غزة: كتب- رائف شراب
تحدث القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي بحركة فتح، الدكتور ناجي شراب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر، عن سبب نشأت تيار الإصلاح، ومستقبل الوحدة الفتحاوية والفلسطينية والمتسببين في عرقلة إنجازهما.
وفيما يلي نص الحوار:
- كيف ترى مستقبل تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح؟
دعني اذكر اولاً بـ "قانون المحبة" الذي حكم سلوك قيادات وكوادر فتح وكان يعلو علي الخلافات، إضافة إلى وجود قيادة بحجم الرئيس عرفات، اليوم هذا القانون لم يعد حاضرا بشكل قوي، لذلك جاء تيار الإصلاح بقيادته المحبة والمنتمية لفتح والحريصة على وحدتها للحفاظ على وحدة الحركة، أمام ظاهرة الخلافات التي عانت منها لأسباب تتعلق بالسلطه والمنصب والحكم والمصالح الشخصية الضيقة، فتيار الإصلاح يريد فتح الجديدة الموحدة القادرة على مواجهات التحديات، كتحدي القيادة وتحدي ضعف المؤسسات الفتحاوية وشرعية التمثيل وما يتعلق بالمنظمة وهشاشتها، فكلها تحديات تواجه مستقبل فتح.
فتيار الإصلاح لم يعد تيارا بل هو أعمق وأبعد من ذلك وله حضور في كل مكان ودوره كان واضحا خلال حرب الإبادة على غزة، وبعد الحرب مما جعل منه تيارا شاملا.
والأن ما هي الخيارات أمام تيار الإصلاح، وهذا السؤال لحركة فتح كلها، فأما خيار الاندماج من جديد في إطار فتح الجديدة، بتجديد برنامجها ومؤسساتها، أو الانفصال وذهاب التيار لإعلان تمثيله بقوة لفتح الضفة وغزة، وهنا الكل خاسر، فالتحدي الأكبر أمام التيار هو الحفاظ علي مرجعيته وشرعيته التي يستمدها أصلا من فتح وتفعيلها وتجديدها.
ويبقي ان قيادات فتح وعلي رأسها القيادي محمد دحلان هم أبناء المؤسس الرئيس عرفات وأعلنوا اكثر من مره حرصهم علي فتح ولا يسعون لأي مناصب أخرى، فالقيادة عنصر مهم في النجاح والقاعدة المجتمعية عنصر آخر وهذان يتوفران للتيار واخيراً التحدي الأكبر بعد مرحلة الرئيس وهي مبادرة الدمج والإصلاح والحكم يكون لأبناء فتح وتفعيل شرعية المؤسسات واستبدال كل القيادات الحالية لأنها قيادات مسنة غير قادره وإذا لي ان اختم يبقي الأمل في قوة وحضور التيار والقفز على كل الخلافات الشخصية والعوده لقانون المحبة الفتحاوي، وما أخشاه بعد مرحلة الرئيس، هو فتح الضفه وفتح غزة، فالحركة أمام تحدي وجودي كبير وهنا الخطوره الأكبر مما يجعلنا أمام مرحله جديدة تواجه فتح الجغرافية.
- لقد دعى التيار مراراً وتكراراً إلى ضرورة تحقيق الوحدة الفتحاوية ولكن في كل مرة لم يلقَ آذاناً صاغية، على من تقع مسؤولية رفض تحقيق وحدة الحركة ولم شملها؟
المسؤولية أولا تقع على الرئيس، وعلى القاعدة الفتحاوية وهي اليوم مغيبة الي حد كبير، لكن يبدو أن الجميع ينتظر مرحلة ما بعد الرئيس
- دعى تيار الإصلاح طرفي الانقسام إلى الإسراع في تحقيق الوحدة الوطنية وبذل جهوداً في هذا السياق. ترى من هو الطرف المعطل لإنجاز وحدتنا الوطنية التي طال انتظارها؟
أقولها كصوت حيادي منتمي للحركة، الرئاسة واللجنة المركزية، فالرئيس هو مفتاح المصالحة، وأن لم تتحقق المصالحة، فنحن أمام فتح أخرى.
-جرى مؤخراً عدة لقاءات بين قيادة التيار والأخوة في مركزية حركة فتح ولكنها لم تؤتي ثمارها. ما المطلوب للم شمل الحركة في ضوء المستجدات التي خلفتها حرب الإبادة على غزة؟
إذا فشلت هذه اللقاءات فهذا مؤشر علي صدقية ما أطرحه بعد حرب غزة، فنحن أمام تحديات مواجهة تفكيك القضية وغلق ملفاتها وهذا يعني غلق ملف فتح، وتحدي صراع التمثيل مع حماس، ورأينا في هذا الصدد كيف خاطب القيادي الحمساوي موسي أبو مرزوق، أمريكا وتحدى التهجير الداعي له ترامب، أمام كل هذه التحديات فالمصالحة أمر ضروري، وعلى تيار الإصلاح التمسك في هذه المرحلة بمواقفه الثابتة بالتمسك بفتح، وعلي قوته في تجاوز التحديات ولكن ما أخشاه هو الانفصال الجغرافي للحركة.
- هل تتحول الأعمال الأغاثية الأن إلى برامج تشغيلية بشكل دائم فى تيار الإصلاح؟
تعتبر البرامج الإغاثية ضرورية لتعزيز قوة تيار الإصلاح، خاصة في ظل التحديات الطويلة التي تواجه غزة في مرحلة إعادة الإعمار. كما أن توسيع هذه الآلية لتشمل المخيمات والشتات سيساهم في تعزيز قدرة التيار.
لا يمكن للتيار أن يقدم نفسه كبديل لحركة فتح إلا من خلال الانتخابات، لذا تظل الاستراتيجية الإغاثية قائمة كخطوة انتظارا لمرحلة ما بعد الرئيس. فالتحولات الحالية في القضية الفلسطينية تستدعي من التيار الحفاظ على قوته ووجوده الفعّال.
- د. ناجي شراب .. كونك فلسطيني ابن فتح الغيور على الوطن و على فتح ام الجماهير .. ما هي رسالتك للشعب الفلسطيني لا سيما في قطاع غزة الحبيب؟
رسالتي إلى غزة هي أهمية التمسك بالأرض واختيار قياداتهم. فمن تحمل ثمن الحرب وصمد أمام التحديات قادر على خلق قيادته، فالقيادة تأتي من الشعب وليس من الفصائل، وعلى جميع الفلسطينيين، وخاصة رجال الأعمال وتيار الإصلاح، دعم غزة، التي أنطلقت منها حكومة عموم فلسطين ومنظمة التحرير، وكانت وجهة الرئيس عرفات وفتح، وستكون نموذجًا للتنمية المدنية، فرسالتي إلى غزة هي "أحبك غزتي".