الكوفية:غزة: تحت شعار "لن تسقط الراية" أصدر تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، بيانا صحفياً في ذكرى انطلاقة الحركة رقم 56، مؤكدًا أن "فتح حملت هموم الوطن منذ عشرات السنين، واندفعت بقوة لتفجر الثورة الفلسطينية المعاصرة، وجعلت من مخيمات الشتات قلاعًا للثورة، ولا تزال تخوض أروع الملاحم، التي تبوأت بها صدارة الكفاح من أجل الحرية والاستقلال.
وجاء في البيان:
استيقظ شعبنا في الوطن والمنافي قبل ستة وخمسين عاماً على بيان العاصفة الأول، الذي حمل معه بشريات انطلاق حركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح، التي حملت هموم الوطن واندفعت بقوةٍ وإصرار لتفجر الثورة الفلسطينية المعاصرة، التي جسدت مفهوم حرب التحرير الشعبية، ولتجعل من مخيمات الشتات قلاعاً للثورة، وتعيد رسم الكيانية الوطنية والهوية الفلسطينية، وتخوض أروع الملاحم التي شهد بها العدو قبل الصديق، لتتبوأ (فتح) مكان الصدارة وتصبح طليعة قوى شعبنا في الكفاح من أجل الحرية والاستقلال.
جاءت انطلاقة حركة فتح لتعيد التأكيد على الثوابت الوطنية، وتمحو للأبد مقولة أن القضية كلها تتعلق بإغاثة وتشغيل اللاجئين، وتصوغ معادلة أن لا أمن ولا سلام ولا استقرار في الشرق الأوسط ما لم ينعم الفلسطينيون بحقوقهم السياسية، وعلى رأسها حقهم في تقرير المصير وإقامة دولتهم الحرة وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين إلى ديارهم التي اقتلعوا منها في نكبة العام 1948، وإقرار العالم كله بحق الشعب الفلسطيني في ممارسة كافة أشكال مقاومة الاحتلال، لتمنع بذلك كل محاولات الالتفاف على حقوق شعبنا الوطنية، وتحول دون كل مؤامرات التوطين وتصفية القضية الوطنية.
ألهبت انطلاقة حركة فتح مشاعر جماهير أمتنا العربية، وكل أحرار العالم، لتترسخ قضية فلسطين في الوجدان العربي الثائر من المحيط إلى الخليج، وتصبح قضية العرب المركزية، بل وقضية كل حرٍ وشريف في هذا العالم الذي ظلم شعبنا كثيراً، وباتت كوفية الشهيد القائد ياسر عرفات أيقونةً ورمزاً لأعدل وأنبل القضايا، بشكلٍ استحالت معه كل محاولات تغييب الشعب الفلسطيني أو تجاوز حقوقه الوطنية المشروعة، خصوصاً وأن فتح قدمت قوافل من الشهداء، كان في مقدمتهم شهداء النواة الثورية وأعضاء اللجنة المركزية في الحركة.
ركّزت (فتح) في كل أدبياتها النضالية على وجوب العمل الوطني المشترك، وضرورة توحيد الصف الفلسطيني في معركة التحرير، واعتبرت أن الوحدة الوطنية هي مفتاح الانتصار في المعركة، وتقدمت خطواتٍ في سبيل إعمال هذه الحقيقة عبر توسيع التحالف الوطني الجبهوي في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، التي باتت، مع جزالة تضحياتها وعظيم ما صنعت، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني في كل المحافل.
عانت (فتح) كثيراً بعد استشهاد قائدها ومؤسسها الزعيم ياسر عرفات، وتصدرت مؤسسات الحركة القيادية شخصيات أدارت ظهرها لأدبيات فتح وإرثها الوطني والنضالي، وباتت تعمل من أجل تحقيق مصالحها الشخصية على حساب مصالح الوطن ومصلحة أبناء الحركة، وازدادت الفجوة بينها وبين جماهير الحركة العريضة، واستكانت لوجود الاحتلال، بل واحتمت به في مواجهة شعبها، وتراجع الفعل الكفاحي الفتحاوي في وجودها، إلى الحد الذي لم يعد هناك ما يمكن قوله في مناسبات الحركة المختلفة سوى التذكير بماضيها التليد وتاريخها النضالي، دون أن يكون لديها أدنى تصورٍ عما يمكن فعله لاستعادة زمام المبادرة أو العودة لقيادة المشروع الوطني الذي بات يترنح بفعل القرارات المتخبطة والعفوية السياسية التي أدت إلى انتكاساتٍ لم تعرفها السياسة الفلسطينية طوال عقودٍ مضت.
تأسس تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح في محاولةٍ جادةٍ لاستعادة فتح من خاطفيها، واستنهاض القوى الكامنة في الحركة، عبر منهجيةٍ قادت إلى توسيع مشاركة المرأة الفتحاوية والشباب الفتحاوي في كل مفاصل العمل التنظيمي، ووصول هذه الفئات، بتمثيلٍ عادل، إلى كل مواقع القرار، على قاعدة تدافع الأجيال، بشكلٍ يتيح للجميع المشاركة، ويحول دون الديكتاتورية والتسلط والاستبداد بالقرار، الذي عانى منه أبناء الحركة كثيراً، وكل محاولات النهوض هذه ما كانت إلا بإرادة الجموع الشابة التي رفضت قرارات الاقصاء والتهميش والطرد والتفرد بالقرار الحركي، وهي مفردات لفظها كوادر التيار إلى الأبد، واختفت معها كل محاولات استمالتهم أو التأثير فيهم برغم القرارات الجائرة التي اتخذت بحقهم من قبل الطغمة التي تسلطت على حركة فتح، وحالت دون الفتحاوي وحقه السليب في الحضور والمشاركة وممارسة دوره وسط الجماهير.
