قد فقدنا اليوم كما فقدته دولة الإمارات الشقيقة، الرئيس الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وما أصعب من الفراق هو أن تكون على يقين أنك خسرت رئيساً عربياً فذاً في عروبته وعميقاً في محبته لشعبه ولكل مواطن عربي ودولة عربية، الراحل إلى جوار الرب تعالى كان المستمع الودود لشعبه ومواطنيه والقلب الرحوم الذي يلبي كل استغاثة.
برحيله تفتقد الأمة العربية والعالم أجمع قائد مسيرة التطور ولرحيله لا يفيه حق تنكيس الأعلام بل قمم الجبال تنحني أمام ألم الفقدان الذي نشعر به في صلبنا العربي، ألمنا كبير لخسارتنا للداعم الكبير للقضية الفلسطينية فالفقيد كان يحمل وسام نجمة فلسطين وكانت القضية الفلسطينية راسخة في وجدانه، ألمنا كبير لخسارتنا لإنسان متواضع يشعر بوجع الناس ويعمل على بث السعادة فهو الذي أسس دائرة الخدمات الاجتماعية وسعى لوضع استراتيجية مستدامة في رئاسته للمجلس الأعلى للبترول كي يخلق مزيداً من فرص العمل للشباب.
الشيخ خليفة الراحل إلى جنان الله، صاحب الأيادي البيضاء في كل الأعمال الإنسانية وعلى امتداد أكثر من أربعين بلداً حول العالم عبر المؤسسات التي أسسها لمد يد العون لكل محتاج دون تمييز.
نقدم أخلص المشاعر وأنبلها ونتقدم بالتعازي لدولة الإمارات الشقيقة التي تحتضن لبنان وتحمله في قلبها، نتوجه بجزال الصلاة لروح الشيخ الفقيد الطاهرة وبأحر التعازي لكل آل نهيان وبكل احترام، وبالعزاء لكل الأمة العربية ولكل دولة صديقة تأثرت وتألمت لهذه الخسارة الوطنية الكبيرة، تغمد الله الفقيد في فسيح جنانه، ألمنا اليوم لا يوصف وعزاؤنا بأبناء آل نهيان يكملون المسيرة الثابتة في خدمة القضايا العربية.