خاص|| المحاصرون في رفح.. مَن يقودهم وما هو مصيرهم؟
خاص|| المحاصرون في رفح.. مَن يقودهم وما هو مصيرهم؟
الكوفية لا تزال قضية عناصر كتائب القسام المحاصرين في باطن الأرض بالمناطق الشرقية لمدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة تتصدر المشهد، حيث تتعقد الأوضاع بشدة في ظل الحصار المطبق الذي يفرضه جيش الاحتلال على العشرات من عناصر كتائب القسام داخل شبكة أنفاق معقدة، وسط مفاوضات شائكة ومواقف متباينة حول مصير المحاصرين.

الكتيبة الشرقية
يتمركز عناصر القسام في المناطق الشرقية لمدينة رفح وهي من ضمن المناطق التي تخضع لسيطرة الاحتلال وفق اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، ويقدر عددهم بنحو 80 مقاتلًا موزعين على مجموعات تحت الأرض، أعلى رتبة بينهم قائد الكتيبة الشرقية، إحدى الكتائب الأربع في لواء رفح، ويدعى أبو أحمد البواب، يرافقه نائبه وعضو المجلس القيادي للكتيبة الشرقية.

عزلة في باطن الأرض
قضى المحاصرون شهورًا طويلة منعزلين تحت الأرض، في ظروف حصار وقصف وتجويع، ومن دون مأوى أو دعم، وبأدنى الإمكانات التي تكاد تبقي الإنسان على قيد الحياة، بينما واجهوا الاحتلال بإرادة لم تنكسر، ودافعوا عن الأرض والعرض، وسطروا "ملحمة البطولة والعزة بدمائهم".
ومع سريان اتفاق وقف إطلاق النار الحالي مطلع شهر أكتوبر الماضي، جرت مفاوضات لإخراجهم عبر ممر آمن، لكنها تعثرت وظل مصيرهم مجهولًا.

قصف مركز
خلال شهور الحصار، ركز الاحتلال قصفه على المناطق التي يتمركز فيها المقاتلين، ما أدى لقطع مسارات الأنفاق وانقطاع التواصل بينهم، راهن الاحتلال على نفاذ طعام المحاصرين تحت الأرض، وظل يراقب المنطقة في انتظار لحظة خروجهم.
ومع نفاد الطعام والمياه واستمرار الجوع والبرد والوحدة، ظلوا ثابتين على مواقفهم، متمسكين بصمودهم وإيمانهم بقضيتهم، وحين اضطر بعضهم للخروج بعد استنفاد كل وسائل الحياة، كانت قوات الاحتلال في انتظارهم، فاعترضتهم وقتلت بعضهم واعتقلت أخرين.

الخروج الأول
فجر يوم 21 نوفمبر 2025 خرجت مجموعة مكونة من 15 عنصرًا من تحت الأرض، على الفور رصدتهم طائرات الاحتلال وقصفتهم بعدد من الصواريخ، استشهد 6 منهم واعتقل 5 فيما فر 4 آخرين إلى باطن الأرض.

ملاحقة واعتقال
خلال أسبوع واحد، زعم جيش الاحتلال أنه قتل واعتقل نحو 50 مقاتلًا في حوادث منفصلة بعد خروجهم من الأنفاق جراء القصف المركز، ونشر صورًا وفيديوهات تظهر استهدافهم واعتقال عدد منهم.
أخر البيانات الصادرة عن جيش الاحتلال زعم فيها أنه قتل 30 مسلحا في الأنفاق الواقعة بمنطقة رفح خلف الخط الأصفر، مؤكدا جيش العثور على جثامين 9 مسلحين قتلوا في عمليات نفذها الجيش خلال الأيام الماضية للتعامل مع "البنية التحتية الإرهابية تحت الأرض وتدميرها بواسطة الغارات الجوية والمعدات الهندسية".

مصير مجهول
في ظل تعنت إسرائيل بحل أزمة عناصر القسام العالقين برفح، لا تزال جهود الوسطاء ومن بينهم مصر مستمرة لتسوية هذه القضية، إذ "تسعى مصر لحل مشكلة عناصر حماس المحتجزين داخل الخط الأصفر الذين تحاول حكومة الاحتلال استغلالهم لإفشال الاتفاق.
وحملت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، الاحتلال الإسرائيلي مسؤولية أي اشتباك يقع مع عناصرها العالقين في مدينة رفح.

وقالت "القسام" في بيان، "يتحمل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الالتحام مع مجاهدينا في رفح الذين يدافعون عن أنفسهم داخل منطقة خاضعة لسيطرته".
وتابعت: "لا يوجد في قاموس كتائب القسام مبدأ الاستسلام وتسليم النفس للعدو".
وبينما اعتبرت حركة حماس ما حدث للمحاصرين خرقًا فاضحا لاتفاق وقف إطلاق النار، قدم الاحتلال عرضًا يقضي بتسليم أنفسهم ونقلهم للسجون الإسرائيلية مع إتاحة إمكانية إطلاق سراحهم مستقبلًا.