غزة: "سلطع برجر" مشروع الشابة أماني شعت، التي عادت إلى ربع الوطن بعد معايشتها لتجربة قاسية في الهجرة من قطاع غزة للبحث عن فرصة عمل.
تعتبر شعت، 25 عاماً، أول سيدة تعمل في "كشك" لبيع الوجبات السريعة على شاطئ بحر غزة.
ولكن انتشار البطالة وعدم توفر فرصة عمل لها ضمن مجالها الجامعي، بتخصص المحاسبة وإدارة الأعمال، جعلها تبحث عن فكرة خارج الصندوق.
وقالت، إنها "أنهت دراستها الجامعية تخصص المحاسبة وإدارة الأعمال، وبدأت بالبحث عن فرصة عمل لتوفير مصدر دخل، لكن الحظ لم يحالفها، فلجأت للهجرة إلى تركيا، وأيضاً لم تجد الفرصة المناسبة للعمل، فقررت العودة إلى غزة والبدء من جديد".
وحول فكرة مشروعها، أكدت شعت، أنها حرصت على إيجاد فكرة مشروع غير تقليدية، ما دفعها لافتتاح "كشك" على شاطئ البحر، لعدم وجود أماكن في المنطقة متخصصة بالوجبات السريعة، موضحًة أن غالبية "الأكشاك" يقدمون المشروبات الساخنة والذرة فقط.
وتلقت شعت تشجيع عائلتها وصديقاتها، لأن يكون مكانها الخاص مخصص لبيع البرجر فقط، لكونها تتقن إعداده بشكل كبير، ومن وجهة نظرها أن الأماكن التي تتقن إعداده في غزة تعتبر نادرة.
وأشارت شعت، إلى أن شغفها الكبير في إعداد الوجبات السريعة، وموهبتها في الطهي، مؤكدًة أنها تقدم وجبات "البرجر" بسعر أقل من المطاعم، بهدف كسب الزبائن ولمراعاة الأوضاع الاقتصادية في غزة.
وبينت، أن سبب اختيارها للعمل في كشك على الشارع العام، لكون أغلب الفتيات في القطاع يعملون على طهي الطعام وتسويقه عن طريق منصات التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أنها أول فتاة تعمل في مهنة إعداد الوجبات على الطريق العام.
وترى أن فكرة طهي الوجبات السريعة وبيعها داخل كشك على الشارع العام ستزيد ربحها بشكل أكبر من تسويقها عبر منصات التواصل الاجتماعي.
ولاقت شعت ترحيباً كبيراً بفكرة "سلطع برجر" بالرغم من استغراب المارة من وجود فتاة تبيع البرجر على الشارع العام، لندرة هذا السلوك في قطاع غزة.
وتطمح مستقبلاً أن تفتتح مطعماً خاصاً بها لبيع الوجبات السريعة بوصفاتها الخاصة، مضيفةً "أنصح الجميع قبل البدء في مشروع معين التفكير به ودراسته جيداً، والبحث عن فكرة جديدة مميزة ليكن مشروعاً ناجحاً".
من جانبه قال لؤي محمد أحد المارة، "كنت أتمشى برفقة صديقي على شارع البحر، وتفاجئنا بوجود فتاة تعمل بداخل الكشك وتقدم الوجبات للزبائن".
وتابع، أن فكرة عمل فتاة داخل كشك لبيع الوجبات السريعة جديدة وجميلة، في ظل ندرة فرص العمل وانتشار البطالة بقطاع غزة، بالتزامن مع الحصار الإسرائيلي الظروف الاقتصادية الصعبة.
ويرى محمد أن قطاع غزة أصبح منفتحاً عن السنوات السابقة، وتعددت فيه مشاريع الفتيات الغير تقليدية، ويشجع السيدات على افتتاح مشاريعهن الخاصة للتغلب على الأوضاع الاقتصادية القاسية.
وأشار، إلى تواضع سعر أجار الكشك على شاطئ بحر غزة، فبالتالي تكون تكلفة الوجبات أقل سعراً من المطاعم، لذلك يكون الاقبال عليها أكثر، خاصة إذا توفرت الجودة المطلوبة في المذاق.
وينصح محمد الشباب والفتيات بعدم الاستسلام للبطالة، والبحث عن أفكار جديدة للمشاريع ليستطيع صاحبها أن يوفر مصدر رزق له من خلالها.