غزة - عمرو طبش: يتجه فريق من الخريجين في قطاع غزة نحو الزراعة العضوية، كونها طريقة آمنة وتجنب المستهلكين المخاطر الصحية والبيئية التي تسببها الأسمدة الكيماوية على المدى البعيد، وذلك ضمن مبادرة "العودة الى الأرض"، لتشجيع المزارعين الفلسطينيين على الاتجاه إلى الزراعة العضوية.
والزراعة العضوية، هي عبارة عن منتجات غذائية نباتية وحيوانية لا تستخدم معها أي مواد كيماوية ضارة سواء كانت أسمدة أو مبيدات أو هرمونات أو مواد حافظة.
وقالت منسقة المبادرة ريهام الحايك، إن مجموعة من شباب الخريجين في مختلف التخصصات، قاموا بتنفيذ مبادرة العودة الى الأرض بدعم من مؤسسة "سبارك"، مؤكدةً أن فكرة المبادرة جاءت لإنتاج محاصيل بزراعة عضوية خالية من المواد الكيميائية، بديلة عن الزراعة التقليدية الموجودة في السوق، والتي تعتمد بشكل أساسي على المواد الكيميائية.
وأوضحت، أن الهدف الرئيسي من تلك المبادرة هو تشجيع المزارعين على اعتماد الزراعة العضوية بديلاً عن الزراعة التقليدية، نظراً لأن المواد الكيميائية التي تستخدم في الزراعة التقليدي تسبب أضراراً كبيرة للزراعة والتربة والبيئة، بالإضافة إلى أنها تكون أكثر ضررًا على الإنسان حيث تسبب الإصابة بالسرطان، ويسجل قطاع غزة شهرياً من 120 إلى 130 حالة مصابة بالسرطان.
وتابعت الحايك، إنهم نجحوا في زراعة مساحة دونم واحد، بالعديد من المزروعات منها، كرفس، فجل، خس، خيار، بندورة، وملفوف، ويتم تسويق تلك المنتجات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشارت إلى أن الزراعة العضوية تكاليفها أقل من الزراعة التقليدية، من ناحية عدم استخدام طريقة تعقيم التربة، والمواد الكيميائية، منوهةً إلى أن الفرق بين الزراعتين أنه يتم استخدام أسمدة عضوية بشكل أكبر في الزراعة التقليدية، نظراً للآفات والحشرات.
وأضافت الحايك، أن سعر منتجات الزراعة العضوية يزيد عن سعر الزراعة التقليدية بفارق بسيط لا يتجاوز الـ3 شواقل، مبينةً أن هذا الفارق بالنسبة للكثير من المواطنين لا يناسبهم، نظراً للوضع الاقتصادي الصعب الذين يمرون به.
وكشفت عن أهم الصعوبات التي واجهتهم في تلك المبادرة أن التمويل المادي للمبادرة كان ضعيفاً وغير كافي لتغطية جميع المستلزمات، بالإضافة إلى أن هناك العديد من المزارعين الذين صدّروا لهم الإحباط بأن تلك المزروعات العضوية لن تنجح، وأنها سوف تحتاج إلى مواد كيميائية لمقاومة الحشرات والآفات.
وطالبت الحايك، وزارة الزراعة والمؤسسات المختصة بتسليط الضوء على أهمية الزراعة العضوية، وتشجيع المواطنين في الإقبال عليها، خاصةً أنها طريقة آمنة وتجنب المستهلكين المخاطر الصحية والبيئية التي تسببها الأسمدة الكيماوية، بالإضافة الى تقديم الدعم المادي والمعنوي الى المزارعين الذي يتعرضون لخسائر فادحة، نتيجة المضايقات الذين يتعرضون لها من قبل الاحتلال الإسرائيلي، والمنخفضات الجوية الذي تتعرض لها مزروعاتهم.