كتب - فارس فارس: تحت غطاء من الشعارات الإنسانية، يواصل نظام رجب طيب أردوغان انتهاكاته بحق الدول العربية، بدايةً بجرائمه في سوريا وارساله للمرتزقة إلى ليبيا وليس انتهاءً باستهدافه لحرس الحدود العراقي، وعلى الرغم من أن أهداف نظام أردوغان ومطامعه باتت مكشوفة للعرب والعالم، إلا أن الصمت الذي قوبلت به هذه الانتهاكات لم تعد مبررة.
اعتداء تركي سافر وغضب عراقي
قصفت طائرة تركية مسيرة، الثلاثاء، اجتماعاً ضم قادة من الجيش العراقي مع قيادات حزب العمال الكردستاني بمحافظة أربيل، شمال العراق، ما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.
وأعلن الجيش العراقي، في بيان له، أن تركيا نفذت اعتداءً سافرا من خلال طائرة مسيرة استهدفت عجلة عسكرية لحرس الحدود في منطقة سيدكان، ما أدى إلى مقتل آمر اللواء الثاني حرس حدود المنطقة الأولى، وآمر الفوج الثالث اللواء الثاني وسائق العجلة.
في أعقاب ذلك، أعلنت وزارة الخارجية العراقية إلغاء جميع الزيارات المبرمجة للمسؤولين الأتراك في الوقت الحالي.
وأكد المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، العميد يحيى رسول الزبيدي، أن سيادة البلاد خط أحمر، مضيفاً أن لدى الجيش عدة طرق للرد على اعتداءات تركيا.
كما شدد على أن الجيش لن يسمح باستخدام أراضي العراق للاعتداء على دول الجوار، لكن في المقابل يجب على تركيا احترام سيادة البلاد.
سياسات تخريبية ونهب للثروة السورية
وشكلت الحدود التركية السورية، منفذا قبل سنوات لتنظيم داعش لتهريب النفط حيث اتهمت وزارة الدفاع الروسية سنة 2015 أنقرة بمقايضة عناصر داعش بالأسلحة والذخائر مقابل الحصول على كميات كبيرة من النفط الخام.
ونشرت الوزارة، حينها مشاهد عبر الأقمار الاصطناعية تظهر الطرق المتبعة في تهريب النفط السوري إلى تركيا، بل وصل الأمر إلى اتهام نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف، القيادة التركية العليا والرئيس رجب طيب أردوغان، بالتورط شخصيا في الاستخراج غير الشرعي للنفط السوري والعراقي ثم تهريبه.
وتورطت مجموعات لها علاقة بالمخابرات التركية على غرار مجموعة السلطان مراد بخطف الأطفال والنساء والشباب وإجبارهم على القتال.
كما ساعدت المخابرات التركية طيلة سنوات من الحرب في سوريا على إدخال القيادات الإرهابية عبر الحدود، ما أدى في النهاية إلى توتر الأوضاع في تلك المناطق.
وشكلت الحدود مع تركيا خطًا لإرسال مقاتلين متشددين لدعم الفصائل المسلحة في محافظة إدلب.
ومثلت مناطق الشمال السوري خزانا بشريا لنقل المجموعات المتطرفة والمرتزقة للقتال برعاية المخابرات التركية، إلى جانب ميليشيات حكومة الوفاق الإخوانية في ليبيا، حيث عمدت أنقرة لنقل الآلاف من المسلحين السوريين عبر الموانئ والمطارات.
وظهر عدد بارز من تلك القيادات السورية على غرار الأمير السابق في داعش محمد الروضاني، الذي اعتقله الجيش الوطني الليبي في مايو/أيار الماضي، ما يشير إلى العلاقة الوثيقة بين عناصر داعش والسلطات في تركيا.
ضباط أتراك يديرون معسكرات غرب ليبيا
أكد المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري، أن أنقرة تواصل تعزيز الوجود التركي في منطقة غرب ليبيا، وأن أردوغان لم يعر أي اهتمام للمطالب الدولية بحظر نقل السلاح إلى ليبيا.
وقال المسماري، إن "الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يواصل تعزيز الوجود التركي في منطقة غرب ليبيا.
وأوضح، أن العديد من المعسكرات في غرب ليبيا أصبحت تحت سيطرة القوات التركية، وتدار مباشرة من قبل ضباط أتراك.
تنديد مصري بالانتهاكات التركية
اعترضت مصر على انتهاك تركيا للحقوق المصرية السيادية، في منطقتها الاقتصادية الخالصة في البحر المتوسط.
وقالت وزارة الخارجية المصرية، إن الإنذار الملاحي الذي أصدرته تركيا الشهر الماضي بشأن أعمال المسح السيزمي يتداخل مع المنطقة الاقتصادية الخالصة لمصر "ويشكل انتهاكا واعتداءً على حقوق مصر السيادية في منطقتها الاقتصادية الخالصة في البحر المتوسط".
وتكون أعمال المسح السيزمي عادة، جزءً من الأعمال التمهيدية للبحث والتنقيب عن الهيدروكربونات.
وأوضح، بيان الخارجية، أن مصر قد أودعت إعلانا لدى الأمم المتحدة بشأن ممارسة مصر لحقوقها في المياه الاقتصادية الخالصة، وفق المادة 310 من اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار في 11 يوليو 1983.
كل هذه الانتهاكات المتواصلة من نظام أردوغان بحق الدول العربية، لم تلق سوى عبارات الاستنكار الدولي الخجول، مما يفسر رضا غير معلن من قبل الهيئات الدولية والمنظمات الحقوقية.
مما يجعلنا نتساءل هل سيكون هناك موقف حازم، ولو كان متأخرا بحق نظام أردوغان العدواني، أم سيظل المسلسل الأردوغاني السخيف مستمرًا لنهب ثروات الدول العربية؟