- جيش الاحتلال ينسف مبانٍ سكنية غربي مدينة رفح جنوبي قطاع غزة
كم يشتاقُ كثيرُ من المسلمين فى أنحاء الكوكب إلى أداء صلاة العيد فى المسجد الأقصى. لكل صلاةٍ فى أولى القبلتين وثالث الحرمين قيمةُ لا تُضاهى لدى المحرومين منها، لأن أداءها لن يتحقق إلا بزوال الاحتلال واسترداد القدس الشريف. ولكن لصلاة العيد فيه معنى مضاعف، لأنها تجعلُه عيدين اثنين، بل أكثر.
يزدادُ شوق المشتاق إلى الصلاة فى المسجد الأقصى كلما تقدم به العمر. شوقُ إليه فى ذاته، وتوقُ لإنقاذه من خططٍ جهنمية تهدفُ إلى تغيير هويته. يزدادُ الآن الجنونُ المُحّرك لهذه الخطط مع تنامى نفوذ الصهيونية الدينية وخطرها. ومع ذلك نثقُ فى أن هذه الخطط ستُحبَط كسابقاتها، لأن المسجد الذى بارك الله تعالى حوله لن يمسه سوء. فهو محمىُ ببركة الله (سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله ...).
وتتجلى هذه البركةُ فى صورة شجاعة منقطعة النظير يضعُها الله فى قلوب شباب ورجال، وبنات وسيدات، من مختلف الأجيال، فيثبتون فى مواجهة وحشية المحتلين، ويصمدون أمام هجماتهم مهما بلغت. يعتقلُ المحتلون من يعتقلون، ويقتلون من يرتقون شهداء، فيواصلُ غيرهم معركة الصمود دفاعًا عن المسجد الأقصى، وهم عزلُ إلا من سلاح البركة.
فالله يفتحُ على المؤمنين والمتقين بركاتٍ من السماء والأرض، فما بالنا إذا كانوا ثابتين على الحق وصامدين دفاعًا عن المسجد الذى بارك حوله. ولهذا لن يستطيع الصهاينة النيل من المسجد الأقصى، ولن يربحوا معركته. وستكونُ خسارتُهم أكبر إذا واصلوا اللعب بورقة تديين الصراع، التى تضعُهم فى مواجهة مليارين من المسلمين النائمين الآن.
ولكنهم سييفيقون يومًا، أَوَ لم يبق الصينيون على سبيل المثال نائمين أزمانًا، ثم أفاقوا فرأى العالم عملهم؟. وستكون ورقةُ تديين الصراع وبالاً على الصهاينة الذين يلعبونها. وهذه لعبةُ خطرة حرص معظمُ العرب والمسلمين على تجنبها طويلاً، عبر تمييزٍ واضح بين الصهيونية واليهودية، ومن خلال تقدير مواقف اليهود الذين يقفون مع الحق ويرفضون الاحتلال الصهيونى وممارساته. فطوبى للصامدين دفاعًا عن المسجد الأقصى الذى بارك الله حوله.