خاص: مثلت عملية القدس التي نفذها الشهيد خيري علقم، في بلدة بيت حنينا شمالي المدينة المقدسة، ضربة موجعة للاحتلال، وإرباكًا لحسابات الحكومة الجديدة، ليجد نتنياهو نفسه في مأزق مع أول اختبار حقيقي لأجهزة استخباراته، حيث وصف محللون إسرائيليون العملية بأنها من ذلك النوع الذي يستطيع منفذوه تغيير الواقع على الأرض.
العملية التي تعد الأقوى والأخطر في 12 عاما، وجهت صفعة مدوية لليمين بكل تطرفه وصلفه وإصراره على مواصلة الانتهاكات بحق المواطنين في القدس والضفة، ما أربك حسابات نتنياهو الأمنية، وأصابته ووزراءه بحالة هستيريا وعجز تام أمام مواجهة مثل هذه العمليات البطولية، كما يرى مختصون في الشأن المقدسي.
ولم يمضِ سوى ساعات على عملية علقم البطولية التي خلّفت 7 قتلى وعددًا من الجرحى، حتى نفذ مقدسي يبلغ من العمر 13 عامًا عملية إطلاق نار أخرى في بلدة سلوان، أسفرت عن إصابة إسرائيليين أحدهما حالته حرجة، فيما أصيب منفذها وتم اعتقاله.
رئيس مركز القدس الدولي حسن خاطر يرى أن عملية القدس جاءت ردًا سريعًا على مجزرة جنين التي ارتكبها الاحتلال بحق الشهداء وأبناء شعبنا، وجاءت في الوقت والمكان المناسبين.
وأوضح خاطر، أن العملية أوصلت رسائل عديدة لحكومة الاحتلال التي أوغلت في دماء الشعب الفلسطيني، وكانت تحمل الكثير من الوعود الخطيرة التي تستهدف شعبنا وأرضنا ومقدساتنا وأسرانا وأمننا، وجاء هذا الرد لكي يربك حساباتها بأكملها، مضيفًا، أن تلك الضربة الموجعة نفذها شاب بطل لوحده، لا ينتمي لأي فصيل فلسطيني، حسب الاحتلال، وهذا أكثر ما يُرعب ويُخيف قادة الاحتلال، ويصيبهم بالجنون".
من جهتهم، تحدث إعلاميون إسرائيليون عن دلالات العملية التي نفذها الشهيد خيري علقم في مدينة القدس المحتلة وقتل فيها 7 إسرائيليين.
وقال يؤآف ليمور الصحفي في صحيفة "إسرائيل اليوم" إن عملية القدس هي من نوع العمليات التي تغيّر من الواقع.
وأضاف، "أهمية العملية تأتي ليس فقط بسبب أنها أسفرت عن عدد كبير من القتلى الإسرائيليين أو لأنها وقعت في كنيس يهودي عشية يوم السبت، وإنما لكونها تشير إلى حقيقة أن الساحة الفلسطينية تشهد اتجاه تصعيدي انفجاري بشكل خاص".
من جهته، حذر مراسل الشؤون الإسرائيلية في موقع "والا" العبري، أمير بوخبوط، من وقوع عمليات مماثلة لعملية القدس.
وقال إن عملية القدس قد تشكل مصدر إلهام لأشخاص قد ينفذون عمليات أخرى خلال الفترة القريبة المقبلة سواءً في القدس أو الضفة الفلسطينية.
من جهته، أكد المختص في شؤون القدس ناصر الهدمي، أن العملية البطولية في القدس وجهت صفعة قوية لحكومة الاحتلال، وأربكت حساباتها الأمنية.
وقال الهدمي، إن" المتطرف بن غفير ظن بعربدته وتعديه على أبناء الشعب الفلسطيني ومقدساته في المسجد الأقصى والقدس وجنين، يستطيع أن يردع هذا الشعب ويدفعه للقبول برؤية مشاهد الجرائم الإسرائيلية دون أن يكون هناك رد قوي عليها".
وأضاف، أن الشهيد علقم نفذ عمليته البطولية وأوقع هذا العدد من القتلى والجرحى في صفوف المستوطنين، ثأرًا وانتقامًا لشهداء جنين، وتعبيرًا عن حالة يعيشها الشارع المقدسي والفلسطيني، بسبب التعقيدات التي أوجدها الاحتلال بفعل جرائمه واعتداءاته.