قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إن التدمير الشامل الذي يعيشه قطاع غزة يعكس بوضوح سياسة الاحتلال الإسرائيلي المتجذرة في ترسيخ واقع جديد على الأرض الفلسطينية المحتلة، وذلك عبر ارتكاب جرائم إبادة وتطهير عرقي وتدمير شامل تسعى من خلالها إلى تحقيق طموحات استعمارية توسعية قائمة على أيديولوجية ابادية عنصرية تستهدف حياة شعبنا الفلسطيني. وأوضح دلياني أن الاحتلال الإسرائيلي يستخدم أسلوباً قاسياً لتحويل غزة إلى كنتونات مجزأة ومعزولة، ضمن سياسة "فرض الأمر الواقع" التي جرى تطبيقها سابقاً في القدس وباقي انحاء الضفة المحتلة عبر تسارع عمليات الاستيطان الاستعماري، إلا أن قطاع غزة يشهد اليوم ممارسات تتسم بمستويات مروعة من الوحشية، حيث تستخدم دولة الاحتلال أدوات الإبادة الجماعية لبسط سيطرتها الاستيطانية.
وأشار دلياني إلى أن هذا المخطط الاحتلالي يتمثل في تقسيم غزة إلى ثلاث كنتونات معزولة، مما يُحول القطاع إلى شبكة من "معسكرات اعتقال كبرى" تمنع شعبنا من التواصل وتفصل العائلات عن بعضها البعض، مُعمقة بذلك معاناة الأهالي ومقيدة سبل الحياة اليومية.
- *الكنتون الشمالي*: يمتد من جباليا شمالاً ليعزل مدينة غزة عن شمال القطاع، حيث تُنفذ قوات الاحتلال منذ أكثر من أربعين يوماً سياسة تهجير قسري ممنهج عبر ما يُسمى ب"خطة الجنرالات"، بهدف دفع اهلنا هناك إلى ترك أراضيهم وما تبقى من منازلهم وهجرتهم قسرياً.
- *كنتون "نتساريم"*: يقع جنوب مدينة غزة ويمتد على مساحة تُقدر بـ 56 كيلومتراً مربعاً، ويُحاصر بإحكام من قبل قوات الاحتلال، في محاولة لعزل اهلنا في تلك المنطقة وتقييد حركتهم ومنعهم من التواصل الحر.
- *الكنتون الجنوبي (رفح)*: منطقة مفصولة عن باقي القطاع وتفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، حيث يعاني سكانها والنازحين قسراً فيها من حصار خانق يحرمهم من الموارد الأساسية.
وأكد دلياني أن هذه السياسات الاحتلالية تقوض الوحدة المجتمعية لسكان القطاع، وتفكك الروابط بينهم، وتطمس الهوية الفلسطينية التي يواصل أهلنا في غزة الحفاظ عليها رغم كل المحاولات الاحتلالية الاجرامية. واختتم دلياني بدعوة المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته أمام هذه الجرائم الاسرائيلية، مؤكداً أن الصمت على الإبادة الجماعية التي تُمارس بحق شعبنا الفلسطيني يعتبر تواطؤاً في الجريمة.