بعد حياة حافلة بالعطاء الثوري رحل شمالي إنه القيادي الفتحاوي عبد الكريم سعيد شمالي "أبو السعيد" أمين سر مجلس ساحة غزة في تيار الإصلاح الديمقراطي، رحل جسداً وبقيت روحه تحلق في سماء الوطن.
توفي عن عمر يناهز 54 عاماً، حيث ولد شمالي في مدينة غزة بحي الشجاعية عام 1968م، وبالأمس شَيعت جماهير شعبنا الفلسطيني جثمانه الطاهر في موكبٍ جنائزي مهيب، وبمشاركة أبناء حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح (كوادر وأعضاء) في قيادة ساحة غزة، وأيضاً بحضور من كافة الفصائل الوطنية والإسلامية، إضافةً إلى الأهل والأصدقاء، وأيضاً بمشاركة الجناح العسكري كتائب شهداء الأقصى "لواء الشهيد نضال العامودي".
خلف قضبان الزنازين بعتمتها وضيقها ووحشتها وسُكون خيام العز والوفاء للقضية اُعتقل شمالي عدة مرات من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وقد مكث في سجون الاحتلال ما يقارب العشرة أعوام في كل مرة يطير ويحلق في سماء الحرية ويعود ليقهر السجن والسجان، وكأن السجن فندق ليستريح المناضل فيه يلتقط أنفاسه، وأخيراً عاد شهيدنا ثائراً في الساحة النضالية.
تبوأ شمالي عدة مهام تنظيمية في داخل السجن وخارجه خلال الانتفاضتين، وكان أحد أعمدة عائلة شمالي وعضواً في مجلسها، وقد أنهى دراسته الجامعية عام ٢٠١٠م من جامعة الأزهر بغزة بكالوريوس علوم سياسية، وكان يعمل ظابطاً في جهاز الأمن الوقائي، وعاش في كنف عائلة مناضلة قدمت العديد من الشهداء، منهم أخيه الثائر عبد الحكيم أحد الشهداء الستة في مخيم جباليا التي طالتهم يد الغدر الصهيوني عام 1994م.
أحد أبرز قادة الجهاز السري لصقور الفتح الجناح العسكري لحركة فتح في قطاع غزة، وهم الشهيد جمال عبد النبي، والشهيد ناهض عودة، والشهيد أنور المقوسي، والشهيد أحمد أبو بطيحان، والشهيد مجدي عبيد، وأخيه الشهيد عبد الحكيم كان رفيق دربهم وشريكهم في العمل العسكري المقاوم، وأيضاً استشهد أخيه فايز خلال عدوان ٢٠٠٨م.
وقد عُرف عن شمالي الشجاعة والحب والتسامح والابتسامة العطرة والطيبة المفعمة بالوطنية، حيث لُقبت والدته (خنساء فلسطين) أم المطاردين والشهداء والأسرى والجرحى.
عندما يبكي الرجال وتغرف محاجر العين بالدمع على فراق روح القلب "عبد الكريم شمالي"، هو حكايات وطن وهو فارس الكلمة الوطنية، لقد تركت لنا يا أبا السعيد إرثاً فتحاوياً لكي نكمل مشوارك الثوري والنضالي حتى تحقيق الحلم وتحرير الأرض.
لروحك الثائرة منا ألف سلام.