القدس المحتلة: تباينت المواقف بين مؤيد ومعارض، للقاء وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وسط اتهامات موجهة لغانتس بأنه يسعى لتقليد نموذج إسحق رابين رئيس الوزراء الراحل حين بدأ مفاوضاته مع منظمة التحرير الفلسطينية، تمهيدًا لإنجاز اتفاق أوسلو.
من جانبها، قالت خبيرة الشؤون الحزبية الإسرائيلية موران أزولاي، في مقالها بصحيفة يديعوت أحرونوت، إن "محمود عباس لم يكن منذ فترة طويلة سلعة للتسويق في الشارع السياسي الإسرائيلي، ولا حتى في الشارع الفلسطيني على ما يبدو، مما يطرح السؤال حول ما الذي أراده غانتس من لقائه به، ويؤكد لإعادة استخدام المقولة الشهيرة لوزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، بأن إسرائيل ليس لديها سياسة خارجية، بل سياسة داخلية فقط".
وأضافت، أن "لقاء عباس- غانتس هو في الواقع حدث داخلي لمعسكر يسار الوسط كجزء من الجهود المبذولة من أجل هوية الزعيم الإسرائيلي القادم، وهي حركة تستهدف عيون وآذان وقلب الجمهور المرتبط بحزب أزرق-أبيض وباقي معسكر يسار الوسط، وربما يسعى غانتس من خلال لقائه بعباس على الاستقرار في معركته الشخصية مع باقي شركائه في الحكومة، وخصومه من خارجها، حول من سيرأس المعسكر السياسي الذي سيحكم في الفترة القادمة".
وتابعت، "الملفت للنظر، أن هناك شبه إجماع إسرائيلي على الأبعاد الداخلية للقاء عباس- غانتس، لاسيما رغبة الأخير بترميم أوضاعه الداخلية، والتأهل للانتخابات القادمة، وربما محاكاة تجربة إسحاق رابين، ومع ذلك خرج حسين الشيخ الوزير الفلسطيني الذي شارك في الاجتماع، بزعمه أن السلطة الفلسطينية تسعى لصناعة التاريخ مع الحكومة الإسرائيلية، كما فعلنا مع رابين".
وأردفت أزولاي، " في الوقت ذاته، فإن لقاء عباس-غانتس يأتي في ذروة خوضه معركة من أجل قيادة معسكر يسار الوسط خلف الكواليس، ويبدو مصممًا على إصلاح الأضرار التي خلفتها شراكته مع بنيامين نتنياهو في الحكومة السابقة، ويأتي اجتماعه بعباس كجزء من هذه الجهود، ولعل أفضل طريقة لذلك تأتي من خلال احتضان السلطة الفلسطينية ورئيسها، الذي يجد نفسه محشورا في الزاوية".
وأشارت إلى أن التباين الجاري في الساحة السياسية الإسرائيلية حول لقاء عباس-غانتس بعد أيام على انعقاده يعود إلى أسباب داخلية وخارجية، فالأولى تتعلق برغبة غانتس الاستقواء بالملف الفلسطيني لترميم أوضاعه الحزبية من جهة، ومن جهة أخرى التقدير الإسرائيلي السائد بأن أي اختراق سياسي مع الفلسطينيين لن يكون قريبا، على الأقل في ضوء تباعد المواقف السياسية بين الجانبين.