القاهرة: أكد الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي، أن تراجع القضاء الإسرائيلي عن قرار السماح للمستوطنين المتطرفين بأداء صلوات صامتة في المسجد الأقصى، يعد انتصار كبير للشعب الفلسطيني معزز بردود فعل عربية ودولية.
وأوضح في برنامج " حوار الليلة" الذي يقدمه الإعلامي يحيي النوري عبر شاشة " الكوفية"، أن أحد المتطرفين اليهود من جماعة المعبد، بد أن أبعدته شرطة الاحتلال عن باحات المسجد الأقصى، رفع قضية في محكمة الصلح وتّحصل على قرار بالصلاة الصامتة.
وأشار إلى أن الشرطة الإسرائيلية قدمت استئناف على القرار ما أدى إلى إلغاؤه، لافتًا إلى أن الاحتلال يحاول فرض أمر واقع جديد في المسجد الأقصى.
وقال ياغي، "ازدادت وتيرة الاقتحامات للمسجد الأقصى مع حكومة نفتالى بينيت، ولكن المرابطون لهم الدور الأبرز في التصدي للمستوطنين"، مشيرًا إلى أن حكومة بينيت يمينية وغالبية الأصوات الداعمة له من المستوطنين المتطرفين.
وأضاف، "المسجد الأقصى قنبلة موقوتة ستنفجر في وجه الاحتلال، إذا حاول تغيير الوضع القائم"، منوهًا إلى أن إلغاء القرار جاء لوعي الشرطة الإسرائيلية أنه سيؤجج الوضع وسيستفز مشاعر المسلمين.
وأشار ياغي إلى أن 3500 متطرف يهودي اقتحموا المسجد الأقصى خلال أسبوع "عيد العرش"، وأقيمت بعض الصلوات ونفخ في البوق، مبينًا أنهم تعاملوا مع الأقصى على كمعبد.
وأردف، " وضع تشريع يضيف صبغة قانونية ويعطى لليهود الأحقية، ولولا إلغاء هذا القرار لكانت هناك سابقة قانونية".
وطالب ياغي السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير بالتنسيق مع الأردن والتحرك لوضع النقاط على الحروف بما يتعلق بالمسجد الأقصى.
من جانبه، أكد الكاتب والمحلل السياسي حمادة فراعنة، أن هناك برنامج تدريجي من قبل المستعمرة الإسرائيلية، تنفذه من خلال الاقتحامات اليومية التي باتت تقليدية.
وأشار إلى أن لقاء العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، برئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالى بينيت، لم يحقق أي نتيجة على الإطلاق خاصة في وقف اقتحام المسجد الأقصى، ووقف الاستيطان، وفتح طاولة التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وأكد فراعنة على أن صمود أهالي القدس المحتلة والداخل المحتل، له الدور الكبير في التصدي للاحتلال، مؤكدًا ضرورة الدعم العربي والإسلامي والمسيحي لهم.
وقال، "غزة لا تملك تحقيق فعل حقيقي ملموس إلا بمسيرات العودة التي توقفت بقرار سياسي، وفي الضفة يحول التنسيق الأمني يحول دون تحقيق خطوات ملموسة".
وأضاف، " الوصاية الهاشمية وجهود المملكة الأردنية الهاشمية غير كافية، ولابد من روافع مساندة رادعة عربية ودولية"، مشددًا على ضرورة الكفاح الشعبي الفلسطيني.
بدوره، أكد خطيب المسجد الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس عكرمة صبري، أن الاحتلال ماض في انتهاكاته ضد المسجد الأقصى ولا يوجد ما يردعه.
وقال، "المحكمة الإسرائيلية ليست صاحبة اختصاص لإصدار أي قرار يتعلق بالمسجد الأقصى، فالأقصى مرتبط بقرار رباني إلهي".
وحول ردة الفعل العربية والفلسطينية، أشار إلى أنهم اكتفوا بالبيانات والاستنكارات، مؤكدًا ضرورة التحرك العربي والدولي لنصرة المسجد الأقصى.
ولفت إلى أن الدعوات لشد الرحال إلى المسجد الأقصى مستمرة، والمقدسيون يدافعون عن أقصاهم وفق إمكانياتهم.
ومن جهته، أكد المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع، أن إلغاء محكمة الاحتلال قرار الصلاة الصامتة في باحات المسجد الأقصى، يعد انتصار للشعب الفلسطيني.
وقال، " إلغاء القرار يدل على حالة الدفاع المستمرة من الشعب الفلسطيني الذى وصل رسالته للاحتلال بأنه لن يسمح له بتمرير أي قرار".
وأضاف القانوع، "القرار الذى اتخذ باطل، والاحتلال سيتحمل نتائج القرارات المستفزة لمشاعر المسلمين".
وأشار إلى أن المسجد الأقصى وحد الشعب الفلسطيني في معركة "سيف القدس"، لافتًا إلى أنه صمام الأمان للشعب.
وتابع، "نحن في معركة مفتوحة واشتباك دائم للدفاع عن الأقصى، والمقاومة وحدت الشعب"، مؤكدًا أن القضايا الوطنية تلغى الانقسام.
وطالب بضرورة دعم صمود الشعب الفلسطيني في الضفة والداخل المحتل، لافتًا أن إعادة ترتيب الفلسطيني وتوحيد الصف يتحمل مسؤوليه الرئيس عباس.