الفاتيكان: تدفق الآلاف خلال الليل لحضور جنازة بابا الفاتيكان السابق بنديكت السادس عشر، الذي هزت استقالته العالم قبل نحو عقد من الزمن.
بدأ البعض في الوصول إلى الفاتيكان في ساعة مبكرة من الصباح، قبل ساعات عديدة من بدء الجنازة التي سيرأسها خليفته البابا فرنسيس في ساحة القديس بطرس.
وكان الضباب الكثيف يغطي العاصمة الإيطالية، بينما كان الحاضرون يخضعون لإجراءات التفتيش الأمنية اللازمة فجرا قبل الجلوس في المقاعد.
وتم استدعاء أكثر من 1000 من أفراد قوات الأمن الإيطالية للمساعدة في تأمين الجنازة، وأُغلق المجال الجوي فوق مقر الباباوية بالفاتيكان على مدار اليوم. ونكست إيطاليا الأعلام في جميع أنحاء البلاد.
وكان من بين الحاضرين، مواطنون ألمان بالملابس البافارية التقليدية يحملون الرايات الخاصة بالمنطقة التي ولد فيها بنديكت في ألمانيا.
توفي بنديكت عن 95 عاما يوم السبت الماضي في دير داخل الفاتيكان انتقل إليه بعد أن أصبح أول بابا منذ 600 عام يتنحى عن المنصب، مما فتح الطريق أمام انتخاب البابا فرنسيس، الذي أثبت أنه يتمتع بقدر أكبر من القدرة على التواصل والميول الإصلاحية.
وانتهت مراسم وضع الجثمان في التابوت مساء أمس الأربعاء، ووُضع معه في التابوت البسيط المصنوع من خشب السرو ملخص من صفحة واحدة لفترة بابويته وأشياء من بينها عملات الفاتيكان التي تم سكها خلال فترة ترأسه للكنيسة الكاثوليكية.
ويقول الملخص المكتوب باللاتينية، إنه "حارب بحزم" ضد الاعتداءات الجنسية من قبل رجال الدين في الكنيسة.
وبينما أشادت شخصيات بارزة كثيرة بالبابا الراحل منذ وفاته، انتشرت انتقادات أيضا بعضها من قبل ضحايا الاعتداء الجنسي من جانب رجال الدين، إذ اتهمه هؤلاء الضحايا بالسعي لحماية الكنيسة بأي ثمن.
ولأن بنديكت لم يكن رئيسا لدولة الفاتيكان عند وفاته، فإن دولتين فقط، هما إيطاليا وموطنه الأصلي ألمانيا، سترسلان وفدين رسميين للمشاركة في الجنازة.
وسيحضر قادة آخرون، بمن فيهم ملك وملكة بلجيكا وملكة إسبانيا، ونحو 13 رئيس دولة وحكومة بصفة شخصية. ويتم تمثيل معظم الدول بسفرائها لدى الفاتيكان.
لذلك، فإن الجنازة بعيدة كل البعد عن الجنازة البابوية الأخيرة في عام 2005، عندما شارك عشرات الملوك والرؤساء ورؤساء الحكومات مع أكثر من مليون شخص اكتظت بهم شوارع الفاتيكان لتوديع سلفه البابا يوحنا بولس الثاني.
وكان من المرجح أن تبقى مكانة بنديكت أقل من سلفه يوحنا بولس الثاني، الذي يُنسب إليه الفضل في المساعدة في إنهاء الحرب الباردة. لكن الفترة التي قضاها في المنصب طغت عليها إلى حد محاولات التغلب على مشكلات تجاهلتها الكنيسة أو أخفتها على مدى عقود سابقة، بما في ذلك الانتهاكات الجنسية الكثيرة من قبل رجال الدين.
واعترف بنديكت نفسه بأنه كان ضعيفا من الناحية الإدارية، وبعد ثماني سنوات في المنصب صدم بنديكت 1.3 مليار كاثوليكي في العالم باستقالته في عام 2013، عندما قال إنه لم تعد لديه القوة الكافية لقيادة الكنيسة بسبب "تقدمه في السن".