القاهرة: أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية اكتشاف أول مدينة سكنية كاملة في البر الشرقي لمدينة الأقصر جنوب القاهرة تعود إلى العصر الروماني الذي امتد من العام 30 قبل الميلاد إلى 395 ميلاديا.
وذكرت الوزارة في بيان على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك، أن بعثة أثرية مصرية برئاسة الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار الدكتور مصطفى وزيري نجحت في الكشف عن مدينة سكنية كاملة من العصر الروماني أثناء أعمال الحفائر الأثرية بمنطقة "بيت يسي أندراوس" المتاخم لمعبد الأقصر في البر الشرقي لمدينة الأقصر.
وأكد وزيري أهمية هذا الكشف، الذي أزاح النقاب عن "أهم وأقدم مدينة سكنية بالبر الشرقي بمحافظة الأقصر، والتي تعد امتدادا لمدينة طيبة القديمة".
وعثرت البعثة خلال أعمال الحفر الأثري على عدد من المباني السكنية وبرجين للحمام من القرنين الثاني والثالث الميلادي وعدد من الورش لصناعة وصهر المعادن بداخلها عدد من الأواني وقوارير المياه والزمزميات والمسارج الفخارية وأدوات للطحن وعملات رومانية من النحاس والبرونز، وفقا للأمين العام للمجلس الأعلى للآثار.
وأشار وزيري إلى أن البعثة سوف تستكمل أعمال الحفائر بالموقع، والتي ربما تقود للكشف عن المزيد من أسرار هذه المدينة.
من جهته، أوضح مدير عام آثار مصر العليا الدكتور فتحي ياسين أنه "عثر داخل برجي الحمام المكتشفين على العديد من الأواني الفخارية التي كانت تستخدم كأعشاش للحمام، والتي أوضحت الدراسات الأولية أنه بدأ استخدامها بدءا من العصر الروماني".
وأضاف ياسين في تصريح أن "أهمية هذا الكشف ترجع إلى أنه الأول من نوعه كونها أول مدينة وأول تجمع سكنى في البر الشرقي للأقصر يتم العثور عليه، وبالطبع سوف يتم دراسته وفحصه جيدا لتحديد الفترة الزمنية الخاصة به".
وأردف أن "هذا الكشف الأثري سيحظى بدراسة عميقة قد تكشف المزيد من الأسرار الخاصة بالحياة اليومية للمصري القديم خلال العصر الروماني خاصة أن المدينة السكنية اكتشفت بصورة متكاملة لأول مرة".
ورأى أن مثل هذه الاكتشافات الهامة تسهم بنصيب كبير في زيادة حركة السياحة الوافدة لمصر وللأقصر بشكل خاص وتطوير صناعة السياحة بها.
وكانت البعثة قد عثرت خلال مواسم حفائرها السابقة في منطقة بيت أندراوس على عدد من الأمفورات والمسارج من العصر البيزنطي، بالإضافة إلى مجموعة من العملات البرونزية الرومانية وجزء من جدار من العصر الروماني ومخزن قديم وعدد آخر من الأيقونات الأثرية تعود لحقب تاريخية مختلفة.