خاص: منذ تأسيسها أواخر عام 1971 على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تسجل دولة الإمارات العربية موقفًا تلو موقف، لتضيف في كل يومٍ سطرًا جديدًا في سجلٍ حافلٍ بالدعم والمساندة لفلسطين الأرض والإنسان.
كثيرة هي المواقف السياسية الإماراتية الداعمة للقضية الفلسطينية، تشهد عليها أروقة المحافل الدولية، في الأمم ومنظمة اليونسكو، وجامعة الدول العربية، وغيرها.
فقد أولت الإمارات العربية المتحدة اهتمامًا خاصًا في دعم قطاع الإسكان في غزة والضفة والقدس المحتلة، واهتمت في بناء المدن السكنية، فأنشأت مدينة الشيخ زايد في شمال قطاع غزة، والحي الإماراتي في خانيونس، ومدينة الشيخ خليفة في رفح، وضاحية الشيخ زايد في القدس المحتلة، وكان لها جهودًا كبيرة في إعادة إعمار مخيم جنين بعد أن دمره الاحتلال الإسرائيلي.
مدينة الشيخ زايد
تقع مدينة الشيخ زايد شرق مدينة بيت لاهيا وشمال منطقة تل الزعتر في جباليا شمال قطاع غزة، وتتكون من 70 بناية تضم 736 وحدة سكنية، مساحة الوحدة 107 أمتار مربعة، إضافة إلى إنشاء مدرستين ومسجد وحديقة وملعب كرة قدم خماسي ومرافق أخرى.
وتعد الشيخ زايد، واحدة من أجمل مدن القطاع التي تبرعت ببنائها دولة الإمارات العربية المتحدة قبل 17 عامًا، حيث تم تخصيص قطعة أرض تزيد على 6 كم مربع شمال قطاع غزة، وحملت اسم الشيخ زايد طيب الله ثراه.
تم افتتاح المدينة في 7 مايو/أيار عام 2005، بعد عمل استمر 3 سنوات بإشراف مباشر من الهلال الأحمر الإماراتي، بتكلفة 220 مليون درهم إماراتي.
الحي الإماراتي
يقع الحي الإماراتي في خانيونس جنوب قطاع غزة، وكان له أثر كبير في تحسين ظروف سكان قطاع غزّة، وتضمّن المئات من الوحدات السكنية لآلاف الأسر الفلسطينية التي عانت ويلات التشرّد والحرمان، بعد أن دمر الاحتلال منازلهم.
ويتكوّن الحي الإماراتي من 600 وحدة سكنية بجانب أعمال البنية التحتية التي شملت الطرق الداخلية وشبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والاتصالات، وذلك بتكلفة بلغت 101 مليون و758 ألف درهم 72 مليوناً منها و358 ألف درهم تكلفة المدينة السكنية ومرافقها.
تم افتتاح مشروع الحي الإماراتي في خانيونس قبل 6 سنوات، لدعم استقرار الأسر الفلسطينية، التي تضررت مساكنها من الأحداث المتكررة التي شهدها قطاع غزة خلال السنوات الأخيرة.
مدينة الشيخ خليفة في رفح
سميت مدينة الشيخ خليفة، باسم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وأقيمت على أرض مستوطنة "موراغ" المحررة، شمال محافظة رفح، لإسكان المواطنين المهدمة بيوتهم.
أقيمت المدينة على مساحة مليون متر مربع، بتكلفة إجمالية تبلغ 100مليون دولار أمريكي، وعملت على إيواء 52 ألف مواطن دمر الاحتلال بيوتهم.
وضمت المدينة مساكن على مساحة 51% من الأرض، و10 مدارس ورياض أطفال، إضافة إلى عيادة مركزية ومساجد، ومركزًا ثقافيًا، ومساحات خضراء ومرافق للبنى التحتية الأخرى.
ضاحية الشيخ زايد
تقع ضاحية الشيخ زايد للمعلمين على مشارف أولى القبلتين، وتحديدًا في بلدة بيت حنينا، على مساحة قدرها 7000 متر مربع، وأقيمت في عام 2002، بهدف تعزيز صمود المعلمين في محافظة القدس، واستقرارهم.
أقيم مشروع الضاحية بمبادرة من زايد الخير، وكان طوق نجاة لمعلمي القدس، بعدما ضاقت بهم السبل، جراء صعوبة التنقل ما بين القدس ومناطق الضفة الفلسطينية، فوفر لهم هذا الصرح الاستقرار، وخفف عنهم معاناة التنقل بين حواجز الاحتلال العسكرية.
تم تنفيذ المشروع بتمويل هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، وبتكلفة 15 مليون درهم، وتم من خلاله بناء 58 شقة سكنية، وزعت على أعضاء جمعية إسكان المعلمين في القدس المحتلة.
