غزة – عمرو طبش: استطاعت مجموعة من الفتيات في عمر الزهور في قطاع غزة، العمل بنجاح في مهنة فني طاقة شمسية، التي كانت حكراً على الرجال، خاصةً أنها تحتاج إلى الكثير من الأعباء والعمل الميداني على أسطح البنايات والمؤسسات تحت أشعة الشمس، ولكنهن خلال مدة وجيزة أثبتن حضورهن في هذا العمل.
وعلى الرغم مما تتعرض له الفتيات من انتقادات سلبية وتنمر من قبل المجتمع الغزي، إلا أنهن أصررن على العمل والنجاح في هذه المهنة، لمنافسة فئة الشباب الذين يعملون بها بكل قوة وعزيمة.
وعبرت غادة كريم، إحدى الفتيات اللواتي يعملن في الطاقة الشمسية لـ"الكوفية" عن فخرها بكونها وزميلاتها أول فريق للفتيات مكون من 4 أفراد يعملن في مهنة شاقة تقتصر على فئة الشباب، ألا وهي فنيات الطاقة الشمسية، خاصةً في ظل تكدس أعداد الخريجين وانتشار البطالة في قطاع غزة.
وأوضحت، أنها على الرغم من دخولها تخصص تجارة إنجليزي في الجامعة الإسلامية، إلا أنها خاضت تجربة جديدة بدخول تخصص آخر وهو فني طاقة شمسية في كلية مجتمع غزة التابعة للأونروا، نظراً لأنه هذا المجال جديد وأقلية يعملون به.
تشجيع أسري
ونوهت "غادة" إلى أنها في البداية لم تكن مقتنعة بالعمل في هذا المجال، ولكن عندما دعمها والدها وشجعها، قررت النجاح في هذا المجال، خاصةً أنها كانت تستخدم الأدوات الكهربائية بشكل بسيط، مبينةً أنها بعد أسبوع من التدريب العملي، شعرت بنفسها بأنها في المكان الصحيح، وقادرة على الإبداع فيه.
وأشارت الى أن "الشيء الجديد والمميز في هذا المجال، أنه متاح للجميع ولم يعد قاصرا على على الشباب، مضيفة، "احنا في عصر التكنولوجيا فشي فرق بينا وبين الشباب، وفي مجال الطاقة أثبتنا أننا وياهم واحد في الانتاجية والجودة والمخرجات".
وقالت "غادة" إنهن بعد فترة من التدريب النظري والعملي في الكلية، استطعن الحصول على وظائف في سوق العمل مباشرة، ولكن في البداية شعرن بالخوف، خاصةً أنهن بكيف سيواجهن المجتمع؟، وفي نفس الوقت بكيف سيثبتن أنفسهن بأنهن قادرات على العمل في هذا المجال مثل الشباب؟.
تنمر ونظرة سلبية
وبينت أن فئة كبيرة من المجتمع تنمرت عليهن، خاصةً أنهن فتيات يعملن في مهنة شاقة وتقتصر فقط على الشباب بنظرهم، متابعةً " كانوا يحكوا أنتِ كبنت كيف بدك تطلعي على السطح والسلم وهاي كهرباء خطيرة".
وأكدت أنهن استطعن إثبات أنفسهن في هذا العمل، بتغيير نظرة المجتمع السلبية في فترة وجيزة، من خلال تحديهن لكل المعيقات والصعوبات التي واجتهن، بكل شغف وعزيمة وإصرار.
مهنة شاقة
وبينت أنهن يذهبن الى الشركة اللواتي يعملن فيها الساعة الثامنة صباحاً، كي يجهزن جميع أدواتهن ومعداتهن بشكل كامل، حتى يتثنى لهن الخروج إلى مكان العمل،، منوهةً إلى أنه قبل البدء في العمل بيوم واحد، يكون الحداد قد جهز تركيب الهيكل الخارجي المصنوع من الحديد، وبعد ذلك يضع الخلايا الشمسية، ومن ثم يبدأ عملهن في الخلايا.
وأضافت، "احنا عملنا لم يقتصر فقط على تركيب الخلايا وتوصيل الأسلاك والأجهزة وعمل البرمجة وتصميم الهيكل وتركيب الطبلونات وفحص قوة الكهرباء، بل احنا بنقدر نعمل كل حاجة من ناحية استخدام جميع المعدات بشكل ممتاز، حتى اذا كان في خلل خارج عن اطار عملنا نستطيع حله بدون الاستعانة بالمختص".
وأشارت إلى أن تركيب الخلايا الشمسية يختلف من مكان إلى آخر، حسب حجم النظام الذي سيتم تركيبه، موضحةً " في أنظمة الـ5 كيلو تحتاج لتركيب وتوصيل الخلايا فقط ليوم واحد، ولكن هناك أنظمة كبيرة من 30 إلى 80 كيلو، تحتاج إلى أربعة أيام".
حلم
وتطمح كريم في أن تسافر وتستكمل دراستها في شركات عالمية كمثل، sma الألمانية، حتى تكون سفيرة للطاقة، ونموذج لأي فتاة طموحة، بالإضافة إلى إنشاء شركة خاصة بتركيب الخلايا الشمسية في قطاع غزة، وأن يكون جميع طاقمها فتيات.