أجمل وأدق وصف للقبول بالأمر الواقع.. والتعايش مع الاحتلال.. ومساكنة قتلة الانبياء والمرسلين هو: بمثابة النوم مع الافعى الصهيونية..!
الافعى قد تخدعك احيانا.. بلين ونعومة ملمسها.. واستسلامها.. ولكنها سرعان ما تنقض عليك في لحظة غدر وقوة.. فتلدغك لدغة مميته.. تسلمك للردى..!!
موجبات هذه المقدمة هي: ان العدو الصهيوني يراهن على اجبار الشعب الفلسطيني القبول بالامر الواقع. ورفع الراية البيضاء، بعد الجنوح الى الاستسلام، والخروج من خنادق المقاومة، بعد تطليقها بالثلاثة..!!
هذا الواقع المذل الذي يعمل العدو على فرضه، هو جزء من الايدلوجية الصهيونية.. القائمة على مقولة.."الكبار يموتون والصغار ينسون..!!"
ورغم فشل هذه الايدلوجية الذريع.. بدليل استمرار نضال الشعب الفلسطيني لاكثر من مائة عام ويزيد..!! الا ان العدو لم ييأس ولا يزال مصرا على فرض الامر الواقع..
ومن هنا.. فهو يعمل وبمساعدة حليفته اميركا على خلق حالة من اليأس والاحباط، تدفع الشعب الفلسطيني للقبول بهذا الواقع الكارثي..!!..
وهذا يفسر رفض العدو المتواصل الاعتراف بالحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني وحقه في تقرير المصير..
وبوضع النقاط على الحروف.
فلقد تنكر «وعد بلفور" المشؤوم لهذه الحقوق.. ودعا صراحة الى اقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.. ولم يدع الى اقامة وطن للشعب الفلسطيني في ارضه ووطنه..
واستتباعا لهذا الاجحاف القاتل.. جاء صك الانتداب البريطاني على قلسطين متناغما مع الوعد المشؤوم.. اذ اشترط اقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.. وهكذا كان..!!
مؤامرة «صفقة القرن" الاميركية - الصهيونية اكدت ان واشنطن وتل ابيب تعملان معا لفرض استراتيجية الامر الواقع، واجبار الشعب الفلسطيني القبول بهذه الاستراتيجية، والتي تتلخص بجملة واحدة، نص عليها قانون القومية الصهيوني وهي: ان لا حق للشعب الفلسطيني في اقامة دولة في فلسطين ولا حق له في ممارسة حق تقرير المصير، والحق هذا منوط فقط باسرائيل.. ففلسطين ارض اسرائيلية من البحر الى النهر حسب تعبير القانون المذكور..!!
ان رفض سياسة الامر الواقع التي ينتهجها العدو.. ويعمل على تجذيرها في ارضنا المحتلة، لاقتلاع شعبنا من جذوره.. يستدعي التمسك بالمقاومة.. باعتبارها مسألة حياة او موت.. وجسرا للعبور من غرفة الانعاش الى صخب الحياة.. الى الكرامة.. وهذا يستدعي نسف كل مخططات التعايش ومساكنة الاحتلال.. وتحويل كل حجر وكل شجرة في فلسطين الى لغم يمزق العدو ويحيله إلى أشلاء..
فأرض فلسطين حصرا للشعب الفلسطين وترفض القسمة على اثنين.. واي تنازل عن ذرة واحده من ترابها الطهور هو خيانة عظمى.
وعلى الباغي تدور الدوائر..
الدستور