صممت الضاحية على هيئة مبان منفصلة تبلغ مساحة الشقة الواحدة منها 100 متر مربع، إضافة إلى ملحقات فنية تزيد من روعة التصميم المعماري للضاحية.
إعادة إعمار مخيم جنين
بدعم إماراتي جاء بقرار من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تم إعادة إعمار مخيم جنين في الضفة الفلسطينية، والذي دمرته قوات الاحتلال الاسرائيلي في 3 إبريل/ نيسان 2002
واتخذ الشيخ زايد، قرارًا بتخصيص 27 مليون دولار، لإعادة إعمار مخيم جنين، فأمر ببناء 469 وحدة سكنية، وتم توقيع اتفاق إعادة إعمار المخيم في 20 يوليو/تموز 2002، بين جمعية الهلال الأحمر ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "أونروا".
بدوره، قال القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي د. عماد محسن، إن "للإمارات العربية الشقيقة دور مهم وبارز في دعم الشعب الفلسطيني في مختلف القطاعات بما في ذلك قطاع البنية التحتية، وتحديدًا قطاع الإسكان".
وأضاف في تصريحات لـ"الكوفية"، إن عطاء الإمارات مستمر منذ عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، وواصل من بعده أبناؤه الأكارم الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وولي عهده الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث أوليا فلسطين ذات الأهمية".
وتابع د. محسن، "امتد عطاء دولة الإمارات الشقيقة في قطاع غزة والضفة الفلسطينية والقدس المحتلة، فكانت مدينة الشيخ زايد في الشمال، الحي الإماراتي في خانيونس، مدينة الشيخ خليفة في رفح، ضاحية الشيخ زايد في القدس المحتلة، إضافة إلى جهود الإمارات في إعادة إعمار مخيم جنين".
وحول دعم الإمارات لقطاع غزة، قال د. محسن، "كان للإمارات دور كبير في إعادة إعمار ما دمرته يد الاحتلال الإسرائيلي الغاشمة في قطاع غزة، ففي عام 2014 كانت الإمارات أحد أكبر المانحين الدوليين لجهود إعادة إعمار القطاع"، مؤكدًا على أن الإمارات اختصت أهل غزة المحاصرين، الذين يدفعون ثمن الانقسام وعقوبات السلطة الفلسطينية الجائرة، في الرعاية والاهتمام.
وشدد د. محسن على أن القائد الوطني محمد دحلان قائد تيار الإصلاح الديمقراطي، حاضر بقوة في هذا المشهد، ويصل الليل بالنهار من أجل حث الأشقاء والأصدقاء حول العالم لتأمين إسناد ومناصرة الأهل في قطاع غزة والضفة الفلسطينية ومخيمات لبنان والقدس المحتلة.
وختم بالقول، "للقائد محمد دحلان، إسهامات كبيرة في هذا الجانب أبرزها المساعدات الإنسانية التي تقدمها دولة الإمارات المتحدة بجهوده، إضافة لتوظيفه علاقة الصداقة والمودة مع قادة الإمارات من أجل إسناد ودعم صمود أهله في قطاع غزة".
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي، ثائر عطيوي إن "كانت ومازالت دولة الإمارات العربية المتحدة خير داعم ومساند لفلسطين، فيدها ممدودة للخير منذ عقود"، لافتًا إلى أنها ساندت الشعب الفلسطيني في كافة المجالات الإنسانية والإغاثية والطبية والسكنية.
وأضاف عطيوي لـ"الكوفية"، أن "الإمارات لم تتخل عن غزة، ولطالما قدمت دعمها مباشرة للمتضررين وساهمت مع المنظمات الدولية في دعم اللاجئين"، مشيدًا بدورها الكبير في دعم القطاع الصحي بغزة لتجاوز آثار محنة كورونا؛ إلى جانب مشاريع الإعمار التي شملت قطاع غزة ومخيم جنين في الضفة الفلسطينية، وإنشاء ضاحية الشيخ زايد في القدس المحتلة.
وتابع أبو عطيوي، "احتلت معاناة سكان غزة مساحة كبيرة في فكر وتوجهات قيادة الإمارات الرشيدة التي لم تدخر وسعًا في تسخير الإمكانات من أجل مساندتهم ومساعدتها على تجاوز الظروف الصعبة"
وختم أبو عطيوي، قائلًا، "مبادرات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، أضافت بعدًا جديدًا لدعم الساحة الفلسطينية التي تشهد تحديات إنسانية".
سطّرت دولة الإمارات العربية، مآثر خالدة على الأرض الفلسطينية بشكل عام وفي غزة بشكل خاص، فقد كان المواطن الفلسطيني صاحب أولوية لدى دولة الإمارات المتحدة وشعبها، إضافة للمواقف الثابتة تجاه القضية الفلسطينية في كل المحافل الدولية.
وما زالت دولة الإمارات سبّاقة بيدها الممدودة بالخير في دعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من معاناته.