اليوم الثلاثاء 14 مايو 2024م
أطباء بلا حدود: اجتياح رفح أجبرنا على التوقف عن تقديم الرعاية المنقذة للحياة للمستشفى الإندونيسيالكوفية البيت الأبيض: سنواصل مراقبة الوضع في رفح عن كثبالكوفية مراسلنا: إطلاق نار من آليات الاحتلال بشكل متقطع شمال مخيم النصيرات وسط القطاعالكوفية أطباء بلا حدود: النظام الصحي بغزة يجري تفكيكه مما يؤدي إلى عواقب وخيمة على المحاصرين في القطاعالكوفية مراسلتنا: الاحتلال ارتكب مجزرة بحق عائلة سالم في بيت لاهيا ودمر المنزل على رؤوس ساكنيه بالكاملالكوفية الخارجية الأردنية تدين اقتحام المستعمرين "الأقصى" ورفعهم لعلم الاحتلال في باحاتهالكوفية الأردن يدين اقتحام المستعمرين "الأقصى" ورفعهم لعلم الاحتلال في باحاتهالكوفية أحزمة نارية وغارات جوية عنيفة ينفذها الاحتلال في مناطق مختلفة من القطاعالكوفية نادي الأسير: ارتفاع عدد الأسيرات المعتقلات إداريا في سجون الاحتلال إلى 25الكوفية استهداف منزل لعائلة الهمص في مخيم يبنا وسط مدينة رفحالكوفية الطريفي: المشهد في غزة يفرض نفسه على أعمال القمة العربية بالبحرينالكوفية إعلام عبري: إصابة 13 جنديا في جيش الاحتلال بينهم 4 جروحهم خطيرةالكوفية مراسلنا: قصف مدفعي عنيف شرق ووسط رفحالكوفية واشنطن: لا يمكن أن يعود قطاع غزة لإدارة حركة حماسالكوفية بن غفير يدعو إلى إعادة احتلال قطاع غزةالكوفية الفرقة 98 توسع نشاطاتها في جبالياالكوفية والدة أحد الأسرى توبخ وزير المالية: على الحكومة القيام بعملها وواجبها إزاء المخطوفينالكوفية البيت الأبيض لـ"إسرائيل": عليكم وضع استراتيجية لإنهاء الحرب على قطاع غزةالكوفية رئيس الأركان لـ"الحريديم": الخدمة في الجيش لن تؤثر على الطقوس الدينيةالكوفية اتهامات بالخيانة لجهازي "الشاباك" و"الموساد" في عملية طوفان الأقصىالكوفية

حول اجتماع الجزائر بكل صراحة

16:16 - 20 يناير - 2022
عبد المجيد سويلم
الكوفية:

حتّى تكون قراءة اجتماع الجزائر قراءة صادقة، وتتوخّى الدقة والموضوعية، لا بد أن تبدأ ـ كما أرى ـ من الأسباب التي جعلت من بلد عربي عُرف على الدوام بوقوفه إلى جانب الحق والكفاح الفلسطيني، ليس على المستوى الرسمي فقط، وإنما على المستوى الشعبي الكاسح أيضاً يبادر «الآن» لعقد هذا الاجتماع.

الجزائر شأنها في ذلك شأن دول عربية أخرى لم تكن غافلة عن حالة الانقسام على مدى أكثر من عقد ونصف العقد من الانقسام، وهي لا بد أنها ـ وهنا أيضاً مثل بعض الدول العربية الأخرى ـ لاحظت، بل وربما تيقنت من أن هذا الانقسام بات «يسابق» الزمن باتجاه الانفصال، أو على الأقل، لا بدّ أنها لاحظت أن هذا الانقسام يتمأسس يوماً بعد يوم، ويبني من حوله شبكة معقّدة من المصالح والامتيازات والعلاقات، بما أفضى إلى ارتباطات  وتمحورات وأجندات تحول الانقسام بسببها وكذلك بنتيجتها إلى شأن يتجاوز شروطه المحلية أو الداخلية، ويتحول موضوعياً باتجاه الأبعاد الخارجية الضاغطة والمؤثّرة في تحديد مساره، وفي ديناميكيات مجمل التفاعلات السياسية، وكذلك الاقتصادية والاجتماعية، بل حتى الثقافية التي تتحكم بهذا المسار، إن كان لجهة قوة الدفع أو التأثير، أو لجهة وتائر الحركة صعوداً وهبوطاً، حسب محصلات الفعل المتبادلة بين أطراف معادلة الداخل والخارج، أو المحلي والإقليمي الدولي على حد سواء.

