الحوار الذي أجراه الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة مع موقع حياة واشنطن، جاء ليواجه ذاك الخطاب المتعجرف لبنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الصهيونية المجرمة، ولمواجهة اليمين الصهيوني المتطرف والذي يقود ويوجه سياسة الحكومة بمنطق القوة المفرطة وبسياسة سفك الدماء وازهاق الأرواح، الندية التي أبداها الأمين العام في الرد على سياسة الاحتلال، تدل على قوته المستمدة من قوة أداء حركته وجناحها العسكري سرايا القدس، فمعركة "ثأر الاحرار" اكسبت حركة الجهاد الإسلامي قوة ذاتية تعاظمت بفعل الأداء الميداني، وقوة جماهيرية كبيرة ظهرت بوضوح خلال مهرجان تكريم شهداء عدوان "ثأر الاحرار" على قطاع غزة، سواء بالحشد الجماهيري الكبير في ساحة الكتيبة وسط غزة، أو المهرجان المتزامن الذي جرى في بيروت ودمشق وجنين حيث كتيبة الأحرار والثوار، لقد بات خطاب الجهاد الإسلامي مسموع، ويصغي له الاحتلال الصهيوني بشدة، ويحاول أن يحلل الخطاب وفق النهج المقاوم الذي يسلكه الجهاد الإسلامي بإصرار وثبات وعزيمة، دون أن يتأثر كثيرا بالحسابات الدنيوية، والمحاذير التي تأتي من هنا وهناك، ويتجاوز كل الأخطار والعقبات وحقول الألغام التي تعترض طريقه وهو يخوض المعركة، لقد ارتدت سرايا القدس درع القتال والجهاد في سبيل الله، ومن يرتدي الدرع ما كان ليخلعه الا عندما يكتب الله له النصر على الاعتداء، وذلك اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال لأصحابه عندما ارتدى درع القتال في معركة بدر الكبرى بعدما أشار عليه البعض بعدم خوض المعركة فأجابهم بيقين "ما كان لنبي إذا لبس لأمته للحرب أن يخلعها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه" فسرايا القدس لبست درع القتال ضد الاحتلال الصهيوني، ولن تتوقف عن قتال الاحتلال ومشاغلته حتى يحكم الله بينها وبين العدو الصهيوني، وهذ خيار الجهاد الإسلامي اختاره لنفسه بعزم ويقين.
قدرة الأمين على مجابهة سياسة اليمين تجلت برسائله الواضحة والمباشرة للاحتلال، فنتنياهو وحكومته هددوا باستمرار سياسة الاغتيالات بحق الفلسطينيين، سواء على الساحة الداخلية الفلسطينية، أو في الشتات، فرد الأمين العام عليه بالقول "سنقصف الكيان الصهيوني إذا تجرأ نتنياهو على استهداف قيادات الحركة في ساحات أخرى، وأضاف "هم يستطيعون تكرار هجومهم في ساحات أخرى، ونحن أيضا قادرون على قصف عاصمتهم ومدنهم من ساحات أخرى" وهذه معادلة جديدة فرضتها المقاومة على الاحتلال بوحدة الساحات، وأكدها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله عندما تحدث عن وحدة الجبهات، وقال لحكومة نتنياهو المتطرفة أن استهداف أي قائد فلسطيني أو لبناني أو من أي جنسية كان على الساحة اللبنانية سنرد عليه فورا بقصف مدن ومغتصبات الاحتلال" ، وردا على ما تسمى بمسيرة الأعلام التي حملت أشكالا عدة من الاستفزاز والقهر لمشاعر المسلمين والفلسطينيين قال الأمين العام "في الجوهر، يجب أن ندرك جميعا أن القدس تحت الاحتلال ويجب أن نقاوم ونقاتل من أجل تحريرها وأن نوفر كل الوسائل لشعبنا لأن يُقاتل، ويمكن أن نأخذ سببا أو مبررا لنوضح موقفنا تجاه القدس عبر المقاومة أو من خلال موقف سياسي، لكن يجب ألا ننتقل من الجوهري إلى التفصيلي، فمسألة "مسيرة الأعلام" تفصيلة من تفاصيل احتلال القدس، والاحتلال "الصهيوني" موجود في القدس والانتهاكات موجودة فيها وفي الضفة، عندما نتحدث عن أكثر من 600 حاجز "إسرائيلي" في الضفة، يجب أن نسأل أين السلطة، وأين السلام، وأين اتفاقية أوسلو؟. فالأمين العام يثبت قاعدة المقاومة والمشاغلة التي يجب ان تستمر ولا تتوقف لإفشال مخططات الاحتلال الصهيوني في القدس والمسجد الأقصى، وواهم من يعتقد أن السلام والحوار يمكن أن يؤدي إلى حلول لما يحدث في القدس والأقصى، فالحقوق لا تمنح، انما تنتزع انتزاعا.
الأمين العام القائد زياد النخالة قال ان النصر على الاحتلال الصهيوني لم يعد مستحيلا، وحدد عوامل ثلاث لتحقيق النصر الدعم العربي بكل اشكاله، وحدة الفعل الميداني ووحدة الموقف الفلسطيني، ووحدة الساحات داخليا ووحدة الجبهات إقليميا، وقال "المطلوب دعم الشعب الفلسطيني في صموده ومقاومته وأن يتصرف العرب بمسؤولية تجاه القدس والأقصى، لأنهما هوية العرب والمسلمين، إذا لابد أن يترتب على هذا الخطاب السياسي إجراءات عملية، وليس وقف التطبيع فقط، لأن التطبيع خيبة كبيرة، عندما نقول إن مؤتمر القمة العربي تحدث عن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة فلسطينية، وترفض "إسرائيل"، وهي رافضة، إذا ما هي الخطة الثانية؟، الشعب الفلسطيني هو امتداد للشعوب العربية، تاريخيا ودينيا وعقائديا وجغرافيا، ماذا يترتب عليكم بعد ذلك؟، المطلوب هو احتضان الشعب الفلسطيني ودعم موقفه السياسي ومقاومته وتأييده، وبعد ذلك يجب أن يكون هناك موقف عملي جدي يعبر عن موقف العرب، وإلا لن تكون هناك قيمة لهذا الموقف، فالإخوة العرب عليهم واجبات كبيرة، ونرحب بقرارات التأييد للشعب الفلسطيني، لكن مطلوب منهم أكثر لأنها دول كبيرة، فالدول العربية تمتلك أسلحة واقتصادا بالحجم الذي يتواجد عند "إسرائيل" أضعاف مضاعفة، والشعب الفلسطيني في قطاع غزة فقير وامكانياته محدودة جدا اقتصاديا وعسكريا، لكنه يستطيع الوقوف في وجه العدو الصهيوني، وهذه المقاربة يجب أن يراها النظام العربي، الفلسطينيون الذين لا يملكون قوت يومهم، يستطيعون أن يواجهوا العدو الصهيوني، إذا المطلوب من العرب، أن يدعموا الفلسطينيين، ولا نريد منهم أن يقاتلوا معنا، أنه الإيمان الذي ينتهي حتما بالنصر.