بطريقة مزاجية عنصرية استعمارية استهتارية رسم فريقا ترامب ونتنياهو خارطتي فلسطين والمستعمرة الإسرائيلية بما يتفق والتوسعات الاحتلالية التدريجية التي عملتها حكومات المستعمرة المتعاقبة ونفذتها.
ما فعله ترامب ونتنياهو، هو حصيلة لأفعال وتطورات، ليست بنت وقتها، بل حصيلة سلسلة عناوين سياسية بدأت مع:
1. هزيمة الشيوعية والاشتراكية والاتحاد السوفيتي وغياب المعسكر الاشتراكي الذي كان عنواناً لسند الشعوب في تطلعاتها نحو الحرية والاستقلال ومن ضمنهم الشعب الفلسطيني.
2. هزيمة العراق ونظامه القومي، واحتلاله، بعد أن كان رافعة لفلسطين وأداة للاستقواء به.
3. دمار سوريا والعراق وليبيا واليمن وضعف مصر بسبب الإرهاب والانقسام وخراب هذه البلدان بمؤامرات أميركية إسرائيلية متعاقبة، نفذتها بغباء تنظيمات جهادية متطرفة.
4. الانقسام الفلسطيني والاستئثار الأحادي المهيمن المتسلط الذي يفرض كل منهما أجندته على واقع وعيش ومصير الشعب الفلسطيني.
5. فشل كل قوى وفصائل وأحزاب الشعب الفلسطيني من اختراق الكتلة البشرية الإسرائيلية، وتفتيت مواقفها السياسية، وإخفاق الفصائل الفلسطينية في كسب انحيازات إسرائيلية وازنة لمصلحة الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة ونضاله المشروع، ضد المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي الصهيوني.
6. نجاح التحالف الأميركي الإسرائيلي بتغيير اهتمامات النظام العربي وأولوياته نحو العداء للسياسات الإيرانية عبر مؤتمرات القمة الإسلامية الأميركية في الرياض أيار 2017، ومؤتمري وارسوا عاصمة بولندا «السلام والأمن في الشرق الأوسط»شباط 2019، والمنامة عاصمة البحرين «ورشة عمل السلام من أجل الازدهار» حزيران 2019.
قراءة سريعة لعناوين الإنجاز والإخفاق، ليس فقط للتذكير، بل للتمحيص والتدقيق، بهدف إعادة النظر بالسياسات والإجراءات والأولويات لكل طرف له شأن وفعل وتطلع نحو انتصار المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني، وهزيمة المشروع الاستعماري التوسعي العنصري الإسرائيلي الصهيوني.
بداية الفعل، في مسيرة كرة الثلج الفلسطينية المتدحرجة تبدأ من فتح ومن حماس، من كليهما معاً، من اجل:
أولاً- صياغة البرنامج السياسي الفلسطيني المشترك، ثانياً- توحيد فصائل وأحزاب وشخصيات الفعل الفلسطيني في الائتلاف الوطني العريض على قاعدة البرنامج السياسي المشترك في إطار المؤسسة التمثيلية الموحدة وهي منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسساتها الأربعة: 1. المجلس الوطني، 2. المجلس المركزي،
3. اللجنة التنفيذية، 4. السلطة الوطنية، ثالثاً- اختيار الأدوات الكفاحية المناسبة للنضال الفلسطيني، بما يتفق وظروف ومواقع المكونات الفلسطينية الثلاثة: 1- مناطق 48، 2- مناطق 67، 3- في بلاد اللجوء والشتات للاجئين.
هذه هي خارطة الطريق الفلسطينية، والتي لا خارطة غيرها، إذا حقاً قرر الفلسطينيون مواجهة خارطة ترامب نتنياهو ومبادراتهما المشتركة والتي قبلها الجنرال بيني غانتس وأعلن موافقته عليها، لقد سبق للفلسطينيين أن تمكنوا من رفض مبادرات الرؤساء الأميركيين الخمسة ريغان، وبوش الأب، وكلينتون، وبوش الابن وأوباما على التوالي، ولكنهم أفشلوها لأن قادة المستعمرة لم يعلنوا موافقتهم على أي منها، اما مبادرة ترامب فهم معها وهم الذين وضعوها وصاغوها بمفردات أميركية.
الخطوة الأولى لمواجهة تحالف واشنطن تل أبيب تبدأ من فلسطين وشوارعها واحتجاجاتها وأفعالها، وهي بدأت بالتحرك، من قبل الرئيس، و من فتح وشوارع الضفة، ومن حماس وشوارع غزة، وصولاً إلى عمان واجتماع القاهرة والكرة المتدحرجة..