كجولة من جولات الحروب التي تعود عليها على قطاع غزة ، حطت الحرب اورازها ، لتبدأ تتحسس غزة جراحها ، هذا بيت ودع شهيد ، وهذا منزل به جريح ، وهذه أسرة بلا مأوى نتيجة تدمير منزلهم من قبل الاحتلال ، وهذا مصنع تعطل وفقدت أسر مصدر رزقهم ، وهذا مزارع دمرت الحرب محصوله و مزروعاته ، مآسي كما هي تتكرر كل عام تقريبا في قطاع غزة ، ألم يقيسه كل فرد حسب احتاجاته ، تتضامن الأسر مع بعضها البعض ولكن عندما توصد الابواب على ساكنيها يبدأ العويل والبكاء الصامت ، مآسي تدمي القلب ، لأن الامل بإنتهاء هذه المآسي مستحيل ، لا أمل في الأفق ، وغزة التي تسرق شعاع الامل لتعيش اليوم بيومه ، غزة التي لم تضمد جراح سابقة ليس لها المقدرة على كل هذا الالم ، قد يكون الإنسان اهم ثروة يمتلكها الفلسطيني الذي ودع في هذه الحرب كوكبة تزيد عن ثلاثة وثلاثون شهيدا ، إضافة لما يقارب من مائتي جريح ، الاحتلال الذي دك قطاع غزة على مدار خمسة أيام بمئات الاطنان من المتفجرات لم يسلم من بطشه رجل ولا طفل ولا إمرأة وشيخ ، ولا حتى حجر و شجر ، وتقدر احصائيات المنازل التي تضررت وهدمت خلال هذه الحرب لما يزيد عن ألفين منزل ، مما يعني أسر بلا مأوى تقدر ب واحد وثلاثون أسرة هدمت منازلهم بالكامل ، وليس أمامهم إلا أن يفترشوا الأرض ويلتحفوا السماء ، بإنتظار فرجٍ قادم .
والمكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة يقدر حجم الأضرار السكنية بتسعة ملايين دولار ، إضافة لثلاثة ملايين دولار خسارة القطاع الزراعي والحيواني على صعده المختلفة، البنية التحتية المتهالكة في قطاع غزة لم تسلم من إضرار هذا العدوان حيث تضررت خطوط مياه الشرب وشبكات الصرف الصحي وخطوط الكهرباء وأعمدة النور ، و المدارس التي ودعت بعض طلابها كالعادة في هذه الحرب لم تسلم من آثار العدوان ، صحيح أن المال لا يعوض فقدان العزيز ، ولكن غزة تحتاج لتنفض غبارها لتكمل المشوار من جديد ، غزة التي يتوسط ساحتها نصب تذكاري على شوكة السدر تقول للغزاة نحن شوكة في حلقكم ، و غزة تنبعث كل يوم من الرماد كطائر العنقاء من المستحيل أن يموت ويندثر .
قد توضع علاجات مؤقتة و لكن من يعوض الحبيب الذي غادر دون عودة ، فساد يستشري في الحالة السياسية يجعل الامل يبعد كثيرا عن مستقبل لجيل قادم يبحث عن خلاص للهرب من الموت تجاه الموت .
لك الله يا غزة ، وستبقي شوكة في حلق الغزاة ، كما كنتي على مرة العصور .