الكوفية:خاص: تستخدم الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال، ورقة الإضرابات كإحدى أهم وسائل الضغط؛ لتحقيق مطالبهم، وقد خاض الأسرى الفلسطينيون عشرات الإضرابات الجماعية والفردية منذ عام 1968، آخرها ما زال مستمرًا حتى اللحظة حيث يواصل 500 أسيرًا إداريًا مقاطعتهم لمحاكم الاحتلال.
"الكوفية" ترصد في أبرز محطات الإضراب التي خاضها الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال في التقرير التالي..
مقاطعة محاكم الاحتلال
لليوم الـ50، يواصل نحو 500 أسير إداري مقاطعتهم لمحاكم الاحتلال الإسرائيلي، في إطار مواجهتهم سياسة الاعتقال الإداري، حيث تتخذ سلطات الاحتلال إجراءات عقابية ضد الأسرى المقاطعين لمحاكمها، كالحرمان من الزيارة، وتجديد الاعتقال الإداري لهم.
وتشكل مقاطعة محاكم الاحتلال إرباكًا لدى إدارة السجون، بحيث يصبح هناك انقطاع بينها وبين الأسرى، إضافة لتعريف الوفود الأجنبية التي تزور السجون كل فترة بقضية الاعتقال الإداري، وبالتالي تداولها وتسليط الضوء عليها، ونقلها للعالم".
يذكر أن الأسرى الإداريين اتخذوا في الأول من الشهر الماضي، موقفًا جماعيًا يتمثل بإعلان المقاطعة الشاملة والنهائية لكل إجراءات القضاء المتعلقة بالاعتقال الإداري "مراجعة قضائية، استئناف، عليا".
إضراب الكرامة 8 أبريل/نيسان 2019
شرع قرابة 150 أسيرًا فلسطينيًا في 8 أبريل/ نيسان 2019 بإضراب مفتوح عن الطعام والماء، في سجني ريمون والنقب، وأطلقوا عليه اسم "معركة الكرامة 2".
جاء ذلك بعد فشل جلسات الحوار بين إدارة سجون الاحتلال وممثلي فصائل وتنظيمات الحركة الأسيرة في معتقلات الاحتلال؛ بسبب تعنت إدارة السجون ومن خلفها المستوى السياسي الإسرائيلي في الاستجابة للمطالب الحياتية الإنسانية للحركة الأسيرة والمكفولة بكل الشرائع والقوانين الدولية.
في ذلك الحين لم تستجب الإدارة لمطالب الحركة الأسيرة، ومنها؛ إزالة أجهزة التشويش، وإعادة زيارات أهالي أسرى قطاع غزة، وعدم التوصل إلى تفاهمات واضحة حول تركيب أجهزة تلفونات عمومية بين أقسام السجون وإنهاء عزل الأسرى المعاقبين إثر الأحداث الأخيرة في سجن النقب الصحراوي، ووقف عمليات الاقتحام والتنكيل والإهمال الطبي بحقهم، وغيرها من مطالب.
إضراب الحرية والكرامة 17 أبريل/نيسان 2017
شرع 1500 أسير من أبناء حركة فتح في سجون الاحتلال في الـ17 من أبريل/نيسان 2017، بالإضراب المفتوح عن الطعام، وذلك لاستعادة العديد من حقوقهم التي سلبتها إدارة سجون الاحتلال؛ والتي حققوها سابقاً بالعديد من الإضرابات.
في اليوم الـ7 من الاضراب انخرط 40 أسيرًا في سجن "مجدو" و20 في سجن "ريمون" في معركة الحرية والكرامة إلى جانب رفاقهم من الأسرى المضربين، وفي اليوم السابع عشر والثامن عشر من الاضراب أعلن 100 أسيرًا من قادة فصائل العمل الوطني والإسلامي انضمامهم لمعركة الحرية والكرامة.
وفي اليوم الـ31 انضم 60 أسيرًا للإضراب المفتوح عن الطّعام في سجن "جلبوع"، وفي اليوم الـ34 التحق أكثر من 200أسير في سجون "نفحة"، "ريمون" و"إيشل" بالإضراب عن الطعام، نصرة لرفاقهم وفي اليوم الـ40 علق الأسرى إضرابهم المفتوح عن الطعام، بعد محادثات استمرت لمدة 20 ساعة بقيادة الأسير مروان البرغوثي، وانتهت بانتصارهم.
