الاحتلال طوال 46 عامًا إلى قرية زراعية للمستوطنين، قبل إخلائهم منها.
بدوره، قال توفيق جبارين، محامي هيئة مقاومة الجدار، الذي مثل الهيئة والمجالس المحلية في المحاكم الإسرائيلية، إن إسرائيل أعلنت عند احتلال الضفة عام 1967، مساحات واسعة من أراضي الأغوار مناطق عسكرية مغلقة، لكنها سمحت بعد سنوات لمستوطنين بإقامة قرية زراعية في سهل قاعون.
وتابع، " المطالبات باستعادة الأرض بدأت عام 2015 باعتبارها ملكية خاصة مسروقة، وفي شهر سبتمبر/أيلول 2017، أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية قرارا نهائيا بإخلاء المستوطنين وإرجاع الأرض لأصحابها الفلسطينيين".
وأكد جبارين على اعتزامه التوجه للقضاء الإسرائيلي قريبًا لطلب تعويضات للمزارعين عن فترة استغلال أراضيهم، إضافة للمطالبة بتغيير مسار الجدار العازل إلى ما بعد تلك الأراضي ليتمكن المزارعون من دخول أراضيهم بحرية، وسهل قاعون الذي تتراوح مساحة أراضيه ما بين 1500-2000 دونم، كغيره من الأراضي التي احتلتها إسرائيل.
ويذكر أن الفلسطينيون يعيشون في الأغوار منذ نصف قرن في دوامة صراع متكرر مع الاحتلال، الذي يسعى بكل السبل للاستيلاء على أراضيهم،