يُصادف اليوم، ذكرى استشهاد القائد محمود أبو مذكور "أبي ظافر"، أحد أبرز مؤسسي حركة الشبيبة الفتحاوية في فلسطين.
المولد والنشأة:
ولد الشهيد أبو الظافر في السادس والعشرين من نوفمبر عام 1950م بحي الشابورة بمدينة رفح، لأسرة هاجرت من قرية الفالوجا، وتلقى تعليمه في مدارس وكالة الغوث وحصل على الثانوية العامة، وبدأ يعمل بالبناء داخل فلسطين المحتلة، وكان منغمس بالعمل الوطني ومحباً لحركة فتح، حيث انضم لصفوف الحركة منذ بداية شبابه، وحين تم الإفراج عن المناضل الراحل "أبو علي شاهين" من سجون الاحتلال الإسرائيلي، بدأ معه بتشكيل أول لجنة للشبيبة في قطاع غزة باسم لجنة شبيبة رفح هو وكوكبة من أبناء حركة فتح المخلصين.
بطاقة تعريف:
الشهيد المناضل أبو ظافر، عضو الاتحاد العام للجان الشبيبة في الأراضي المحتلة، وممثل اللجنة اللوائية الجنوبية، التحق بجامعة بيروت العربية فرع الاسكندرية قسم فلسفه، وكان يتوجه للدراسة كل عام ووصل إلى السنة النهائية في الدراسة، ولكن قوات الاحتلال منعته من السفر وفرضت عليه إقامة جبريه وكانت لا تتوانى عن اعتقاله في كل المناسبات الوطنية، وحين أعادت فرض نظام الاعتقال الإداري في الثامن والعشرين من مارس 1985م، كان هو أول من تم اعتقاله إدارياً رفقة مجموعه كبيرة من كادر الحركة في كل الوطن الفلسطيني وتم تجديد اعتقاله ثلاث مرات متتالية آنذاك.
مشوار طويل من النضال الوطني:
خرج أبو ظافر مع بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى أيام قليله من المعتقل، ثم عاودت قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقاله مره أخرى اعتقال إداري، وتم عزله والاعتداء عليه بحجة أنه ممثل الأسرى لدى قوات الاحتلال ومسئول التنظيم في معتقل أنصار 3 بكل قلاعه المختلفة، وكان دائماً صلباً قوي الإرادة شديد في مواجهة المحتل، وكان محبوباً يعشقه كل أبناء فتح الصغار والكبار.
ترجل الفارس عن صهوة النضال:
وفي السادس عشر من مارس 1993 استشهاد القائد الظافر المظفر محمود أبو مذكور أبو ظافر، بعد معاناة مريرة مع المرض الذي أصابه أثناء وجوده داخل المعتقل ونتيجة التحقيق العنيف الدائم والمتكرر، وأطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي سراحه في حينه، ليبدأ رحلة مع العلاج، حيث توجه إلى الأردن لتلقي العلاج ولكن المرض تمكن منه فظل يقاومه حتى آخر لحظه من حياته.
وشارك الشهيد مع كوكبة من أبناء حركة فتح بتأسيس حركة الشبيبة الفتحاوية، الذراع الشبابي والطلابي لحركة فتح في الأراضي المحتلة في البداية في محافظة رفح، ثم انطلقت الفكرة لكي تصل إلى كل مدينة ومخيم وقريه وحارة.
ويُشهد للقائد الوطني أبو مذكور، بعلاقته الوطنية مع كل التنظيمات الفلسطينية، حيث أنه كان يقوم بحل كل الخلافات التنظيمية، وقد عزلته قوات الاحتلال آخر فترة اعتقاله داخل أقفاص معزولة عن بعضها البعض يحيط بها الشبك من كل الجوانب.