إضراب 24أبريل/نيسان 2014
في الـ24 من أبريل/نيسان 2014 بدأ نحو 120 أسيرًا فلسطينيًا إداريًا في سجون "مجدو وعوفر والنقب الإضراب المفتوح عن الطعام؛ احتجاجًا على استمرار اعتقالهم الإداري دون تهمة أو محاكمة، مطالبين بإلغاء سياسة الاعتقال الإداري.
وانضم إليهم في أوقات لاحقة العشرات من الأسرى الإداريين والمحكومين والموقوفين كخطوة تضامنية وإسنادية لمعركتهم، حتى تجاوز عدد المضربين عن الطعام 220 أسيرًا.
ونقل معظم الأسرى المضربين عن الطعام إلى المستشفيات الإسرائيلية؛ إيخليوف، وكابلان، وأساف هروفيه، وبرزلاي، وبلنسون، ولفسون، وسوروكا، وهعيمك، وبوريا؛ لتبقيهم سلطات الاحتلال مكبلين في أسرتهم.
بعد 63 يومًا علق الأسرى الإداريون إضرابهم المفتوح عن الطعام؛ بناءً على اتفاق مع قيادة استخبارات السجون الإسرائيلية، يقضي بوقف الإضراب وإلغاء كافة العقوبات التي فرضت على الأسرى مع بداية الإضراب، وإعادتهم بعد انتهاء فترة الاستشفاء إلى السجون التي تم نقلهم منها خلال فترة الإضراب، إضافة إلى الاتفاق على استمرار الحوار مع مصلحة السجون بشأن قضية الاعتقال الإداري.
إضراب 17 أبريل/نيسان2012
حين اعتقل الجندي الإسرائيلي "شاليط" أقرت حكومة الاحتلال؛ قانون سمي" قانون شاليط" وبموجبه تنفذ مصلحة السجون الإسرائيلية سلسلة من الإجراءات العقابية بحق الأسرى الفلسطينيين متذرعة بأن ما يحرم منه شاليط سيحرم منه الأسرى الفلسطينيين.
بناءً على ذلك أعلن يوم 17أبريل/نيسان "يوم الأسير الفلسطيني" موعد الإعلان عن معركة الأمعاء الخاوية.
وبدأ الإضراب بمشاركة تدريجية للأسرى وصل بعد أيام من بدء الإضراب عدد الأسرى المضربين ما يزيد عن 1500 أسير.
وقامت إدارة السجون بعمليات قمع ونقل وعزل الأسرى من أجل إجهاض خطواتهم لكن بقي تصميم الأسرى على المضي بالإضراب حتى تحقق مطالبهم وقد استمر الإضراب 28 يومًا.
وكانت أبرز مطالب الأسرى؛ إلغاء العزل الانفرادي والحد من سياسة الاعتقال الإداري والسماح بالزيارات لأسرى غزة وإلغاء قانون شاليط.
وقع الأسرى الفلسطينيون المضربون عن الطعام بتاريخ 14 مايو/أيار 2012، في سجن عسقلان اتفاقًا مع مصلحة السجون لإنهاء الإضراب، بعد الاستجابة لمطالب الأسرى برعاية مصرية. حيث أن السفير المصري كان مشاركًا في المفاوضات وأشرف على توقيع الاتفاق مع الأسرى.
وتم التوصل إلى الاتفاق بين ممثلين عن الاحتلال، بمشاركة رئيس الشاباك يورام كوهين، ومندوبين فلسطينيين بوساطة مصرية.
إضراب أسرى "الشعبية" 2011
استمر إضراب أسرى الجبهة الشعبية وبعض المعزولين 22 يومًا عام 2011؛ للمطالبة بوقف سياسة العزل الانفرادي.
بدأ بالإضراب أسرى الجبهة الشعبية على مراحل ولم تشارك السجون إلا بالتضامن باستثناء سجن جلبوع حيث شارك في الإضراب كاملًا وتم إيقاف الإضراب مع تطبيق الصفقة.
