خاص: قال الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو، إن النزاع بين روسيا وأوكرانيا لا شك له تأثيرات على الصعيد الدولي، وله علاقة بالتوازنات الدولية والصراع على المنظومة الغربية التي تقترب إلى مسافة وصلت إلى الجوار الروسي الإستراتيجي.
وأضاف عبدو، خلال لقائه ببرنامج "حوار الليلة" على قناة "الكوفية" أن ما يحدث عملياُ له علاقة بالتوازنات الدولية وتفرد الولايات المتحدة الأمريكية التي قادت العالم وراكمت عددا كبيرا من الأخطاء أكثرها في المنطقة العربية، مشيراُ إلى أننا رأينا كيف جرى احتلال العراق دون أي مبرر والاعتذار للعراقيين في النهاية واحتلال أفغانستان والخروج غير المنظم من الدولة.
وأكد، أن التراجع الأمريكي في المنطقة ومحاولات حلف الأطلسي للاقتراب من الجوار الروسي وتحويل روسيا إلى دولة متوسطة وغير منافسة للولايات المتحدة الأمريكية، والتضييق على الصين ومنعها من التطور أكثر اقتصاديا، كل هذه الأخطاء التي تمارسها قادت إلى هذا النزاع الذي لا نعرف نتائجه على وجه الدقة، ولكن المؤكد أنه سيكون لها تأثيرات سلبية، ليست على صعيد المنطقة بل أيضا على الصعيد العالمي.
إسرائيل بين المطرقة والسندان
وأوضح، أنه فيما يتعلق بهذه الأزمة سواء على دولة الاحتلال أوعلينا فيما يتعلق في إسرائيل بالفعل أوكرانيا تشكل إسرائيل ثانية الرئيس هو صهيوني وأيضاً يضم عدد كبير من قيادات الدولة لبناء إسرائيل الخزرية على البحر الأسود بمعنى أن هناك نفوذ كبير لدولة الاحتلال في اوكرانيا، لا شك ان هناك علاقات مهمة جداً بين إسرائيل وروسيا في سوريا وتمتلك قدرات كبيرة من الناحية العسكرية، وروسيا اليوم ليست كما في الماضي ليس لأحد مصلحة بمعاداة روسيا ولا أعتقد ان ذلك يكون من أي طرف فلسطيني، الموقف لدينا واضح بينما المعضلة لدى الاحتلال لأن اسرائيل لا تستطيع في الحياد طويلا هي سوف تؤيد بالتأكيد الولايات المتحدة الأمريكية والمنظومة الغربية.
روسيا خارج القطبية الدولية الجديدة
ومن جانبه قال المختص في الشأن الأمريكي د. عاطف عبد الجواد، إن هناك قدرا كبيرا من المبالغة حيث إذا نظرنا إلى الموقف الصيني في مجلس الأمن الدولي من قرار يدين الإعتداء الروسي على أوكرانيا، الصين امتنعت عن التصويت وكان بإمكانها لو أنها تؤيد الموقف الروسي بالفعل لصوتت ضد هذا القرار ومن ناحية أخرى تجد المبالغة تتمثل في أن القطبية العالمية الجديدة لن تشمل روسيا في واقع الأمر.
وأوضح، أن القطبية العالمية الجديدة ستشمل قطبين وهما الولايات المتحدة الأمريكية، كما هي عليه الآن، والصين وسبب ذلك هو أن القطبية العالمية لم تعد تعتمد فقط على التفوق العسكري وإنما يجب أن يرافق هذا التقدم العسكري تفوق اقتصادي أيضا وهذا يتوفر للصين كما نعلم ولكنه لا يتوفر لروسيا التي تمتلك أكبر يابسة على الكرة الأرضية بعد كندا لكنها لا تستثمر الموارد الهائلة التي لديها وتركز فقط على التصنيع الحربي و العسكري، لذلك أعتقد أن أمر القطبية الدولية الجديدة سوف نشهده قريب.
الصين والوقوف على الحياد
وأضاف، أن الصين ترغب في إبقاء نفسها في حالة توازن بين مصالحها المختلفة، الصين تقول إنها تؤيد استقلال وسيادة أوكرانيا ولكنها أيضا في الوقت نفسه تقول إنها تتفهم الهواجس الأمنية الروسية بالنظر إلى أن للصين أيضاً هواجس مقابلة في تايوان، ولكن بالنسبة للاقتصاد الصيني فالصينيون يدركون أنه يقف على قدميه في واقع الأمر بفضل الاستثمارات الصينية في نيويورك، والتي تعتبر مدينة الاستثمارات الأمريكية.
حلف الناتو خذل الرئيس الأوكراني
وفي ذات السياق قالت الباحثة والمختصة في الشأن الروسي لانا بدفان، إن روسيا لا تسعى لأي مكانة دولية لأنها بالأساس دولة عظمى ولها مكانة دولية قوية جداً على الصعيد العالمي والدبلوماسي، كما رأينا أن لها دورا في الشرق الأوسط غير النظام العالمي الذي كان يحاك ضد الشرق الأوسط وبعض البلدان.
وأكدت، أن روسيا الآن تعمل على حماية أمنها القومي ضد أي تمدد لحلف الناتو أو وجود أسلحة نووية على الأراضي الأوكرانية، من يدافع عن حلف الناتو يجب أن يرى السيناريو الذي عشناه في ليبيا وماذا فعل حلف الناتو على الأراضي الليبية بغض النظر إذا كنا نحن ضد ما حصل في ليبيا من الناحية السياسية أو مع، لكن حلف الناتو أول ما قام به في ليبيا قصف مشروع مائي كان أعظم مشروع مائي في العالم وفي الشرق الاوسط بالتحديد تم قصفه وأيضاً محطات البترول وأنابيب الغاز هذا هو حلف الناتو الذي يدافعون عنه ناهيك عن حرب العراق وأفغانستان.
وتابعت، من يريد أن يسوق الذكاء والدهاء، عليه أن يعرف الماضي ويدرسه جيداً ليعلم ما هو الغرب حقيقة، وهذا ما غفل عنه الرئيس الأوكراني زيلينسكي، الذي يبدو أنه رجل غير صالح سياسياً ودبلومسياُ ليقود بلاد إنما هو فقط صالح لدور ممثل كوميدي من لا يعي الدور الذي فعلته أمريكا في أفغانستان عندما قالت لهم نحن الدولة الليبرالية الحرة وسوف تعيشون في حرية وكرامة وبين ليلة وضحاها غادرت أفغانستان ليتعلق الشعب الأفغاني على دواليب الطائرات الأمريكية ناهيك عن الشابات الأفغانيات اللواتي دافعن وناهضن ضد طالبان الآن مصيرهن الاغتصاب والاختفاء القسري وعدم وجود واحد بالمئة من حقوقهن، كما رأينا عينت الرئيس الأفغاني والوزراء ماذا فعلوا، غادروا أفغانستان وتركوا مصير الشعب بكامله بين يدي طالبان.
وشددت بدفان على أن زيلنسكي، قد خدع من حلفائه حيث كان يعتقد أنه في حال دخول روسيا الأراضي الأوكرانية سوف يذهب الناتو لمساعدته وأمريكا سوف تنهض، ولكن أمريكا ماذا فعلت فقط بعض العقوبات التي قد لا تؤثر على الاقتصاد الروسي وحتى إن تأثرت فالتأثير سوف يكون ثنائي القطب وليس أحادي القطب، وفرض عقوبات على روسيا سوف ينعكس بالسلب على الدول الأوروبية.