غزة: بإصرار وتحدي، استطاعت نسمة الغولة التغلب على إعاقتها، من خلال التعلم والخوض في الحياة المهنية ببسالة وحُب، في مدينة غزة.
تقول الغولة، إنها "فقدت بصرها منذ الصغر، والتفتت على الفور لتعلم لغة برايل، لتكمل مسيرتها التعليمية وحياتها بشكل طبيعي"، مشيرة أنها عملت كمنسقة مركز خدمات الإعاقة والدمج في الجامعة الإسلامية، بعد أن انتهت من دراستها الجامعية في تخصص الإدارة والعلاقات العامة.
وتضيف، أن "مركز خدمات الإعاقة والدمج يقدم الخدمات لأكثر من 140 طالب وطالبة من الأشخاص ذوي الإعاقات المختلفة، ومن ضمنهم الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، ويقوم المركز بطباعة الكتب المنهجية للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية من خلال لغة برايل، لاجتياز المرحلة الأكاديمية بمختلف مستوياتها من الدبلوم والبكالوريوس والدكتوراه، لضمان فعاليتهم واندماجهم في المجتمع".وتتابع الغولة، أنها "عملت في الجامعة الإسلامية منذ أكثر من 10 سنوات، واستطاعت من خلال العمل الانخراط مع المجتمع الخارجي، كأي شخص لا يعاني من الإعاقة."
ولفتت إلى أن الإعاقة البصرية لم تشكل عائقاً أمامها، بل استطاعت تحقيق حلمها في إنهاء دراستها الجامعية، والعمل بداخل الجامعة، مشيرة إلى حاجة الأشخاص ذوي الإعاقة للموائمة، ليمارس حياته بشكل طبيعي، لافتة إلى أهمية لغة برايل.
وأوضحت أن لغة برايل ساعدت ملايين من الأشخاص ذوي الإعاقة على التعلم ووصولهم إلى مراكز متقدمة في الحياة.
وتردف الغولة، أن "طريقة برايل تتمثل في النقاط البارزة المكونة من ستة نقاط وعامودين، وهذه اللغة بمثابة نقطة الانطلاقة للأشخاص ذوي الإعاقة".
وأشارت إلى أن لغة برايل يتم تعلمها في الصفوف الابتدائية للأشخاص ذوي الإعاقة، ليمارسوا حياتهم بشكل طبيعي من خلال اللمس.
وترى الغولة أن لغة برايل من أهم الأسباب التي تجعل الأشخاص ذوي الإعاقة مندمجين في المجتمع، من خلال استخدامها في التعليم والحصول على المعلومات الحياتية، وأيضاً القصص والروايات التثقيفية.
ونوهت إلى أن لغة برايل هي السبب الأساسي في وصول الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية إلى مراحل تعليمية متقدمة، وحصولهم على الشهادات العليا، باعتبارها "عنوان النجاة للوصول إلى أهدافهم المختلفة".
وبينت أن لغة برايل ساعدت الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية على الاندماج في المجتمع وبالتالي ضمان سلامتهم النفسية والاجتماعية، لشعوره بكينونته.
وتأمل الغولة أن يتمسك الأشخاص ذوي الإعاقة بحلمهم حتى الوصول إليه، وأن يولي المجتمع أهمية للأشخاص ذوي الإعاقة البصرية من خلال طباعة الكتب المختلفة لهم.
ومن جانبها تقول أماني عبد العال، وهي طالبة من الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، إن لغة برايل وفرت لنا القدرة على التعلم والوصول إلى المراحل الأكاديمية.
وأضافت عبد العال، أنها تدرس في الجامعة الإسلامية، تخصص اللغة العربية، وتتلقى دروسها التعليمية من خلال لغة برايل.
وتعاني عبد العال من الإعاقة البصرية منذ ولادتها، واستطاعت تجاوز إعاقتها من خلال لغة برايل.
وتقول، "من دون لغة برايل لن يستطيعوا الأشخاص ذوي الإعاقة من التعلم والحصول على حقهم في العلم".
وأوضحت عبد العال أنها تستخدم لغة برايل لقراءة الكتب الخارجية، وقراءة القرآن الكريم، ومتابعة القصص والروايات، لكونها الوسيلة الوحيدة التي يستطيع الشخص الكفيف القراءة والكتابة من خلالها.
ووجهت رسالة في اليوم العالمي للغة برايل، بضرورة تعلمها من قبل الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية ليتمكنوا من الاندماج في المجتمع، واجتياز مختلف المراحل التعليمية، وبناء مهاراتهم المختلفة في جميع مجالات الحياة.
وتطمح عبد العال أن تحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية، لتكمل مسيرتها التعليمية وتحصل على درجة الماجستير.
القَافَة وتسمى أيضًا طريقة برايل نسبةً لمخترعها الفرنسي لويس برايل، هي نظام كتابة ليلية ألف بائية، تمكن المكفوفين من القراءة. ولذا تُكتب الحروف رموزاً بارزة على الورق مما يسمح للمكفوفين بالقراءة بفضل حاسة اللمس.