القاهرة: تواصلت ردود الأفعال على التحقيق الوثائقي الذي بثته قناة الكوفية الفضائية، مساء أمس الإثنين، والذي كشفت خلاله الأسباب الحقيقة وراء الخلافات بين القائد الوطني محمد دحلان، والرئيس محمود عباس.
من جانبه قال القيادي في حركة فتح، الدكتور يوسف عيسى، إن التحقيق الوثائقي، جاء ليؤكد مجموعة من الحقائق عايشها الشعب الفلسطيني على رأسها تأكيد قائد تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، محمد دحلان على وحدة حركة فتح، وأن تعود للحركة هيبتها وقيادتها للمشروع الوطني الفلسطيني، من خلال تقديم تنازلات كبيرة بدمج قائمة المستقبل، مع قائمة الرئيس محمود عباس التي اشتملت على قيادات باهتة من الحرس القديم، رغم أنه تنازل من شانه أن يفقد التيار الكثير من المناصرين والمؤيدين، وذلك بهد أن تخرج الحركة بقائمة موحدة.
وشدد في تصريحات لبرنامج "حوار الليلة" على قناة "الكوفية"، مساء الثلاثاء، على أن "عباس" كان على يقين أنه يخوض انتخابات خاسرة، لافتا إلى إن التنظيم وقيادات الحركة والأجهزة الأمنية وكل الحريصين على مصلحة الحركة، كانوا قد حذروا "عباس" من أن الذهاب للانتخابات هو بمثابة تدمير لحركة فتح ومنجزاتها وأنها ستخسر الانتخابات بذهابها للانتخابات وهي في أضعف حالاتها، وهي تعيش حالة من التفكك وغياب الهيبة وتآكل هيبة السلطة الذي تحملت نتيجته حركة فتح، الأمر الذي خلق حالة من الترهل داخل الحركة.
وأضاف أن "عباس" جاء للسلطة بناءً على برنامج واتفاق معين هدفه إزاحة الرئيس الراحل ياسر عرفات "أبو عمار" عن المشهد الفلسيطيني، بهدف تنفيذ المشروع المتفق عليه معه بناء على الضغط الأوروبي الأمريكي الإسرائيلي، لافتا إلى أن عباس وصل لرئاسة الحكومة بضغط خارجي على الرئيس عرفات لسلب كل الصلاحيات منه ومنحها لرئيس الحكومة، حتى يتحول عرفات إلى عبارة عن صورة رمزية معلقة على الحائط، لكن الشهيد ياسر عرفات استطاع أن يتجاوز هذه المرحلة وإزاحة عباس من المشهد، وعندما فشلت المحاولة الأوروبية الأمريكية الإسرائيلية في إزاحة عرفات عن المشهد، تم اغتياله.
وأكد "عيسي" أنه كان من المفترض على من يريد التحقيق في اغتيال الشهيد ياسر عرفات أن يحقق أيضا في اغتياله سياسيا ومن الذي استفاد من هذا الغياب الكبير الذي أثر على القضية الفلسطينية ومستقبلها والذي كان أحد نتائجه الكارثية الانقسام الفلسطيني.