- الصحة اللبنانية: 4 شهداء و23 مصابا بغارة إسرائيلية عنيفة على منطقة البسطا في بيروت
- مصابون جراء غارة إسرائيلية على منطقة البسطة بوسط العاصمة اللبنانية بيروت
نقف اليوم "أمس" أمام ذكرى مرور عام على اقتحام عصابات الرئيس الجمهوري السابق المهزوم مبني الكابيتول، والذي كسر هيبة ومكانة الديمقراطية الأمريكية، وعمق الشرخ بين العنصريين البيض وباقي قطاعات الشعب الأمريكي بما في ذلك البيض من اللا عنصريين.
وكان هدف دونالد ترامب البقاء في كرسي الحكم، ورفض الاعتراف بنتائج الانتخابات الرئاسية حتى آخر لحظة، رغم إعادة الفرز في أكثر من ولاية، وإقرار العديد من المحاكم الفيدرالية وفي نطاق الولايات بفوز الديمقراطي جو بايدن.
ومع ذلك بقي الافنجليكاني المسكون بكرسي الحكم، وعقدة العظمة رافضًا الاعتراف بالهزيمة، ومتهما الاخرين بتزوير الانتخابات حتى يوم الدنيا هذا، ليس هذا فحسب، انما رفض مجرد حضور التسلم والتسليم للسلطة، وارسل نيابة عنه نائبه. وهو دليل على عدم اعترافه بالنتائج، وبمعايير العملية الديمقراطية.
وكان الملياردير قرر عقد مؤتمرًا صحفيًا اليوم الخميس في فلوريدا بالمناسبة السنوية لاقتحام مبنى الكابيتول، ولاعادة الترويج لبضاعته الفاسدة، والتأكيد على انه الفائز، والدفاع عن المجرمين الذين اقتحموا مبنى البرلمان، وأيضا لتقديم نفسه من الان كمرشيح للحزب، لعدم وجود مرشح بديل حتى الان.
لكنه أمس وعشية موعد عقد المؤتمر اعلن عن الغائه حسب وكالة "اسوشيتد برس". وبرر ذلك في بيان الإلغاء بالقول "على ضوء التحيز الكامل، وانعدام النزاهة" اللذين برهنت عليهما كل من اللجنة البرلمانية، التي تحقق في ملابسات اقتحام مقر الكونغرس ووسائل الاعلام المضللة." ووصف هزيمته ب"جريمة القرن"، رغم ان الفارق بينه والرئيس بايدن سبعة ملايين صوت، فضلا عن ترجيح كفة المجمع الانتخابي لصالح الأخير. ومع ذلك لم يقدم ترامب دليلا واحدا على صحة اتهامه، مجرد تهويش وافتراء على الحقيقة وشكل من اشكال الارهاب المعنوي، واثارة العصبية العنصرية في أوساط أنصاره من عصابات البيض.
وتعويضًا عن المؤتمر الصحفي أعلن رجل العقارات، انه سيلقي خطابا في ولاية ايرزونا امام تجمع من أنصاره يوم الخامس عشر من يناير الحالي، لذات الأهداف والغايات، وليدافع عن خياره وانصاره من العصابات العنصرية، وليواصل ممارسة تغوله على المجتمع الأميركي عموما والديمقراطيين خصوصا، والدليل انه لم يتراجع قيد انملة عن عقدة النقص والهزيمة، التي طالته في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر 2020. وكان الاجدر بالرئيس السابق إذا كان معنيا بترشيح نفسه لجولة جديدة، ان يعتذر من الشعب الأميركي، ومن مجلسي النواب والشيوخ. بيد انه لا يعرف التواضع، ويعميه الغرور والغطرسة تلازم كل سلوكياته.
ورغم افتضاح امره، وانكشاف مراميه الإرهابية، والمتناقضة مع أبسط معايير الديمقراطية، إلا أن قطاعًا لا بأس به من الجمهوريين مازال يركض لاهثا خلفه، لان الحزب يعاني من غياب البديل الكاريزماتي؛ وكون ترامب الأكثر وضوحًا وفجورًا في عنصريته، وتعبيرا عن عدائهم للديمقراطية، ولخشية الجمهورين من السود والملونين. لا سيما وان افاق استعادتهم للاغلبية في المجلسين باتت صعبة وفي تراجع، لان المناهضين للعنصرية يتضاعف حضورهم ومكانتهم في المجتمع الاميركي، وحسب بعض المصادر الأميركية، تصل نسبتهم40% من مجموع المصوتين. مع ان بعض الجمهوريين تمكنوا من تحقيق إنجازات نسبية في انتخابات بعض المدن المحسوبة على الديمقراطيين تاريخيا.
وبالتلازم مع هذه التطورات، طلبت لجنة مجلس النواب المكلفة بالتحقيق في اقتحام مبنى الكابيتول العام الماضي من مذيع شبكة "فوكس نيوز" "شون هانيتي" الإجابة عن أسئلة بعضها يتعلق باتصالات جرت بينه وبين الرئيس المهزوم في يوم الهجوم على مقر المجلسين الموافق 6 يناير 2021. وارفقت ذلك بطلب من المذيع بتقديم إجابات عن اتصالات بكبير موظفي البيت الأبيض السابق، مارك ميدوز واخرين لهم علاقة بالاحداث. ولم تتوقف طلبات لجنة التحقيق عند هذا الحد، بل طالبت في وقت سابق "أكتوبر الماضي 2021" بسجلات مصرفية تتيح لها فهما أوسع لاسباب اندلاع العنف والفوضى في ذلك اليوم، ليس هذا فحسب، وانما للوقوف على الممولين للعملية الإرهابية، ولوضع الأصابع على دور الرئيس ترامب وأقرانه من قادة الحزب الجمهوري والممولين له من اقطاب العنصريين في الولايات المختلفة، وللإلمام بكل تفاصيل العملية الخطيرة، التي اصابت الديمقراطية الأميركية في مقتل.
مجددًا يعود ترامب للمشهد راكبا موجة عنصرية أشد فتكًا مما كانت عليه أثناء ولايته السابقة 2017 / 2021، وهو يلوح بعصا غليظة في وجه الديمقراطية الأميركية، ووجه الملونين والسود الاميركيين، وبالتالي في وجه الشعب بمعظمه. وقد يلجأ وانصاره في الكونغرس ومجلس الشيوخ لسن قوانين أكثر عنصرية تحد من تصويتهم "الملونين والسود" وتقليص دورهم الديمقراطي بهدف حماية العنصرية البيضاء الخطر المتصاعد على مستقبل المجتمع الأمريكي.
وبالنتيجة هناك أكثر من خطر تتعرض لهما بلاد العم سام الأول العنصرية القديمة المتجددة والمهددة الفعلية للديمقراطية، والثاني الأعاصير، والثالث التحديات الصينية الروسية، ويتلازم معهما تراجع مكانة الولايات المتحدة العالمية في الخارطة السياسية الدولية. وهو ما يفتح الشهية للاستنتاج بالقول، ان شمس اميركا آخذة في المغيب التدريجي، لانها تتجه بخطى حثيثة نحو حرب أهلية جديدة حتى لو تأخر اندلاع شرارتها. مع اني اعتقد ان عوامل انفجارها قاب قوسين أو ادنى.