- سلسلة غارات إسرائيلية متتالية تستهدف الضاحية الجنوبية لبيروت
استدارة الرئيس عباس ليست قفزة في الهواء كما تصورها البعض وهذا ما تؤكده ما بعدها من خطوات بدأت بالعودة لمحور الاعتدال العربي والزيارات الأخيرة وقد تتبعها زيارات سرية للرئيس أو لبعض المسؤولين الفلسطينيين، أو تكون قد تمت بالفعل اجتماعات أو زيارات للإمارات والبحرين والسعودية.
يتردد في الإعلام أيضا عن مصالحات بين قطر وتركيا والإمارات ومصر والسعودية وكل هذه التحركات تجري قبل مغادرة ترامب البيت الأبيض فماذا يحدث؟
الذي يحدث ما قلناه في مقال سابق بأن الصفقة لن تمر كما هي، ولكي تمر لابد أن تجري عليها تعديلات.
قبل فترة وباشرة بعد التطبيع، وقبل فوز بايدن، قلنا أن بند وقف ضم الأراضي من قبل دولة الإمارات هو خطوة قد تفيد في فكرة تعديل صفقة ترامب لاحقا، لو أجيد استخدامها من قبل الفلسطينيين والعرب، والآن كل ما سيفعله بايدن على ما يبدو عند توليه السلطة في البيت الأبيض، هو ما يجري التحضير له في المنطقة من مصالحات تحت ضغط الواقع ونفوذ الاعتدال العربي والتحاق عباس به من جديد، وهو أي التعديل في الصفقة قد يشكل الأساس في الأفق السياسي القادم لتعديل مساحة المصادر من الأرض وهي حوالي ٢٠% في صفقة ترامب، لتصبح حل وسط بين ما كان في ورقة كلينتون واتفاق طابا من تبادل أراضي وصلت نسبته ل٧% ، فإن التعديل سيقلل من نسبة ال ٢٠ % لتبادل الاراضي لتصبح ١٠- ١٢% يقرها الجانب الفلسطيني والعرب مع بعض التعديلات الإجرائية في إدارة العلاقة بموضوع القدس، وتلك الخطة تصبح أقرب لما فات الفلسطينيين الموافقة عليه في ورقة كلينتون واجتماع طابا.
هذا التعديل قد يحدث بضغط الاعتدال العربي والأهم من ضغط هذا الاعتدال العربي لتقليل نسبة مصادرة الأراضي وتعديل الصفقة، كما أتوقع، هو أن يستدير قريبا الرئيس عباس لمصالحة فتحاوية لتمتين وضعه ووضع فتح كمقدمة للمصالحة مع حماس المتعهدة بها قطر وتركيا لتغيير مواقفها والالتحاق بالصفقة المعدلة، بعد أو في سياق مصالحات السعودية مع قطر وتركيا؟ لكن الأسوأ أن تقتنص إسرائيل الفرصة لإضعاف حماس بحرب قصقصة أجنحة في حال لم ينجح حلفاء حماس، قطر، وتركيا، من تغيير موقف حماس، الذين على ما يبدو تبدأ أدوارهم الآن بعد إصلاح العلاقة مع دول الاعتدال العربي، وتوتة توتة خلصت الحدوتة، وكل أدى دوره، وعاد الجميع لاتفاق طابا وورقة كلينتون، وبالمناسبة، هي، أي، ورقة كلينتون أفضل الأسوأ فيما طرح من سيناريوهات منذ بدء عملية السلام.