معظم العواصم العربية حاولت أن تساهم في إنهاء هذا الانقسام، وأمامنا وبين أيدينا سلسلة طويلة منها، بدءاً من الرياض، ومروراً بصنعاء والقاهرة وعمان، ثم الدوحة وبيروت وصولاً إلى موسكو وإسطنبول، ولم يتبق سوى بروكسل أو فيينا أو حتى واشنطن..! من يدري؟ حاولت ولم تنجح، بعضها حاول وضغط، وبعضها انسحب واستنكف، ولم يتبق حزب سياسي عربي يناصر أو يلتحم بالكفاح الفلسطيني إلاّ وحاول، وحتى بعض البلدان الأوروبية حاولت، وبعض الأصدقاء من آسيا وإفريقيا وأميركا اللاتينية هم أيضاً حاولوا... والنتيجة إما الصفر أو دونه.

فهل سيكفي حُبّ الجزائر لفلسطين، وحُبّ فلسطين للجزائر لإنهاء الانقسام؟

هذه حقيقة أولى.

وأما الحقيقة الثانية، فهي أن الجزائر الشقيقة رأت وهي تحاول إنجاح القمة العربية القادمة في عاصمتها أن تقوم بهذه المحاولة من باب «لعلّ وعسى»، بدليل أنها بدأت بالتشاور الفردي مع الفصائل في مؤشر على «جسّ النبض»، وحتى لا تمُنى بالفشل، ويسجّل عليها مثل هذا الفشل المتكرر وهي تسعى إلى «لملمة» حطام المؤسسات العربية المشتركة، وكذلك وهي ترى حالة غير مسبوقة من التشظي العربي على غرار حالة التشظي الفلسطيني.

هذا يعني في الواقع ـ بصرف النظر عن كل النوايا الطيّبة ـ أن المسألة وما فيها ليست أكثر من واجب لا بدّ منه، أو من محاولة بالرغم من كل حسابات الصعوبة فيها.

وأما الحقيقة الثالثة فهي أننا بعد أكثر من «15» سنة ما زلنا عند مربع من أين نبدأ. هل نبدأ من ملف السلطة أو من ملف المنظمة، وهل نحن مع الشرعية الدولية أو ضدها، وهل مع الانتخابات أو ضدها، وهل نحن مع الاتفاق حول "انتخابات القدس" أو ضدها، وهل نحن مع برنامج توافق وطني "برنامج حد أدنى وقواسم مشتركة كبرى" أو ضدها، وهل نحن مع الصواريخ أو ضدها، وهل نحن مع المقاومة الشعبية أو ضدها؟

وحتى لو أننا نتوافق حول هذا البند أو ذاك نظرياً، وإعلامياً، فإن لدينا ما يكفي ويفيض ويزيد «للاختلاف» إلى درجة التخوين وإلى حدود الشتائم، وإلى ما هو أبعد من حدود الأساليب المفترضة في أي علاقات وطنية.

هذا يعني باختصار استحالة إنهاء الانقسام لأن الأمر يتطلب «الاتفاق والتوافق» على كل شيء تقريباً، في حين أننا لسنا على أي درجة حقيقية من هذا التوافق والاتفاق على أي شيء من كل هذا!

