غزة: أكد الأسير مروان البرغوثي، أن حركة فتح لن تكون إلا في مقدمة الصفوف للدفاع عن شعبها، فهذا واجبها وهذا دورها وهذه مكانتها المعمدة بالدم الطاهر والتضحيات الكبيرة والمستمرة.
وفي رسالة صدرت عن مكتبه، دعا البرغوثي إلى اتخاذ خطوات فورية لإعادة بناء منظمة التحرير وضمان انضمام حركتي حماس والجهاد الإسلامي إليها وتتويج هذه المرحلة المشرقة من النضال الفلسطيني بالشراكة الكاملة في القرار والميدان وأن تكون منظمة التحرير بيت الكل الفلسطيني للحفاظ على وحدة المصير والأرض والشعب والقضية.
نص الرسالة:
يتوجه القائد مروان البرغوثي إلى جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم بمختلف قواه وفصائله وقطاعاته في ساحات القدس وقطاع غزة والضفة الغربية وفي فلسطين 1948، بتحية الإكبار والفخر والإجلال في هذه الأيام المصيرية التي يسطر فيها شعبنا ملحمة المقاومة والصمود والوحدة في مواجهة المشروع الاستعماري الصهيوني، ويعيد العلاقة مع الاستعمار إلى وضعها الطبيعي ومربعها الأول، فهي علاقة مقاومة ورفض واشتباك ومقاطعة وليست علاقة تعايش ومساومة ومهادنة ولا يمكن أن تكون كذلك.
وقال في رسالة صدرت عن مكتبه، إننا نعيش مرحلة مصيرية لمستقبل قضيتنا ونضالنا، وقد أعلن شعبنا العظيم في كل أماكن تواجده أن بوصلته ووجهته كانت وستبقى دوماً مدينة القدس تاج الأمة وقلبها النابض والعاصمة الأبدية للشعب الفلسطيني، فلا تردد بالموقف عندما تنتهك حرمات المسجد الأقصى ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية وعندما يحاصر أهلنا المقدسيين ويُشرع في تهجيرهم من بيوتهم وأحياءهم ومدينتهم ومحاولة الاستفراد بأهلنا في حي الشيخ جراح، فالمقدسيون هم حراس المدينة وخط الدفاع الأول عن الأمة، ولا تباين بالمواقف عندما يتجه الاستعمار الصهيوني المجرم لتنفيذ مخططات القتل والتهجير لأبناء شعبنا في الأراضي المحتلة عام 48 الذين صنعوا ملحمة الوحدة والإنتماء ووقفوا بكل كبرياء ووعي وثقافة وطنية أمام نظام القمع والتمييز والعنصرية.
وأضاف، في ظل ملحمة المقاومة والصمود والكرامة التي يسطرها شعبنا، وعلى الرغم من الألم والقهر على ما لحق بالأبرياء والأطفال والنساء العزل من أبناء شعبنا الصابر المحتسب خاصةً في قطاع غزة الحبيب الذي عانى كل أنواع الحصار والدمار، وفي هذا اليوم الذي تحلّ فيه ذكرى النكبة الأليمة والمريرة نجدد دعوتنا إلى التمسك بالوحدة الوطنية والأهداف التي نزفت من أجلها الدماء الطاهرة على امتداد وطننا فلسطين، والالتفاف حول المقاومة ومساندتها، والتقدم إلى الأمام حفاظا على الحلم المقدس بالحرية والعودة والاستقلال ، كما ندعو إلى اتخاذ خطوات فورية لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وضمان انضمام حركتي حماس والجهاد الإسلامي إليها وتتويج هذه المرحلة المشرقة من النضال الفلسطيني بالشراكة الكاملة في القرار والميدان وأن تكون منظمة التحرير بيت الكل الفلسطيني للحفاظ على وحدة المصير والأرض والشعب والقضية.
وتوجه في ذكرى النكبة المريرة بكل التحية إلى اللاجئين الفلسطينيين في الوطن والشتات، في المنافي القريبة والبعيدة، إلى القابضين على حق العودة إلى وطنهم وبيوتهم وأراضيهم ومدنهم التي شردوا منها بقوة القتل والمجازر والإرهاب الصهيوني، مؤكدين لهم أن حلم العودة بات أقرب من أي وقت مضى، وسيتحقق بإذن الله مهما بلغت التضحيات والمعاناة.
إننا نشدّ على أيدي المقاومة بكل مكوناتها وقواها وتجلياتها، ونشد على أيدي أولئك الأبطال القابضين على الحق المصممين على النصر، ونؤكد أن حركة فتح حامية المشروع الوطني ومفجرة الثورة الفلسطينية المعاصرة لن تكون إلا في مقدمة الصفوف للدفاع عن شعبها، فهذا واجبها وهذا دورها وهذه مكانتها المعمدة بالدم الطاهر والتضحيات الكبيرة والمستمرة، ونتوجه بكل التحية إلى أبناء حركة الشبيبة، ربيع فتح المتجدد ورهان المستقبل، فأنتم حملة الأمانة والراية.
كما ندعو أبناء الحركة الأوفياء إلى صيانة الوحدة الوطنية ومنع الإلتفاف على وحدة شعبنا التي تحققت في الميدان، ومنع حرف البوصلة وتبهيت موقف الحركة من قبل قلة من أصحاب المصالح الفئوية الضيقة والاستمرار بقيادة النضال الفلسطيني على كافة المستويات، إن نهج فتح هو وحدة الشعب والأرض و المصير والمقاومة والشراكة في القرار والميدان على أرضية التمسك بثوابت شعبنا ومصالحة العليا وحقوقه الشرعية غير الخاضعة للمساومة.
ختاماً، نتوجه بتحية الإكبار والاجلال إلى كل شعوب أمتنا العربية والاسلامية والأحرار في العالم الذين بادروا إلى الوقوف إلى جانب شعبنا ومساندته والتضامن معه بمختلف الأشكال والأساليب المتاحة، وفي مقدمتهم تلك الجماهير التي تداعت إلى حدود فلسطين من الأردن ولبنان نصرة ومساندةً وتضامناً وقدمت الشهداء والجرحى، كما نثمن الدور والجهود التي تقوم بها جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية ودولة قطر لوقف العدوان الوحشي، وندعو العالم كله إلى الوقوف عند مسؤولياته بوقف العدوان المجرم على شعبنا ومقدساتنا ووقف المجازر المرتكبة بحق قطاع غزة وأهلنا المحاصرين المظلومين فيه، وندعو للتحضير لأوسع جهد فلسطيني وعربي ودولي يضمن رفع الحصار الفوري وإعادة الإعمار ورفع الظلم عن قطاع غزة الشامخ.