وضع القائد أبو علي شاهين حجر الأساس بتأسيس حركة الشبيبة لتصبح ذراعاً شبابياً وطلابياً لحركة فتح، فقام برفقة المناضلين محمد دحلان وتوفيق أبو خوصة ومحمد غنام وإيهاب الأشقر ومعين مسلم والشهيد محمود أبو مذكور في تأسيس الشبيبة لتكون لاحقاً رائدة العمل البطولي في الإنتفاضة المباركة.
"اذا قدر لحركة الشبيبة ان تعيش فهي اقصر الطرق لاجتثاث الاحتلال"... هي مقولة القائد أبو علي شاهين الشهيرة عندما ذرع بذرة الشبيبة والتي اعتمدت لاحقا كشعار اساسي في اتحاد حركات الشبيبة الطلابية.
بتوجيهات القائد المناضل ابو علي شاهين مؤسس الشبيبة الفتحاوية، أشهر قليلة أصبحت فيها الشبيبة جيش من الشباب المناصر لحركة فتح، حيث شكل لجان شبيبة للعمل الإجتماعي وتضم الشباب والشابات من عمر 21 عاماً وما دون.
عقد أول مؤتمر للشبيبة في عام 1982 في بيرزيت وضم قادة حركة فتح في غزة والضفة الغربية وأنطلق تمتد الى باقي المناطق الفلسطينية لتشكل نموذجاً في العمل الإجتماعي والأعمال التطوعية ومبادرات متنوعة لخدمة الشارع الفلسطيني ومشاركتهم الأفراح والأحزان وإستقطاب فئة الشباب وتوعيتهم سياسياً وفكرياً وثورياً وطرح أفكار ومبادئ حركة فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية.
أخدت الشبيبة الفتحاوية في التوسع والإنتشار لتصل إلى الجامعات والكليات والنوادي وإندمجت في المجتمع المحلي في المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وشكلت حالة من التكافل وإستقطاب الجماهير، وتحولت مع بداية الإنتفاضة إلى حركة ثورية مقاومة وأخذت على عاتقها قيادة وتصعيد الإنتفاضة بالحجر والكفاح المسلح بوجه الإحتلال الذي قام يإعتقال كل عضو في الشبيبة بزعمه أنها منظمة تخريبية.
مع إشتداد الإنتفاضة إندمج أبناء الشبيبة في تشكيل مجموعات العمل المسلح وأبرزها مجموعات الفهد الأسود وصقور فتح وقوات الشبيبة الضاربة وقدمت الشبيية آلاف الشهداء والجرحى واعتقل الآلاف من أبنائها.
باسلوبة ونهجه أصبحت الشبيبة حالة وطنية هامة في الشارع الفسطيني وداخل كل بيت فلسطيني وكسبت تأييد شعبي واسع رغم أن مؤسسها القائد أبو علي شاهين كان خلالها تحت الإقامة الجبرية في رفح والتي فرضها عليع الإحتلال عقب الإفراج عنه من سجون الإحتلال عام 1982، ورغم ذلك فقد زار أغلب مدن الضفة الغربية ومخيماتها داعياً إلى تصعيد العمل في فكرة الشبيبة.
أمد المؤسس أبو علي شاهين شبيبته بالكثير من الدراسات الثقافية وقادها فكرياً وثقافياً، وكانت محط اهتمام العديد من قادة حركة فتح وقُدم لها الدعم التنظيمي المادي والمعنوي، لتمثل الشبيبة الفتحاوية بتشكيلاتها الطلابية والاجتماعية والنسائية محطة هامة في حركة فتح ولها دوراً هاماً في رفد حركة فتح بالدماء الشابة الجديدة.
أكثر من 40 عام قدمت خلالها الشبيبة الالاف من أبنائها فداءً لفلسطين وكرامة شعبها وحرمة مقدساتها، وقدر لها أن تأخد المرأة الفتحاوية فيها دور قيادي هام في الشبيبة ومارست دورها الريادي والتنظيمي في الميادين وساحات القتال، ونفذت العديد من العمليات الاستشهاديّة والفدائية، ومنهم من قضت من عمرها سنوات داخل سجون الاحتلال.
في ذكرى رحيله ... رحم الله مؤسس الشبيبة القائد الوطني والمفكر والمناضل أبو علي شاهين "مدرسة النضال ورمز من رموز فلسطين".