إضراب أسرى سجن "شطة" 2006
أضرب أسرى سجن شطة بتاريخ 10يوليو/تموز 2006 واستمر 6 أيام، وذلك احتجاجًا على تفتيش الأهل المذل على الزيارات ، وكذلك لتحسين ظروف المعيشة بعد تضييقات ظروف معيشتهم، وخصوصًا التفتيش الليلي المفاجئ.
إضراب سجن "هداريم" 2004
بدأ الإضراب في سجن هداريم في 15 أغسطس/آب، ودام شهرين ونصف، حيث شرعت معظم السجون في الإضراب المفتوح عن الطعام، ولحقت بها السجون التي تأخرت حتى الـ18 من الشهر نفسه.
أوقف سجن عسقلان وجلبوع الإضراب بعد 10 أيام من البدء به؛ أما سجون هداريم وأوهلي كيدار ونفحة فقد أوقفت إضرابها في اليوم الـ18 و أنهى سجن إيشل إضرابه في اليوم الـ19.
فشل الإضراب وحمَّل غالبية الأسرى قيادة الإضراب مسؤولية ذلك، والحقيقة أن قيادة الأسرى الفلسطينيين لم تكن موحدة حينذاك.
إضراب سجن "نيفي تريستا" 2001
أضرب سجن نيفي تريستا في 26 يونيو/حزيران2001، حيث خاضته الأسيرات واستمر لمدة 8 أيام متواصلة احتجاجًا على أوضاعهن السيئة.
الإضرابات من 1969-2000
وأهم هذه الإضرابات:
– إضراب سجن الرملة عام 1969 واستمر لمدة 11 يومًا.
– إضراب معتقل كفار يونا عام 1969، واستمر 8 أيام.
– إضراب سجن "نفي ترتسا" عام 1970 واستمر 9 أيام.
– إضراب سجن عسقلان عام 1970 واستمر 7 أيام، واستشهد فيه الأسير عبد القادر أبو الفحم.
– إضراب سجن عسقلان الشهير عام 1976 واستمر 45 يومًا.
– عام 1977 خاض أسرى سجن عسقلان إضرابا استمر20 يومًا.
– إضراب سجن نفحة عام 1980 استمر 33 يومًا. واستشهد فيه 3 أسرى وهم علي الجعفري وراسم حلاوة وأنيس دولة.
– إضراب سجن جنيد عام 1984 واستمر 13 يومًا، وفيه تم إنجاز إدخال جهازي الراديو والتلفزيون.
– إضراب سجن جنيد عام 1987 وشارك فيه 3 آلاف أسيرًا، واستمر لمدة 20 يومًا.
– عام 1988 خاض الأسرى إضرابًا لدعم الانتفاضة الأولى.
– إضراب سجن نفحة عام 1991 واستمر 17 يومًا.
– عام 1992 خاض الأسرى "إضراب سبتمبر/أيلول" الشهير واستمر 22 يومًا، وشارك فيه 7 آلاف أسيرًا.
–إضراب عام 1995 استمر 18 يومًا، وهي المدة ذاتها التي استغرقها إضراب عام 1996، ثم نفذ الأسرى إضرابًا عام 2000 استمر مدة شهر.
شهداء الإضرابات
شكل إضراب 1970 في سجن عسقلان انعطافة حادة باستشهاد عبد القادر أبو الفحم «أول شهداء الحركة الأسيرة»، ثم بدأت تتسع فكرة الاضراب وتأخذ منحى أكثر تحضيرات ومدة زمنية.
ولم يكن أبو الفحم الذي استشهد بتاريخ 11يوليو/تموز1970، خلال إضراب سجن عسقلان الذي استمر 45 يومًا وحقق الأسرى من ورائه الكثير من مطالبهم، آخر شهداء الحركة الأسيرة، فتلاه كل من راسم حلاوة وعلي الجعفري اللذين استشهدا بتاريخ 24يوليو/تموز1980 خلال إضراب سجن نفحة، والشهيد محمود فريتخ الذي استشهد على إثر إضراب سجن جنيد عام 1984، والشهيد حسين نمر عبيدات والذي استشهد بتاريخ 14أكتوبر/تشرين الأول 1992 في إضراب سجن عسقلان.
يلجأ الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال لهذه الخطوات التصعيدية، بعد استنفاد الخطوات النضالية التكتيكية الأخرى كافة، وعدم الاستجابة لمطالبهم عبر الحوار المفتوح مع سجانيهم، واللجنة النضالية.