القدس المحتلة - قال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إنّ غور الأردن الذي كان مساحة جغرافية تحتضن أنماط الحياة الزراعية الفلسطينية الأصيلة، قد تحوّل إلى مسرح ميداني لجريمة تطهير عرقي اسرائيلية منظمة، تُدار بعقلية استعمارية استيطانية وتنفَّذ بأدوات ميدانية تجمع بين الإرهاب الاستيطاني والتخطيط المؤسسي الرسمي الإسرائيلي.
وأوضح دلياني أن "خربة سمرة" تمثل نموذجًا لنهج ترحيل قسري يستند إلى عقيدة تطهير عرقي راسخة في منظومة الاحتلال. وأشار إلى أن ميليشيات المستوطنين الإرهابية، التي تنشط على الأرض، تمثل امتدادات عضوية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، تمارس عمليات الاقتلاع القسري تحت مظلة الحماية القانونية والعسكرية والتمويل الحكومي، ضمن إطار دولة تحتضن التطهير العرقي كأداة لبسط السيطرة.
وسلّط القيادي الفتحاوي الضوء على بيانات توثيقية تفيد بأن نحو 100 ألف دونم من أراضي الأغوار قد تم تفريغها قسرًا من سكانها خلال السنوات الأخيرة، مشيرًا إلى أن هذه الأرقام تعكس حجم الجريمة وبنية مشروع سياسي قائم على عسكرة القانون الاحتلالي الغاشم اصلاً، وتسييس التصنيفات العسكرية، وتوظيف الذرائع الإدارية كوسائل منظمة لنسف الوجود الفلسطيني واقتلاعه من بيئته التاريخية.
وأضاف أن البؤر الاستيطانية الاستعمارية لا تنشأ عبثًا، بل تقوم على تصور استراتيجي دقيق؛ حيث تُمارس سرقة الارض كمدخل لبسط النفوذ الميداني، في ظل نظام حصانة مطلقة، تؤكده إحصائيات تشير إلى إغلاق 94% من ملفات اعتداءات المستوطنين الإرهابية دون أي محاسبة منذ عام 2005.
واعتبر دلياني أن جوهر هذا المشروع لا يقتصر على طرد شعبنا من ارضنا، بل يمتد إلى تدمير بنى الحياة الجماعية الفلسطينية، ماديًا ونفسيًا: "من هدم المدارس إلى سرقة المياه، ومن تدنيس القبور إلى محو الذاكرة، يتّضح أنّ الاحتلال لا يكتفي بإلغاء الحاضر، بل يسعى إلى شطب إمكانية المستقبل".
وختم المتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح بالتأكيد على أنّ غور الأردن ركيزة جوهرية في الهوية الوطنية الفلسطينية، وأن ما يتعرّض له من تهجير وتطهير عرقي يمثل طعنة عميقة في خاصرة شعبنا الفلسطيني، مضيفًا أن أي تصور لمستقبل سياسي عادل سيظل وهماً ما دامت آلة الاستعمار والتطهير العرقي الإسرائيلية تنشط بحرية تامة في ظل صمت دولي خبيث ومريب.