تتواصل التصريحات التصعيدية للمسؤولين الإسرائليين، والتهديدات ضد قطاع غزة، وذلك على خلفية استمرار مسيرات العودة على طول الحدود مع القطاع، وكذلك استمرار البالونات الحارقة التي تمثل تهديدًا كبيرًا على الاقتصاد الإسرائيلي.
الصحافة العبرية نقلت عن مسؤولين إسرائيليين في قيادة جيش الاحتلال تصريحاتهم بالتصعيد ضد غزة، من خلال عملية عسكرية أو توجيه ضربات أو اغتيالات، ردًا على استمرار مسيرات العودة على الحدود مع قطاع غزة.
وقرر وزير جيش الاحتلال أفيجدورليبرمان، وقف إدخال الوقود إلى قطاع غزة، حتى انتهاء المسيرات، كما هدد وزير الإسكان الإسرائيلي، قطاع غزة بـ "خلع القفازات" وتكبيده خسائر فادحة، وذلك في مقابل تأكيد الفصائل الفلسطينية على استمرار مسيرات العودة وتحضيراتها للجمع المقبلة.
من جهته، قال الكاتب والمحلل السياسي، إحسان سالم، خلال لقائه في برنامج "حوار الليلة" المذاع على فضائية "الكوفية"، إن مسيرات العودة أصبحت الزاد الذي يمد أهلنا في الأراضي المحتلة والضفة الغربية بالقوة، واستمرارها يعد إنجازًا كبيرًا جدًا، مشددًا على عجز الاحتلال على الوقوف أمامها وإنهائها بشكل عسكري.
وأضاف أن إسرائيل ترى أن الفرصة سانحة الآن لتصفية القضية الفلسطينية، من خلال فصل قطاع غزة وتحييده عن الضفة، واختزال القضية بكيان في قطاع غزة.
وأوضح سالم، أن سلطات الاحتلال، تمارس التكتيك والجرائم وتحاول خلق التهدئة ومنع وصول أطراف الانقسام إلى حد المصالحة، لافتًا إلى أن الاحتلال يريد "تهدئة مشروطة" لتحقيق إنجاز لم يستطع تحقيقه بالحرب.
وتابع: "المؤامرة الإسرائيلية بدأت بمحاولة إنهاء حق العودة وقرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وكذلك قانون يهودية الدولة الإسرائيلية".
بدوره، قال داوود شهاب، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، إن مسيرات العودة تهدف إلى كسر الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة، والتأكيد على حق العودة وإسقاط كل المؤامرات االتي تستهدف كل الحقوق والثوابت الفلسطينية.
وأكد شهاب، أن المسيرات لن تنتهي، وأن الفصائل الفلسطينية لن تنخدع ببعض التسهيلات الجزئية هنا أو هناك لوقف مسيرات العودة، لافتًا إلى أن "الأهداف واضحة وصريحة".
وأضاف: "لا نبحث عن تهدئة، وإنما عن كسر الحصار الظالم المفروض على قطاع غزة، وحالة النضال الفلسطينية لا تتأثر بتهدئة"، إلا أنه أكد التزام الفصائل بوقف إطلاق النار بالرغم من حقها الطبيعي والمشروع بالرد على اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي التي أسفرت آخرها عن ارتقاء 9 شهداء.