الكوفية:تشكل الدعوات التي أطلقتها جماعات «المعبد» للمستوطنين للمشاركة في اقتحام المسجد الأقصى المبارك، بذريعة إحياء أول الأعياد اليهودية لعام 2022 خطورة بالغة على مستقبل المسجد الاقصى وحرية العبادة وطابعة الديني الاسلامي كون ما يقوم به المستوطنين سلوك همجي لا يعبر عن اي دوافع دينية بل يكون الهدف منه الاستمرار في تهويد المسجد الاقصى المبارك وفرض اجندتهم الاستيطانية في باحات المسجد الاقصى واستفزاز المسلمين من ابناء المدينة المقدسة .
المخططات الإسرائيلية المتصاعدة والخطيرة بحق مدينة القدس والمتمثلة باستمرار محاولاتهم بالتدخل في شؤون الحرم القدسي والحفريات المكثفة تحت المسجد الأقصى والبرامج الاستيطانية والاقتحامات اليومية، ما هي إلا محاولة لتغيير الأمر الواقع في الحرم القدسي الشريف والاستمرار بهذه الجرائم والدعوات الاستفزازية بين الحين والآخر وبدعم من المستوى السياسي الإسرائيلي يلزم العالم أن يقف عند مسؤولياته ويتدخل بشكل جاد لوضع حد لهذه الانتهاكات غير الشرعية وغير القانونية .
تعمل سلطات الاحتلال جاهدة للسيطرة على المدينة المقدسة وتغيير معالمها بهدف تهويدها وإنهاء الوجود العربي فيها، وقد استخدمت لأجل ذلك الكثير من الوسائل وقامت بالعديد من الإجراءات ضد المدينة وسكانها، حيث كان الاستيطان في المدينة والأراضي التابعة لها أحد أهم الوسائل لتحقيق هدف حكومة الاحتلال حيث تعمل ضمن مخطط واضح وهدف منشود من أجل السيطرة التامة على القدس والمسجد الأقصى المبارك وخاصة بعد الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي .
تتعرض القدس لأشرس سياسة تهويد في تاريخها خاصة في ظل استمرار الصمت الامريكي من قبل حكومة جو بايدن ويعمل الاحتلال في القدس على تهويد المدينة ويسعى لطمس الهوية العربية والإسلامية فيها، بالإضافة الي استهدافهم ابناء شعبنا سكان القدس وتعرضهم لحملات اعتقالات ومداهمات وقتل بالرصاص الحي وهدم بيوتهم ومصادرة اراضيهم وفرض القيود عليهم وعلى مجريات حياتهم اليومية بالإضافة الى فرض الضرائب الباهظة والغير منطقية لإجبار سكان القدس على الرحيل عن بيوتهم وفرض سيطرتهم الكاملة على الأحياء العربية .
ممارسات الاحتلال وتدخله المباشر والسافر في شؤون الحياة اليومية في القدس يعكس مدى الهيمنة الاسرائيلية التي يجب على الجميع رفضها ورفض المشاريع التصفوية والعمل بشكل جماعي لمطالبة المجتمع الدولي بالضغط على حكومة الاحتلال لرفع القيود عن القدس وبات المطلوب من المجتمع الدولي العمل على الحد من هذه الانتهاكات التي تنذر بخطر كبير قد يلقي بظلاله على المنطقة بأسرها ولا بد من الولايات المتحدة الأميركية الضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف إجراءاتها أحادية الجانب التي ستجر المنطقة إلى مزيد من أجواء التوتر والتصعيد.
وتبقى القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية وأحيائها خط أحمر لن نقبل المساس به إطلاقاً وان سلطات الحكم العسكري باتت تستغل انشغال المجتمع الدولي بالأزمة الروسية - الأوكرانية لتمرير مشاريع استيطانية لسرقة الأرض الفلسطينية، كونها عملت على اصدار قرار بإقامة 730 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة «بسغات زئيف» المقامة على أراضي بيت حنينا في القدس الشرقية .
الاستيطان بكل اشكاله يعد غير شرعي وغير قانوني ويتنافى مع التشريعات والقوانين الدولية، ومصيره إلى زوال ولن يجلب الامن والاستقرار لدولة الاحتلال ولم ولن يتحقق السلام العادل والدائم الا بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني حسب قرارات الشرعية الدولية وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية هو الطريق الوحيد للعيش بأمن وسلام واستقرار .