- اطلاق النار باتجاه قوات الاحتلال خلال اقتحام مخيم بلاطة شرق نابلس
قال الكاتب والمحلل السياسي، ثائر أبو عطيوي، إن اجتماع العقبة الأمني وما انبثق عنه من مخرجات تحت عنوان "مساواة الضحية بالجلاد"، يأتي في ظل واقع سياسي فلسطيني مترهل لا يقوى على تحديد الرؤية السياسية والهدف الوطني من صانع القرار الفلسطيني ومن كافة الأطر والفصائل وخصوصًا المنطوية تحت إطار منظمة التحرير الفلسطينية.
وأضاف ، ان اجتماع العقبة من حيث التوقيت والمدخلات والمخرجات ، يأتي في ظروف معقدة وتوقيت فلسطيني يرتكب بحقه أبشع فنون القتل والمجازر على أيدي الاحتلال الاسرائيلي.
وتابع ،أن مخرجات اجتماع العقبة وعبر بنود الاتفاق التي تمخضت عنه تضع صاحب القرار الفلسطيني في زاوية تحمل المسؤولية الكاملة في إشارة هامة أن كل المطلوب من السلطة الفلسطينية الالتزام بالتنسيق الأمني مع حكومة الاحتلال، وذلك للسيطرة الإسرائيلية على الأوضاع المتصاعدة ضدها بسبب ما ترتكبه من مجازر وقتل وقمع واجتياحات ومداهمات للمدن والمخيمات الفلسطينية.
وفي ذات السياق، أشار أبو عطيوي إلى أن البنود المنبثقة عن اجتماع العقبة تصب في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي وحكومته المتطرفة ، لأن وقف الاقتحامات والاجتياحات ووقف عمليات القتل والتهويد والاستيطان ، ووقف المساس في قدسية المسجد الأقصى ، كلها حق مشروع في الأساس للفلسطينيين ، فلا مساومة بالمطلق عليه ولا جدال، لأنه حق بديهي ومن المسلمات وغير قابل لأي نقاش في الاجتماعات.
وأضاف، أن كافة مخرجات العقبة جاءت لصالح حكومة الاحتلال ، الذي يسعى لتهدئة الاوضاع بعد مجزرة نابلس الأخيرة ، والذي يدرك تمامًا أنه سيكون هناك رد فعل فلسطيني على تلك الجرائم والمجازر ، فلهذا اغتنم الاحتلال الفرصة في اللجوء لاجتماع العقبة حتى يعيد التنسيق الأمني مع الجهات الفلسطينية المختصة ، وفي المقابل قبول حكومة الاحتلال بتفعيل بعض الاحتياجات الانسانية الفلسطينية ذات الجانب الاقتصادي، وتنفيذها مثل اعادة أموال المقاصة للسلطة الفلسطينية مع امكانية بعض التسهيلات الأخرى المتعلقة في شهر رمضان المبارك.
وكان من المفترض على الجانب الفلسطيني أن يتمسك بخيار الشعب وفصائله ومؤسساته وفعالياته الرافضة لاجتماع العقبة ، الذي جاء بطلب أمريكي من أجل انقاذ حكومة بنيامين نتنياهو من السقوط جراء في ظل تعالي وارتفاع أصوات الرأي العام الاسرائيلي من مؤسسات وأحزاب لإسقاط حكومة " نتنياهو" لأسباب داخلية متعددة.
وكل ما سبق ذكره يظهر وجه الحقيقة أن دولة الاحتلال الاسرائيلي وبكافة حكوماتها المتعاقبة لم تلتزم في اتفاقيات مع الجانب الفلسطيني، وتفشل عن قصد كافة الاتفاقات المرحلية حتى لا تلتزم في اي حلول مستقبلية والتي أهمها التوصل لحل الدولتين ضمن مفاوضات سلمية.
وهذا ما أظهره تصريح المتطرف ( ايتمار بن غفير) بعد اجتماع العقبة، انه ما كان في العقبة يبقى في العقبة، إضافة إلى تصريح المتطرف (سموترتيش) ردًا على قمة العقبة، لن يكون هناك تجميد لبناء البؤر الاستيطانية ولو ليوم واحد، وتصريحات (نتنياهو) اليوم أنه لن يكون هناك وقف لبناء المستوطنات.