في أيلول عام 1996 خرج الشعب الفلسطيني عن بكرة أبيه (سلطة وفصائل ومن خلفهم شعب عظيم حي) في وجه إجراءات حكومة نتنياهو التي دشّنت في حينه نفقًا تحت المسجد الأقصى المبارك،
فكانت المواجهات في كل مكان، وكانت (هبّة النفق) التي أشغلت العالم كله، يومها ارتقى (63) شهيدًا وجُرح المئات، وانتصرت الإرادة الفلسطينية على الإرهاب الصهيوني.
بعد ذلك اقتحم المجرم شارون باحات الأقصى في 28 أيلول عام 2000، فكانت الغضب الشعبي الفلسطيني وغضب القيادة والفصائل، واندلعت (انتفاضة الأقصى) التي ارتقى خلالها آلاف الشهداء وأُصيب عشرات آلاف الجرحى وتعرض الآلاف للاعتقال، وكان الدعم الشعبي العربي والدولي فوق كل التصورات!
في هذا الأيام تتم استباحة القدس والأقصى، ويُدنّس الحرم الشريف يوميًا، ثم نظم المستوطنون والعنصريون الصهاينة مسيرة الأعلام الاستفزازية، وواصلوا بعدها الاقتحامات التي يرافقها الاعتداء على النساء والرجال في القدس، حتى وصل الأمر اليوم إلى حد أن تعقد حكومة الفاشيين اجتماعها تحت المسجد الأقصى، وللأسف لم تتجاوز ردود أفعالنا الشجب والاستنكار !!!
الفرق بين اليوم والبارحة يتمثل في حضور القيادة وغيابها، فبالأمس كان الفدائي ياسر عرفات هو الذي يقود الشعب الفلسطيني، ومعه قيادات تنظيمية وأمنية وفصائلية كبيرة تدرك أن الوطن أهم من الجميع، وخلفهم شعب فلسطين العظيم، الذي يستعد لحرق الأخضر واليابس من أجل الأقصى والمقدسات، فكانت أنشودة (وين الملايين) و(يا حمام القدس نوّح) قادرة على تحريك الجماهير !
أما اليوم فلا قيادة على قدر المسؤولية، وأجهزة أمنية عقيدتها أختلفت، وفصائل همها الحفاظ على مكتسباتها، وشعب غير مبالي تم تدجينه.
رحم الله الطفل الشهيد محمد الدرة، والطفل الشهيد فارس عودة، وأعظم الله أجركم في الروح الوطنية.