لم تثني حاجة الفلسطينية رؤوفة فرحات، 36 عاماً، لتأمين مصدر دخل، أن تعمل في مهنة تعتبر نادرة بقطاع غزة، فلجأت للعمل بداخل مطعم في مدينة غزة، لتستقبل الزبائن وتكون مساعدة في تقديم الطعام.
تقول فرحات، إنها بدأت تعمل كمضيفة منذ أشهر قليلة، وتركز في عملها على التعامل مع السيدات، لضمان راحة الزبائن في المكان.
وتابعت أن العديد من الزبائن يفضلون التعامل مع المضيفة، باعتبار التعامل مع السيدات يكون أسهل، وتحديداً في المناسبات السعيدة التي يتم إقامتها في المطعم.
واستدركت فرحات "في بداية عملي كمضيفة كنت خائفة من الفكرة بذاتها، ولا أعلم إن كانوا الزبائن سيتقبلون وجودي في المطعم أم لا، ولكنني وجدت تشجيعاً وتحفيزاً كبيراً من قبل الجميع".
وأضافت أن العديد من السيدات ينزعجن من وجود المضيف، ولا يأخذن راحتهن في التعامل، لذلك من المهم وجود المضيفة في كل مطعم، احتراماً لرغبة الزبائن.
وذكرت فرحات أن ظروف الحياة القاسية جعلتها تبحث عن عملاً لكسب مصدر دخل لعائلتها وطفلها، بعدما أنهت دراستها الجامعية في تخصص إدارة الأعمال، ولم تحظى بفرصة عمل.
وأكملت "الالتزامات المادية كبيرة، أولها أجار البيت الذي نسكن فيه، خاصة أن العائد المادي الذي يتقاضاه زوجي يعتبر متواضعاً ولا يكفي للاحتياجات الأساسية، لذلك كان من الضروري أن أبحث عن عمل لمساعدته، وتوفير احتياجات طفلي".
وترى فرحات أن المرأة أصبحت قادرة على المشاركة في كافة مجالات العمل، لمختلف الأسباب، خاصة إذا كانت أم وتعلق الأمر بأبنائها، فتستطيع حينها تحمل كافة التحديات في سبيل توفير الحياة الكريمة لهم.
ولفتت إلى التحديات التي تواجه الأم العاملة، لكونها تترك منزلها لساعات طويلة، وتعود لإكمال مهامها كأم بشكل يومي، بالرغم من الإرهاق الجسدي، مشيرة إلى تعاون زوجها في أغلب الأوقات لاجتياز العقبات.
وأشارت فرحات إلى أن العمل يعطي المرأة طاقة إيجابية، ويشعرها بمشاركتها في الحياة وإمكانية اعتمادها على نفسها في الحصول على المتطلبات الأساسية.
ووجهت رسالة بمناسبة يوم الأم "كل عام وجميع الأمهات الفلسطينيات بخير، وتحديداً العاملات اللاتي يتركن أبنائهم لفترة طويلة لتوفير أساسيات الحياة في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بقطاع غزة، بالتزامن مع الحصار الإسرائيلي".
ويصادف الحادي والعشرون من مارس عيد الأم أو يوم الأم، وهو احتفال ظهر حديثاً في مطلع القرن العشرين، تحتفل به بعض الدول لتكريم الأمهات والأمومة، ورابطة الأم بأبنائها، تقديراً لتأثير الأمهات على المجتمع.