الكوفية: وأخيراً بعد خمسة أيام دامية، من فجر الثلاثاء 9/5/2023، حتى مساء السبت 13/5/2023، انتهت جولة استهداف المستعمرة الإسرائيلية لقطاع غزة السابعة، ولحركة الجهاد الإسلامي المقصودة.
منذ سيطرة حركة حماس في حزيران 2007، منفردة على القرار وعلى السلطة، نفذت قوات المستعمرة وأدواتها العسكرية والأمنية، سلسلة من الجولات الإجرامية الدامية وفق مُسمياتها في السنوات التالية :
1- 2008-2009 الرصاص المصبوب.
2- 2012 عمود السحاب.
3- 2014 الجرف الصامد.
4- 2019 الحزام الأسود.
5- 2021 حارس الأسوار.
6- 2022 بزوغ الفجر.
7- وأخيراً أيار 2023 درع ورمح.
دفع خلالها أهالي غزة أثماناً باهظة، ورحل قيادات مُقدرة، وتضحيات جسيمة، وصمود إسطوري، في مواجهة الحصار الظالم غير الإنساني، وفي غياب روافع حقيقية داعمة.
في كل المحطات الصدامية يتم التوصل إلى اتفاق تهدئة، ووقف إطلاق نار، مع غياب برنامج فلسطيني يضع الأولويات المطلوبة وهي المطالبة:
1- بفك الحصار عن غزة وإنهاء حالة الإفقار والتجويع.
2- تقديم غزة نموذجاً لشعب فلسطين، الذي تمكن من دفع قوات المستعمرة للرحيل بعد فكفكة المستوطنات وإزالة قواعد جيش الاحتلال عن كامل قطاع غزة عام 2005.
من الذي يفكر خارج الصندوق، كي يضع فك الحصار عن غزة هو الهدف المرجو وهو المطلب الضروري، ومن ثم جعل غزة نموذجاً للتعددية والكرامة والاحتكام إلى صناديق الاقتراع في إدارة المؤسسات من مجالس طلبة الجامعات، إلى النقابات، إلى البلديات، إلى غيرها من ظواهر توسيع قاعدة الشراكة في إدارة المؤسسات، بدلاً من التفرد والأحادية والتسلط السائد.
هل كسبت حركة حماس بهذه الجولة؟؟ بعد أن أثبتت أنها تلتزم التزاماً صارماً من جانبها، بقرار التهدئة، وعدم خرقه، من خلال عدم مشاركتها الجدية الفعلية في المواجهة، ويؤكد المراقبون في قطاع غزة أن الجبهة الشعبية وحدها خسرت عدداً من الشهداء نتيجة قصف موقع لها شارك في عملية قصف مواقع للمستعمرة في مناطق 48.
خسارة حركة الجهاد الإسلامي كانت باهظة غالية، باغتيال خيرة قياداتها العسكرية، ورغم الوجع الذي صابها، ولكنها تترفع عن إبداء الخلاف، أو تسجيل ملاحظات علنية، أو توجيه انتقادات لمن مارس التضليل تحت سقف غرفة العمليات المشتركة، وهي ظاهرة اسمية إيجابية ولكنها لم تكن فاعلة، لم تكن جدية، وافتقدت للمصداقية، ولهذا لم يذكرها أمين عام حركة الجهاد زياد النخالة ولم يتطرق لها، وهكذا خسرت الجهاد الإسلامي بشرف وكبرياء وإباء غير مسبوق.
جولة استشهادية تُضاف إلى مسار تضحيات الشعب الفلسطيني الدالة على عدم الإذعان ومواصلة الطريق المؤدي حقاً في النهاية إلى الحرية والاستقلال.
جولة يمكن الاستفادة منها حقاً إذا تمكن قادة الفصائل تقييم ما حصل، لعلهم يصلوا إلى أهمية قراءة قدرة المستعمرة في التكنولوجيا والتصوير عبر الطائرات، لأن ثمة أوهام أن عمليات الاختراق هي السبب في تمكن قوات الاحتلال من الوصول إلى مواقع قيادات الجهاد، والحقيقة الموجعة أن قدرات المستعمرة التكنولوجية هي الوسائل المستعملة في الوصول إلى أهدافهم العدوانية، لتنفيذ جرائمهم.
الجولة السابعة ليست الأخيرة ولن تكون، لأن شعب فلسطين لن يستكين ولن يبخل في عطائه وتضحياته ومشروعية نضاله وصولاً نحو الإنجاز والانتصار مهما غلت التضحيات وطال الوقت.