- الخارجية اللبنانية: ندين أي اعتداء على عناصر اليونيفيل ونؤكد تمسك لبنان بدور تلك القوات وعملها في حفظ السلم والأمن
ما من شكّ أن نظام الديكتاتور التركي رجب أردوغان دخل في سلسلة أزمات تؤهله للسقوط مع أوّل انتخابات قادمة.
المؤشرات كثيرة آخرها ما حدث في الإنتخابات البلدية التركية، حيث فازت المعارضة التركية وسقط الحزب الحاكم في معاقله الرئيسية بعد مناوراته مع المحاكم لانتزاع الفوز وفشل، المعركة الأبرز في اسطنبول التي من يفوز في بلديتها يفوز بتركيا.
مظاهر الإنهيار ضربت الاقتصاد التركي في جوانبه المختلفة، لم توقف انهياره مليارات قطر التي منيت هي الأخرى بخسارة كبيرة لمعظم استثماراتها داخل تراكيا، مما دفعه لتفجير ازمة جديدة مع اللاجئين السوريين، من خلال حملة ملاحقات اجبرت عدد منهم على العودة القسرية لبعض مناطق الصراع في سوريا، ودفع عدد آخر لمغامرة الموت والهجرة نحو أوروبا التي يهددها أردوغان بالدواعش والمهاجرين.
عندما يشعر المستبد بالخطر على موقعه في الحكم، يلجأ لصناعة الأزمات الداخلية ومع دول الجوار كي يهرب من مواجهة الحقيقة، ويغطي على انكشاف الوهم والأكذوبة التي صنعها اعلام الإخوان وأردوغان، المواطن التركي يعمل قرابة 14 ساعة كي يستطيع أن يأكل، فالفقر والبطالة دفعت آلاف الأتراك للبحث عن فرص افضل للحياة في معظم البلدان الأوروبية، محطتان سياسيتان وضعتا الإقتصاد التركي أمام الحقيقة:
الأولى بعد اسقاط المقاتلة الروسية، والثانية بعد اعتقال القس الأمريكي، في المحطتين فهم الجميع ان الاقتصاد التركي مجرد اكذوبة لم يصمد في مواجهة اجراء واحد لكل من واشنطن وموسكو، فانهارت الليرة التركية وسارع أردوغان لطلب الصفح من بوتين ولاحقا ترامب بشروط كل منهما.
المتابع للشأن التركي وما يحدث من تعسف وجرائم بحق المعارضة التركية وايضاً شركاء سابقين لأردوغان من بينهم أحمد داوود اوغلو رئيس الوزراء الأسبق، وعبدالله غول، وكلاهما من مفاصل النظام التركي ومؤسسين لحزب العدالة والتنمية قبل ان يعلنا انشقاقهما عن الحزب بسبب استبداد أردوغان وتأسيس حزب جديد، لا تساوره لحظة شكّ واحدة أن هذا النظام على مشارف السقوط.
بجردة حساب بسيطة لما فعله أردوغان خلال ثلاث سنوات سنجد ان أزمته أعمق مما يثار في الإعلام، حيث قام خلال هذه السنوات باغلاق 15 جامعة في تركيا، آخرها قبل ايام بزعم انها تتبع لرئيس وزرائه الاسبق أحمد داوود أوغلو، وسابقاتها تتبع لغولن وغيره من قوى المعارضة، اضافة لعشرات المنظمات الخيرية، وفي اجراء هو الأسوأ فقد اقدم نظامه على عزل وتوقيف قرابة 30 رئيس بلدية في تركيا فازوا في الانتخابات الاخيرة، جرمهم الوحيد انهم ينتمون لاحزاب معارضة لنظام حكمه!
لقد سجلت تركيا على نفسها في عهد أردوغان أنها الدولة الأكثر اعتداءا وملاحقة واعتقالاً للصحفيين في العالم، وصنّفت كثاني دولة في العالم تعتقل وتكتظّ سجونها بالمعارضة، التقديرات الدولية اشارت الى ربع مليون مواطن تركي دخل السجون بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، اضافة لمئات قضايا التعذيب والقتل والاغتيال كما حصل مع المعارضة التركية هفرين خلف، ناهيك عن اقالة آلاف الموظفين الحكوميين ومن جهاز القضاء والمؤسسة العسكرية، كل ذلك جراء كابوس السقوط الذي يرعبه، ويدفعه لافتعال أزمات كثيرة مع دول العالم وشخصيات يرى فيها تهديداً على مستقبله السياسي، كما يفعل مع القيادي الفلسطيني الباز محمد دحلان.
أردوغان ونظامه المستبد لم يكتف بدعم منظمات الإرهاب على مختلف درجات تطرفها، واحتضان قيادات تتبع التنظم الدولي للاخوان المسلمين وداعش وجبهة النصرة، بل قام بتنفيذ عدوانه الجديد على سوريا بعد ان فشلت عصابات الإرهاب التي يرعاها بتدمير الدولة السورية، ويواصل دعم هذه العصابات في العاصمة الليبية طرابلس، ويعتدي على سيادة العراق بالقصف المتكرر على مناطق السيادة العراقية، ويهاجم مصر العربية، وتمتد مغامراته الى قبرص اليونانية للسيطرة على حقول النفط والغاز في مياهها الإقليمية، وساعد بشكل مباشر في فرار مئات الدواعش المعتقلين في الشمال السوري، يمارس بلطجته في كل مكان، ويهدد السلم الدولي في ملفات الارهاب وغيرها، كل ذلك من أجل البقاء في الحكم!
يستطيع أردوغان ان يهاجم دول وأشخاص ويسهل حركة الارهابيين، وأن يتحضن قيادات هاربة من العدالة ومنحها جنسيات تمكنها من الحركة، لكن إلى متى سيتحمل المجتمع الدولي هذا السلوك العدواني المتصاعد من نظام الحكم في تركيا؟ أي بلد في العالم يستطيع ان يمنح أردوغان جنسيته بعد السقوط القريب؟.