الرواية المفقودة التي بثت على شاشة الكوفية الفضائية ضمن جزئيين متتالين تحكي أصل الرواية المفقودة ، والحكاية التي تأخرت كثيراً في سرد تفاصيلها المهمة في رحاب الواقع الفتحاوي الذي تم بناء تفاصيله وفق مزاج وأهواء شخوص اعتلوا صهوة قيادة الحركة في ليلة وضحاها، دون التزامهم لأدنى المعايير والضوابط والأدبيات الأخلاقية والحركية التي تحتكم للمسلكية التنظيمية في اصدار الحكم ، وقاموا بحملة منظمة مفادها اخراج القيادي الفتحاوي " محمد دحلان" هو ورفاقه الأحرار المناضلين من المشهد التنظيمي والسياسي الرسمي ، لأسباب لم تأت جزافاً أو اعتباطاً ، بل جاءت نتيجة واقعية لشخصية "دحلان" والكاريزما الذي يتمتع بها ، والتي من أهمها قوة الشخصية وعدم المحاباة وعدم المواربة والقول الواضح والصريح بالفعل الذي لا يحتاج للتوضيح ، ولعل هناك سبباً نفسياً اخراً ألا وهو عجز الكثرين من دعاة القيادة الفتحاوية وقوفهم أمام شخصية "محمد دحلان" ليس لشيء ، بل لسبب ينم عن ضعف الشخصية والارادة النفسية أمام انسان يمتلك الكثير من المواهب الربانية والمميزات العقلية التي اختص بها الله العلي القدير البعض من عباده للدلالة على القدرات والفروقات بين البشر ، وهذا بالتأكيد ليس بيد الانسان نفسه ، بل من صنع الخالق والقدر.
الرواية المفقودة جاءت بالبرهان والدليل الذي عنوانه الشفافية والموضوعية دون محاباة أو تدليس أو طلاسم تحتاج إلى فك وتدريس ، فالراوية أعلنت وأوضحت وأوجزت واختصرت الكثير مما قيل وما سوف يقال عن واقع تنظيمي يدار من خلف ستارة سوداء تمتهن الكذب والافتراء والاستقواء ، حتى تبقى في دائرة الضوء والمسؤولية للقيادة التنظيمية ، التي للأسف ومنذ توليها عرش الحركة ، جعلت منها مملكةً يصول ويجول بها حاكم القصر وبعضاً من رعيته ، التي لم تعرفهم حركة فتح إلا من زمن قريب وجداً منذ أمس العصر.
الرواية المفقودة كشف العورات التنظيمية والصفات والمسميات البهلوانية لشخوص لا يمتلكون الجرأة الأخلاقية ولا التنظيمية في قول الحق وانصاف شخصية حركية مناضلة وقفت شامخة من أجل أن تحيا حركة فتح وتستنهض قواها وتستقيم على نهج المؤسسين الخالدين.
الرواية المفقودة لم تنصف شخص القيادي الفتحاوي " محمد دحلان " فحسب ، بل أنصفت كل أبناء وكوادر الحركة وقواعدها التنظيمية كافة ، لأنها فصول الراوية التي تتم ممارستها بحق كافة الفتحاويين بشكل عام ، وكان القيادي " محمد دحلان " للرواية المضمون المختصر والعنوان ، لأن جموع الفتحاويين ومنذ تولي أولئك الطارئين زمام قيادة حركتهم قد انفصلوا جسداُ لا روحاً عن الاطار التنظيمي العام للحركة ، وأصبحوا عاجزين تائهين مستضعفين لشعورهم النفسي بأن الانتماء أصبح مضمونه الاحتواء ومحتواه الاستقواء الذي طال شأنهم الوطني والتنظيمي ومكانتهم الحركية والسياسية والاجتماعية ، وصولاً الى سياسية الاقصاء والتهميش ، والسطو على مستحقاتهم المعنوية والمادية واستغلال مرتباتهم الوظيفية دون أدنى حق يستند للمسلكية الأخلاقية أو الشرعية.
الرواية المفقودة ... الناقوس الذي دق الضمير الفتحاوي ليلامس كل جموع الفتحاويين الأحرار، والعنوان التنظيمي الأشمل والأهم في مضمونه، الذي يتلخص في ألم يحن الوقت أيها الفتحاويين أن تدقوا جدران الخزان ، لتعتلوا صهوة الحركة وتعيدوا لها مجدها وإرثها الخالد من الحفنة الطارئة التي تحارب كل فتحاوي مناضل وماجد ، رافع شارة النصر بروح المؤمنين أصحاب الههم والسواعد.
الرواية المفقودة في اطار فصولها التي اتضحت وانكشفت والخفايا التي بقيت...؟، تؤكد أن القيادي " محمد دحلان" كان الأجدر فتحاوياً والأقدر تنظيمياً والأهم وطنياً ، وكل ما تم ممارسته لحتى الان بحقه ، هو استهداف واغتيال معنوي لحركة فتح بكافة قياداتها المناضلة وكوادرها المعطاءة وجماهيرها العريضة الممتدة وقواعدها الحركية قاطبة ، فلهذا يأتي القول الفصل منا ومن كل الفتحاويين الغيورين الأحرار، لنقول للقيادي " محمد دحلان " لست وحدك وكلنا معك وخلفك، وسر على بركة الله، واثق الخطى للأمام ، لكي تأتينا ببشريات النصر القريب مع الأيام.