في الوقت الذي تُحيي فيه جماهير (فتح) ذكرى انطلاقة حركتنا المجيدة، التي صنعت تاريخاً مشرفاً لشعبنا، وخاضت معارك الدفاع عن القرار الوطني في كل الساحات، فإن تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح يؤكد على ما يأتي:
أولاً: تحية إلى أرواح شهداء شعبنا الأبرار وجرحاه الذين سطروا بدمائهم الطاهرة درب شعبنا نحو الحرية، وأسرى شعبنا البواسل الذين أفنوا زهرات شبابهم في زنازين المحتل، وكانوا وما يزالون عنواناً لصمود شعبنا ووحدته وإرادته التي لا تنكسر.
ثانياً: نواصل سعينا إلى وحدة حركة فتح، على قاعدة الشراكة والتنوع وإقرار حق الكل الفتحاوي في صنع القرار، واستعادة فتح لأدبيات الكفاح التي سقط من أجلها الشهداء وعلى رأسهم الشهيد القائد الرمز ياسر عرفات.
ثالثاً: يعاهد تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح جماهير شعبنا وأمتنا أنه سيظل ملتزماً بثوابت شعبنا، وسيقف أبناء التيار صفاً واحداً بجوار كل قوى شعبنا في وجه كل محاولات تصفية قضيتنا الوطنية، وفي مقدمتها صفقة القرن وملحقاتها.
رابعاً: ستبقى القدس عاصمتنا الأبدية، ومحور الصراع على الأرض، ومصدر إلهامٍ لمناضلي شعبنا، وسيواصل التيار دعم صمود أهلنا في القدس كأولويةٍ وواجبٍ وطني لتعزيز صمود شعبنا فوق أرضه.
خامساً: يرفض التيار كل محاولات خلق الفتنة الجغرافية أو الطائفية في فلسطين، ويؤكد أن الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس والأراضي المحتلة عام 1948 ومخيمات الشتات وكل بقاع المعمورة هو شعب واحد لا يمكن أن تفرق بينه محاولات البعض الذي يحاول تكريس التمييز العنصري أو الجغرافي، وأن شعبنا سيقاوم كل هذه المحاولات الرخيصة ومن يتساوق معها.
سادساً: نوجه التحية لأهلنا القابضين على الجمر في الأراضي المحتلة عام 1948، الذين يمثلون خط الدفاع الأول عن وطنهم وهويتهم ويسجلون مواقف تمثل مصدر فخرٍ واعتزازٍ في مواجهة سياسات دولة الاحتلال وقوانينها العنصرية، ويثبتون يوماً بعد يومٍ أنهم صمام أمانٍ لوطنهم وشعبهم وقضيتهم.
سابعاً: يعمل التيار مع كل القوى الوطنية والإسلامية المؤمنة بالشراكة، على التصدي لكل محاولات تمييع القضية الوطنية أو حصرها في الشأن الإنساني فقط، وسيواصل الدعوة لمحاكمة قادة الاحتلال على جرائمهم بحق شعبنا الأعزل، ويقدّر في هذا المقام كل جهود المقاطعة الدولية لدولة الاحتلال.
ثامناً: يبذل التيار جهوداً استثنائية من أجل تحقيق الوحدة الوطنية، وتعميق الشراكة الحقيقية مع كل القوى الوطنية والإسلامية، وسيدعم بناء المؤسسات الوطنية التي تخدم مصالح شعبنا في كافة أماكن تواجده، وسينخرط في كل جهدٍ وطنيٍ لمواجهة التحديات التي تمر بها قضيتنا، وهو ما يتطلب الإسراع في إعادة بناء وتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية بما يضمن تمثيل الكل الوطني فيها، عبر بوابة انتخابات الرئاسة وانتخابات المجلس الوطني بالتزامن مع انتخابات المجلس التشريعي في أقرب فرصةٍ ممكنة.
تاسعاً: يجدد التيار دعوته لإنهاء الانقسام البغيض، واستعادة الوحدة الجغرافية وبناء الشراكة والاتفاق على برنامج يمثل تطلعات شعبنا في هذه المرحلة، وتفعيل المقاومة الشعبية لمواجهة مخططات الضم والتهويد ومصادرة الأرض، لأن معركتنا طويلة ومريرة وتستدعي توظيف كل الطاقات والجهود لتحقيق حلم شعبنا بالحرية والاستقلال.
عاشت ذكرى الانطلاقة وعاش كفاح شعبنا العادل في وجه الاحتلال
المجد والخلود لشهداء شعبنا الأبرار والحرية لأسرانا، بمن فيهم الأسرى الشهداء في مقابر الأرقام، والشفاء لجرحانا الأبطال
تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح
الخميس الموافق 31 ديسمبر 2020