فالذين يرون أن الحل السحري موجود في الصفقة الشاملة أو الرزمة الكاملة لديهم نفس مشكلة وأزمة من يعتقدون أن بالإمكان «التوافق والاتفاق» على بعض هذه الخلافات والاختلافات لإنهاء هذا الانقسام.

فكيف لأي عاصمة عربية حتى لو كانت الجزائر أن تحل هذه الأحجية، التي ينطبق عليها كل أشكال الأمثال الشعبية، من الدجاجة والبيضة، إلى إبريق الزيت، وصولاً إلى الدبس والنمس وما بينهما!

وأما الرابعة فهي أن معظم العاملين على الانقسام لديهم ما يكفي من «الأسباب والحجج والذرائع والمبرّرات» كزوّادة يحملونها على أكتافهم لكي يلقوها في وجوهنا في أي لحظة حاسمة للتخلص من الانقسام، وهم في الواقع يضحكون في داخلهم على مدى السذاجة التي تحكم أفكارنا ورؤيتنا ورؤانا! ذلك أننا لا نمتلك شجاعة القول والموقف، وهو أن أهم عامل وسبب يقف وراء الانقسام هو إسرائيل. وأن أهم نجاح حققته إسرائيل، وهو بمثابة اختراق استراتيجي كبير كان الانقسام، وأن هذا الانقسام الذي دشّنه الانقلاب الذي قامت به حركة حماس (بصرف النظر عن مقدماته ومسؤوليات ما قبله)، وتطور بحيث أصبح صراع «السلطات» مرهوناً بصورة مباشرة أو غير مباشرة بدرجة اللعب بهذه الورقة من قبل إسرائيل، وبحيث بات الهم الأول لكل سلطة هو تكريس نفسها في هذه المعادلة سواء تعارض هذا الهمّ مع الحقوق والأهداف الوطنية أم توافق معها، وبحيث أصبح «الصراع» ضد إسرائيل محكوماً من الناحية الموضوعية بحسابات هذه المعادلة أولاً وقبل أي حسابات أخرى وأكثر من أي معادلات أخرى.

هذه هي الحقيقة المُرّة التي وصلنا إليها.

فمن أين لأحدٍ أن يتمكن من فك طلاسم هذه الحالة السوريالية، وكيف للجزائر أو غيرها أن تتصدى بنجاح لمهمة كهذه؟

وأما الحقيقة الخامسة فإن «الانقسام» على مستوى الشعب هو عرضي، ومؤقت لأن الانقسام على مستوى المؤسسات السياسية والحزبية هو الأساسي، وهبّة الشيخ جرّاح، وهبّة برقة وقبلها بيتا، وهبّة «النقب» الآن كفيلة بتبديد كل التلوّث البيئي الذي نشأ عن صراع الانقساميين، ومخططات اليمين في إسرائيل والتي حوّلت الترحيل والتطهير العرقي والتهويد والتهام الأرض إلى جدول الأعمال السياسي المباشر، في الوقت الذي تحول فيه الهدف الأعلى للانقساميين إلى زيادة الفتات من أجل رفع مستوى الكفاف.

ولهذا فإن الحقيقة السادسة هي أن لا علاقة حقيقية، وطنية واضحة وصريحة ما بين كل الادعاءات حول الخلافات والاختلافات في الحالة الوطنية وبين حقيقة الصراع الحقيقي بين كل أنواع الانقساميين، وسنرى كيف أن كل الخلافات والاختلافات، وكل الادعاءات بشأنها ستنهار انهياراً مدوياً عند أول منعطف تاريخي جديد من مستوى تحول الحالة الوطنية الشعبية المقاومة إلى فعل وطني منظم وشامل.

فمن فهم الواقع القادم فقد أمن على نفسه، ومن تأخّر فقد خسر السباق، ومن عاند وكابر فليس أمامه إلا السقوط.

كن أول من يعلق
تعليق جديد
البريد الالكتروني لا يظهر بالتعليق